محمد بن سلمان يتحدث لأول مرة عن المفاوضات مع إيران: لا يمكن لأحدنا التخلص من الآخر
وأوضح ابن سلمان، في مقابلة مع مجلة أتلانتك الأمريكية، أن "المملكة وإيران جارتان لا يمكن لأحداهما التخلص من الأخرى، لذا فإن الحل يكمن بالتعايش".
وأضاف: "قمنا خلال أربعة أشهر بمناقشات، وسمعنا العديد من التصريحات من القادة الإيرانيين، والتي كانت محل ترحيب لدينا في المملكة، وسوف نستمر في تفاصيل هذه المناقشات"، معربا عن أمله في الوصول إلى موقف يكون جيدا يشكل مستقبلا مشرقا للبلدين".
وعن المحادثات النووية وإمكانية إعادة إحياء الاتفاق الموقع بين طهران والغرب عام 2015، رأي أن "أي اتفاق نووي ضعيف سيؤدي لنفس نتيجة امتلاك قنبلة نووية وهو ما لا ترغب به السعودية والعالم".
وقال ولي العهد السعودي إن بلاده" لا تنظر لـ "كيان الاحتلال الاسرائيلي" كعدو لهم بل كحليف” في العديد من المصالح التي يمكن السعي لتحقيقها لافتا إلى وجوب حل بعض القضايا قبل الوصول إلى ذلك.
لا أهتم بما يفهمه بايدن.. ولا يحق لواشنطن التدخل في شؤوننا
وقال ولي العهد السعودي إن المملكة لا تملك الحق في التدخل بالشؤون الداخلية للولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي لا يحق لواشنطن التدخل في الشؤون الداخلية السعودية.
وأضاف ابن سلمان "ليس لنا الحق في إعطاء محاضرات لكم في أمريكا"، مضيفا: "والعكس صحيح. الشؤون السعودية للسعوديين".
وتابع: "لا تمتلكون الحق في التدخل في شؤوننا الداخلية"، ولكنه أضاف أيضا "لدينا علاقات تاريخية مع الولايات المتحدة، ونهدف إلى الحفاظ عليها وتعزيزها".
وحول تصريحات للرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس حول محاسبته بسبب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي والحرب في اليمن، ألمح ولي العهد السعودي إلى الاتجاه نحو المعسكر الشرقي، وقال: "من يمتلك الإمكانيات المبشرة في العالم حاليا؟ السعودية. ولو أردتم تفويت الفرصة، أعتقد أن هناك آخرين في الشرق سيكونون سعداء جدا باغتنامها".
ولدى سؤاله حول ما إذا كان هناك ما لا يدركه أو يفهمه بايدن بشكل خاطئ حوله، قال ابن سلمان: "ببساطة، لا أهتم. الأمر متروك له فيما يخص اعتقاداته حول مصالح أمريكا".
مقتل خاشقجي كان أسوأ شيء حصل لي على الإطلاق
وأكد ولي العهد السعودي أنه "من الواضح أنه لم يأمر بقتل الصحفي جمال خاشقجي"، قائلا: "شعوريا هذا الأمر يؤذيني ويؤذي السعودية".
وقال ابن سلمان، "أعتقد أن قوانين حقوق الإنسان لم تطبق معي في قضية مقتل خاشقجي لأن المادة الحادية عشرة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تنص على أن أي شخص بريء حتى تثبت إدانته".
وأضاف: "أتفهم الغضب وخصوصا بين الصحفيين على مقتل خاشقجي لكننا لدينا مشاعر وغضب أيضا"، معتبرا أن "مقتل خاشقجي كان أسوأ شيء حصل لي على الإطلاق، لإنه كاد أن يخرب كل خططه للإصلاح".
وأكد ولي العهد السعودي، أن "المملكة عاقبت المسؤولين عن جريمة قتل خاشقجي لكن الفظائع المماثلة، مثل تفجير حفلات الزفاف في أفغانستان وتعذيب السجناء في غوانتنامو، لم يعاقب عليها أحد".
وكشف عن أنه لم يقرأ مقالا كاملا لخاشقجي في حياته، سواء كان في صحيفة سعودية أو في صحيفة أمريكية، مشيرا أن ما أقرأه هو الموجز اليومي، إذا كان هناك شيء مهم في الإعلام المحلي والإعلام الإقليمي والإعلام الدولي.