كما أن المنفّذ تنقّل بين ثلاث مناطق مختلفة في بئر السبع، وهو ما يؤشّر إلى فشل المنظومة الأمنية، والذي من بين تجلّياته أيضاً أن المنفّذ أبو القيعان هو أسير محرَّر أخيراً، ومن البديهي أن يخضع لمراقبة «الشاباك» بعد الإفراج عنه، خصوصاً أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية كانت قد صنّفته سابقاً كـ«صاحب ميول إرهابية».
لكن أبو القيعان نجح في تنفيذ الهجوم من دون أيّ إنذار مسبق، بحسب قناة «كان» الإسرائيلية. والسبب في ذلك، بحسب يوآف ليمور في «إسرائيل هيوم»، يكمن في «الاختلاف بين بنية تحتية لتنظيم، ومنفّذ عملية بمفرده»، إذ إن «البنية التحتية قادرة على إحداث هجمات أكثر فتكًا، لكنها أكثر عرضة للإحباط بسبب تعدّد عناصرها، و من ناحية أخرى، يكون منفذ العملية الوحيد هدفاً يصعب إحباطه إذا لم يترك وراءه أيّ علامات إرشادية (مادّية أو تكنولوجية)، ولكن يمكنه التسبب فقط في ضرر محدود».
ولكن هذه المرّة، «يُعتبر الهجوم غير معتاد، حيث تمكّن منفذ عملية منفرد من قتل أربعة مدنيين قبل القضاء عليه»، بحسب ليمور. أمّا الفشل الأكبر، وفق التحقيقات الإسرائيلية، فيتعلّق بمدّة العملية؛ إذ يقول قائد شرطة العدو إنها استمرّت لثماني دقائق، فيما تلقّت الشرطة البلاغ الأوّلي حول وقوعها بعد 4 دقائق من بدء تنفيذها.
والأكثر إثارة، هو أن الأنظار والتقديرات الإسرائيلية قبيل شهر رمضان كانت مُصوَّبة نحو القدس والضفة الغربية، في حين لم يتوقّع أحد وقوع هجوم في بئر السبع داخل النقب، وفق ما يشير إليه المحلّل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت».