في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، الساعة الواحدة الا عشر دقائق صباحا، تحط طائرة ركاب قادمة من تركية، لكن هذه الرحلة لم تكن رحلة عادية لوزارة الأمن الإيرانية.
منذ البداية يتم وضع شخصين تحت المراقبة الأمنية امرأة فرنسية تبلغ من العمر 37 عاما تدعى "سيسيل كولر" ورجل فرنسي يبلغ من العمر 69 عاما يدعى "جاك باريس"، الاثنان دخلا ايران بتأ شيرة سياحية لكن من خلال مراقبتهما تبين أن تحركاتهما لم تكن سياحية.
بدأت مراقبتهما منذ هذه اللحظة بناء على معلومات مسبقة بمهمتهما في ايران، ورصدت عناصر وزارة الامن الايرانية تواصل الجاسوسين الفرنسيين مع ايرانيين ينتحلون صفة الانتماء الى جمعية نقابية للمعلمين.
وشاركت سيسيل وجاك في اجتماعات تنظيمية حسب ما تظهر الصور وشهود البعض منهم في اليوم التالي ضمن احتجاجات للمعلمين.
عادة ما تحتج الشرائح الثقافية ومن بينها قطاع المعليمن على بعض القوانين والامتيازات المادية المتربطة بتحسين الاجور وظروف العمل، ويكون ذلك دائما ضمن وقفات احتجاجية سلمية، لكن الساحئين الفرنسيين ومن خلال اعضاء مرتبطين بهما مثل "اسكندر لطفي وشعبان محمدي" وغيرههما ممن شاركوا في الاحتجاجات كانوا يتواصلون مع القنوات الفارسية المعارضة لايران في الخارج، ومن خلال انتقادهم للوضع الموجود بدأوا العمل على خلق بيئة احتجاجية في البلاد.
الفرنسيان تحدثا في تسجيل صوتي بصراحة عن خططتهما لخلق احتجاجات تؤدي إلى اضطرابات.
تقول سيسيل للحاضرين: "هذه حربا علينا ان نجلب الاغلبية معنا ويرد جاك الخطوة الاولى ان نبقى على اتصال مع بعض لصناعة زخم ثوري".
مع انكشاف تحركات الجاسوسين واثبات سعيهما لركوب موجة الاحتجاجات المطلبية للمعلمين تم اعتقالهما ليلا في السابع من الشهر الجاري اثناء توجههما الى مطار طهران، عندما كانا يستعدان لمغادرة البلاد باتجاه تركيا.