وقال السيد حسن نصر الله إن “هذه هي بيئة المقاومة التي توقعتم من خلال تجويعها واتهامها واضفاء الصفات الظالمة عليها وراهنتم على أن تبدل وتنقلب وتنقل البندقية”، وتابع “رسالتكم اليوم ورسالة الجنوب بالأمس ورسالة البقاع الجمعة أن هذا الجمهور وهذه البيئة وفية للبنانها وفلسطينها وقدسها ومقاومتها وشهدائها وجرحاها وأسراها وهي التي لم تبخل يوماً بالدم فكيف تبخل بالصمود”.
واضاف السيد نصر الله “نخص بالشكر أولئك الذين صوتوا في الخارج للوائح يوجد فيها مرشحو المقاومة لأن وجودهم هناك وتصويتهم لهذه اللوائح يعبر عن شجاعتهم وصدقهم وإخلاصهم”، وتابع أن “يخرج كثير من اللبنانين في العديد من الدول رغم وجود تهديد في بعض دول الخليج الفارسي ويصوتوا للمقاومة هذا أمر نحترمه وما جرى في بعض الدول من ضغوط وترهيب نتركه لنتحدث عنه لاحقا”.
وقال السيد نصر الله “أُبلغت من خلال قنوات دبلوماسية رسالة تقول إن الاسرائيليين يؤكدون أنهم لا يريدون القيام بأي عمل باتجاه لبنان”، واكد “نحن لا نثق بالعدو ولا برسائله ولا بتصريحات رئيس حكومته ولذلك استنفارنا وجهوزيتنا ستبقى إلى حين انتهاء المناورات الإسرائيلية”، ولفت الى ان “هذه الرسالة العلنية أو الضمنية هي نتيجة قوة وحضور المقاومة والعدو يعرف أن الكلام الذي يقال في يوم القدس تقف خلفه رجال ومقدرات وبيئة حاضنة ومقاومة قوية وحقيقية”، واضاف “نحن لن نسمح بأي اعتداء أو تجاوز على لبنان أيا يكن السبب”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “أي جماعة سياسية لا تستطيع أن تكون بديلا عن الدولة لا في الأمن والإقتصاد والمعيشة والصحة”، وتابع “لدينا في لبنان دولة ولدينا دستور وقوانين نحن لا نطرح كما يطرح في بعض الدول العربية ولا نتحدث لا عن إسقاط نظام ولا إقامة نظام سياسي جديد ولا عن بناء دولة من جديد”، واعتبر ان “هذه الدولة وهذا النظام يعاني من مجموعة من المشاكل تعيق قدرته على العمل والإنتاج ويجب العمل على معالجتها وعلى سد النواقص وعلى معالجة هذه العيوب من خلال الإصلاح”.
وقال السيد نصر الله إن “المشروع الواقعي والطبيعي لأي حركة سياسية في لبنان يجب أن يكون مشروعا إصلاحيا في النظام وفي الدولة وحتى لة يريد أن يأخذ منحى التغيير لكن ضمن إطار الدولة”، واضاف “وضع لبنان دقيق وحساس وكثيرون جربوا أن يحدثوا تغييرات دراماتيكية فذهبت البلاد إلى حرب أهلية ومن يدفع باتجاه الحرب الأهلية خائن”، وتابع “لدينا نظام طائفي يحوي الكثير من الثغرات والمشكلات والعيوب ويكمن العمل على معالجتها تحت سقف إتفاق الطائف”.
ورأى السيد نصر الله ان “ما يجب أن نطمح إليه جميعاً هو صورة دولة عادلة وقادرة وهذا ما تحدثنا عنه في برنامجنا الإنتخابي وفي ذهننا صورة ومصاديق لدولة عادلة ويجب أن نعمل لتحقيق هذه المصاديق”، وأكد ان “الدولة العادلة هي الدولة التي تهتهم بشعبها وهي التي تمارس الإنماء المتوازن ولا تميز منطقة عن أخرى لسبب طائفي أو حزب أو فئوي”، وأشار الى ان “أموال الدولة هي ملك كل الشعب ويجب أن تصل من خلال المشاريع الإنمائية إلى كل الشعب والقانون العادل في الضرائب هو الذي يعتمد الضريبة التصاعدية”، واضاف “عندما تولى وزراء من اخواننا وبذلنا جهود كبيرة جداً من أجل أن يكون القطاع الصحي الرسمي موضع أمل لدى الناس”.
وأوضح السيد نصر الله ان “الدولة العادلة والقادرة هي القادرة على حماية سيادتها وثرواتها من أي عدوان او تسلط أو هيمنة أو انتقاص لا ان تلقي باعباء التحرير على شعبها”، وتابع “نأمل أن تصبح فيه الدولة في لبنان قادرة”، واضاف “لا يوجد لدى البحرية في لبنان قدرة أن تصل إلى اعماق 300 متر لانقاذ اجساد الضحايا في زورق الموت في طرابلس”، وشدد على ان “الامن هو مسؤولية الدولة ودون تمييز بين المناطق”.
وقال السيد نصر الله إن “تحويل الدولة إلى أفضل صيغة تكون فيها دولة عادلة وقادرة يحتاج إلى تعاون الجميع والأحزاب والتيارات والقيادات”، ولفت الى ان “هذا البلد قائم على الشراكة وعدم الإقصاء والجميع يجب أن يتمثل في المجلس النيابي بأحجامه الطبيعية والقانون النسبي يفتح الباب امام فرصة كبيرة جداً بحضور الجميع باحجامه الطبيعية”، وأكد “لا نريد أن نلغي أحدا خلافاً لما يدعي البعض لشد العصب ونحن لسنا مع حكم أكثرية وأقلية وهذا لا يصح في نظام طائفي”.
واضاف السيد نصر الله “نحن من دعاة الشراكة الوطنية في بناء الدولة العادلة والقادرة والتعاون من أجل اخراج لبنان من أزماته”، وتابع “نحن نريد جميعاً أن نكون سوياً ونعمل أن تصبح الدولة القائمة أكثر من أي وقت مضى دولة عادلة وقادرة وتحقق طحوحات وآمال الشعب اللبناني”، واكد “نحن في حزب الله نشعر أننا أصبحنا مسؤولين أكثر من أي وقت مضى”.
وقال السيد حسن نصر الله “عام 2005 وجدنا أنفسنا ملزمين بالدخول إلى الحكومة ومن أجل حماية ظهر المقاومة من الفريق السياسي الذي كان متحالفاً مع إدارة جورج بوش ”، وتابع “لم نطلب من الدولة حماية المقاومة ولا نطلب منها حمايتها وكل ما نطلبه أن لا يطعن أحد في الدولة المقاومة في ظهرها وأن لا يتآمر عليها وأنا لا أتجنى على أحد”.
واشار السيد نصر الله الى ان “الوضع الإقتصادي والمعيشي في لبنان يحتاج إلى خطة”، وتابع “هناك خطة تعافي مطروحة يجب أن تناقش بجدية ومن دون تحويل لبنان إلى بلد مرتهن”، ولفت الى ان “إصرار الدولة على أن لا تفتح الأبواب أمام الشركات الشرقية مراعاة لأميركا يعني أننا لن نتقدم في الوضع الإقتصادي والمعيشي”، واوضح ان “الشعب اللبناني يعاني من البطالة والغلاء وتدني العملة الوطنية وهناك كنز إذا ذهب لبنان ليخرج كنزه وخصوصاً في مياه الجنوب”.
واكد السيد نصر الله “نحن بلد غني وهذا الكنز موجود في البحر والمعطيات تقول إن هناك ثروة غازية هائلة في المربّعات المقابلة لجنوب لبنان”، واضاف “لبنان ليس بلداً فقيراً أو مفلساً ولا يجوز أن يحوله السياسيون إلى بلد متسول وذليل وهذا ما يحصل اليوم”، وتابع “أنتم تحولون بيروت إلى مدينة مكمومة الأفواه وهناك وزير يفرض عليه أن يستقيل لأنه قال كلاما قبل أن يصبح وزيرا”.
وقال السيد نصر الله إن “الغرف السوداء التي كانت تدير الأوضاع منذ 3 سنوات أعطت ايعازا لاصدقائها بتحييد أموالهم في المصارف”، وتابع “يجب الحفاظ على حقوق المودعين وكتلة الوفاء قدمت اقتراح قانون ينص على حفظ حقوق المودعين وعدم جواز المس بها وإلا كل ما يحصل خطابات ووعود ما لم يصدر هذا القانون عن المجلس النيابي يعني الحقوق في خطر”، واضاف “نحن لا نقبل تحميل المودعين أي خسائر او أي مسؤولية وهناك ظلم كبير بتحميل المودعين المسؤولية”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “المسؤول الاول عن اموال المودعين هي المصارف اللبنانية وأريد التذكير بان المصارف وعلى مدى 30 سنة أخذت الاموال من المودعين وأقرضت الدولة بفوائد عالية وجنت أرباحاً طائلة”، وتابع “ما أنجز على صعيد ملف مكافحة الفساد كان مهماً وكانت لدينا شجاعة تحويل ملفات الفساد إلى القضاء لكن هذا القضاء متعثّر ولكن علينا أن نواصل العمل بهذا الملف”، واضاف “هناك من يدعو إلى خيار الشراكة والتعاون والتفاهم وتغليب التوافق الوطني وهناك من يدعو إلى الإلغاء والإقصاء وانتم يجب أن تختاروا”، واكد ان “حركة أمل درع لنا ونحن درع لها”.
وشدد السيد نصر الله على ان “الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تتدخل في لبنان ولا في السياسة الداخلية ونحن شركاء مع ايران عندما نتحدث عن المنطقة وهي تحترمنا”، وتابع “هناك فريق يأتي بالمال من الخارج ليزيد ارصدته في البنوك ولا ينفق على الناس وإلا أين هي الـ 20 مليار من السعودية و10 مليارات من أميركا؟”، واضاف “أنتم بالخيار بين فريق همه لبنان وبين فريق همه أن يستخدم لبنان لترضى عنه أميركا والغرب وبعض دول العالم”، وتابع “انتم بالخيار بين من يتحمل المسؤولية رغم كل الضغوط ومن بين يهرب من المسؤولية ويستقيل ويتبرأ ويصبح معارضة وثورة ومظلوم”.
وقال السيد نصر الله “هناك أحزاب سياسية اليوم مشاركة في الانتخابات وتقدم لنفسها معارضة وهي من السلطة من الخمسينات والستينات”، واضاف “يجب أن تختاروا بين الصادق الذي يتحمل مسؤولية وبين المخادع الذي خدعكم وسيخدعكم ويقفز من المركب عندها يجد أن هناك صعوبات”، وتابع “ايها اللبنانيون انتم بالخيار بين السياديين الحقيقيين الذين يريدون لبنان قويا وحصينا ومنيعا من خلال المقاومة وتأييدهم للمقاومة وبين السياديين المزييفين الذين يريدون نزع القوة اللبنانية الحقيقية وتحويل لبنان مجدداً إلى بلد ضعيف ومكشوف امام الاطماع الإسرائيلية”.