(فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم)... سورة محمد (ص) – الآية: 22
تولى الإمام موسى الكاظم (عليهما السلام) مقاليد الإمامة بعد أبيه "الامام جعفر الصادق" الذي استشهد عام 148ھ، في الشطر الأخير من حياة الحاكم العباسي (المنصور بالشيطان) الذي توفي سنة 158ھ. وعاصر أيضا حكاما فاسقين تلوا (المنصور بالشيطان) ، وهم المهدي والهادي وهارون (السفيه).
قام (المنصور بالشيطان) بعد قتله الإمام الصادق [ع] بمهادنة ابنه الإمام الكاظم، لكنه لم يكن بعيداً عن عينه وواصل متابعته. فاستثمر الإمام [ع] تلك الفرصة في التفرغ لإعطاء الدروس في المدينة ونشر العلم.
أما الحاكم المهدي الذي خلف المنصور في عام 158ھ، فقد أودع الامام الكاظم السجن مدة من الزمن، ثم أطلق سراحه بسبب حلم رآه.
يقول المؤرخون أنه انتفض مرعوباً من نومه ذات يوم، وبعث الى وزيره الربيع وأمره بإحضار الامام موسى بن جعفر [ع]، كما ينقل صاحب كتاب تاريخ بغداد وغيره عن وزيره الربيع.
فلما حضر الإمام [ع] قام له المهدي وعانقه وأجلسه، ثم قص عليه قصة الحلم الذي رآه. قال إنه رآى أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب [ع] في المنام وهو يتلو عليه هذه الآية: (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم). ثم طلب من الإمام عهداً أن لا يخرج عليه أو على أحد من ولده. فأكد له الإمام [ع] أن ذلك ليس من شأنه ولا يفكر فيه. فأطلق سراحه وأعاده الى أهله في المدينة.
إقرأ أيضا: كرامات الإمام الكاظم (عليه السلام) في كتب مدرسة الخلافة