قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم: (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً).. ((سورة النساء: 138ـ139))
البشارة تستعمل في الخير، وتستعمل في الشر بقيد كما في هذه الآية. يقول تعالى: (بشر المنافقين) أي: الذين أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر، بأقبح بشارة وأسوئها، وهو العذاب الأليم، وذلك بسبب موالاتهم للكفار وترك موالاة المؤمنين، حيث يبتغون عندهم العزة، لأنهم يجدون لدى الكفار بعض مظاهر القوة، بما يملكونه من مال أو سلاح أو عدد.
(فَإِنَّ العِزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً)، فهو القوي الذي لا حد لقوّته، وهو الغني عن كل شيء الذي يفتقر إليه كل شيء في وجوده وفي استمراره.
من الدلائل الواضحة تطابق الأيتين الكريمتين على الموقف العربي من القضية الفلسطينية، والتي تمثلت بالعلاقات غير المعلنة ثم الافصاح عنها بالتطبيع مع الكيان الصهيوني من قبل انظمة النفاق العربي.