قال الله تعالى في كتابه المجيد: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾.. سورة المائدة، آية: 67
لهذه الآية نفسا خاصا يميزها عما قبلها وعما بعدها من آيات، إنها تتوجه بالخطاب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحده وتبين له واجبة، فهي تبدأ بمخاطبة الرسول (ص):
يا أيها الرسول وتأمره بكل جلاء ووضوح أن بلغ ما أنزل إليك من ربك.
ثم لكي يكون التوكيد أشد وأقوى - تحذره وتقول: وإن لم تفعل فما بلغت رسالته.
ثم تطمئن الآية الرسول (ص) - وكأن أمرا يقلقه - وتطلب منه أن يهدئ من روعه وأن لا يخشى الناس: فيقول له: والله يعصمك من الناس.
وفي ختام الآية إنذار وتهديد بمعاقبة الذين ينكرون هذه الرسالة الخاصة ويكفرون بها عنادا، فتقول: إن الله لا يهدي القوم الكافرين.
المصدر: تفسير الأمثل/ الشيخ ناصر الشيرازي، ج 4 ص82