بدأ القائد حديثه بحمد الله والصلاة على رسول الأمة محمد وآل بيته ومن ثم تحدث عن الشهيد قاسم بقوله :
رحمة الله ورضوانه على شهيدنا العزيز. لقد صارت حادثة الشهادة لهذا العزيز العظيم حدثاً وطنياً، بل حدثاً إسلامياً دولياً. حسناً، هذه الذكرى الثانية. الناس يفعلون هذه الأشياء [لتكريمه]، وسأعود إلى قضية الناس هذه. نحن في الحقيقة نتحرك تبعاً للناس، وإن لقاءنا وحديثنا وأمثالهما هي في الواقع تبعاً لتلك الحركة المبتكرة للناس التي تجري في أنحاء البلاد كافة.
قد قلنا عبارةً، قلنا «مدرسة سليماني»صار الشهيد سليماني مدرسة أو كان مدرسةً. في ما يخص هذه المدرسة، رأيت الآن أنه - بحمد اللّه - تم نشر عدد من الكتب التي لم أرها من قبل. إذا أردنا تبيين ما نسميه «مدرسة سليماني» بجملتين قصيرتين، يجب أن نقول إن هذه المدرسة هي الصدق والإخلاص. هاتان الكلمتان هما في الواقع عنوانٌ ورمز ودليل لمدرسة سليماني. «الصدق» يعني الشيء نفسه الذي جاء في الآية الشريفة: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} (الأحزاب، 23)، التي سأشرحها الآن بإيجاز. «الإخلاص» أيضاً، نفسه الذي ورد في كثير من آيات القرآن ومن جملتها هذه الآية الشريفة: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} (الزمر، 11). هذان العنوانان القرآنيان شكّلا حركة الشهيد سليماني.
هذه الحركة مباركة، فحياة هذا الرجل مباركة من بدايتها إلى نهايتها، وشهادته أيضاً - نحن نقول في زيارة الأئمة (ع): «وَقَبَضَكَ إِلَيْهِ بِاخْتِيارِهِ وَأَلْزَمَ أعْداءَكَ الْحُجَّةَ» - أي قبْض الروح بيد الله، لكن قبض الروح هذا أوجب قيام الحجة على أعدائك وأعداء الله. هنا الشيء نفسه: النفوس بيد الله.
يجب أن يرحل الجميع عن هذه الدنيا، كل شخص يرحل بطريقة ما عن هذه الدنيا. الشهيد رحل عن الدنيا أيضاً، لكن طبيعة شهادته أتمت الحجّة على الأعداء وعلى من شهدها كافة.
لمشاهدة كافة المواضيع والاعمال الخاصة بالحاج قاسم سليماني" شهيد القدس" اضغط هنا