خاص الكوثر - نور الهدى
وقال سماحة الشيخ الغفوري الحسني: ان سورة المجادلة المباركة هي سورة مدنية ومتفق على ذلك وترتيبها بحسب النزول هي السورة السادسة بعد المئة، وان كان ترتيبها في المصحف الشريف هي السورة الثامنة والخمسون، هذه السورة الباركة تتعرض الى مجموعة من الموضوعات اهمها خمسة.
واضاف سماحته: في البدء تتعرض سورة المجادلة الى موضوع الظهار والموضوع الثاني مسألة النجوى واللقاءات والاجتماعات العامة والخاصة، والآداب الاجتماعية لذلك. وكذلك تتعرض السورة المباركة لتنظيم عواطف الانسان ومشاعره، وفي الختام تعرضت السورة المباركة الى تشريفات وآداب طلب اللقاءات الخاصة مع شخص النبي (صلى الله عليه وآله) .
وتابع قائلا: ان أوائل هذه السورة المباركة قد ورد في معالجة أمر (في ايامنا هذه يعتبر منقرضا، ولكن في زمن نزول القرآن كان امرا متداولا ورائجا في المجتمع الجاهلي وفي المجتمع الاسلامي، حديث العهد بالدين الاسلامي)، هذا الامر هي ظاهرة الظهار.
وقال الشيخ خالد الغفوري الحسني ان مسألة الظهار مهمة جدا في الحياة الزوجية، تمس الحقوق الزوجية الخاصة، وهي الحقوق الجنسية، واحيانا تتعرض العلاقة الزوجية الى ازمة ومن جملة هذه الازمات قضية الظهار،(وهي ظاهرة كانت متداولة عند أهل الجاهلية وجاء الاسلام ومنع من ادامتها، لان الظهار هو إدعاء الزوج ان زوجته كأمه فتكون محرمة عليه الى الابد) وهذا حرمان وخلاف الانسانية والمروءة ان تحرم الزوجة المسكينة من اخص حقوقها ، سيما ان هذه المسألة من الأمور التي يخجل الانسان (المرأة) عادة من بيانها، فجاءت تشتكي الى النبي (ص) من زوجها وأنه جعلها معطلة، فانتظر النبي (ص) نزول الوحي، فعندما نزل الوحي جعل ضوابط لمسألة الظهار ، واستنكرها استنكارا كبيرا، وجعل عقوبة للزوج الذي يصدر منه مثل ذلك، وجعل له ما يسمى بالكفارة (بحسب الاصطلاح الفقهي).
وختم سماحة الشيخ الحسني بالقول: ومن هنا حاول الاسلام اجتثاث هذه الظاهرة بالتدريح الى ان انقرضت من المجتمع الاسلامي، وهذه المسألة تدل على اهتمام الدين الحنيف بحقوق الانسان وحقوق الزوجة والمرأة، وخصوصا الحقوق الزوجية والجنسية ، فقد دافع الاسلام عن حقوق الزوجة وحفظها من خلال ضوابطه واحكامه.
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج في صفحتنا علی اليوتيوب.