بسم الله الرحمن الرحيم قال الله سبحانه وتعالى: (الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) الآية(٢٧) سورة البقرة/صدق الله العلي العظيم.
جاءت ثورة ١٤ فبراير ٢٠١١م بعد سنين من الكذب والدجل والنفاق الخليفي مع المعارضة السياسية الوطنية ، والالتفاف على مطالب الشعب المشروعة في الحرية والكرامة ، ومنع الشعب من المشاركة في القرار السياسي. ففي عام ٢٠٠٢م وبعد التعهد بإحترام الدستور العقدي وما سمي بميثاق العمل الوطني ، وقد شاهد الشعب البحراني والمعارضة بكافة أطيافها بأم أعينهم كيف أنقلب الطاغية الديكتاتور حمد عهداً عليه ، بل وكيف جعله جسر عبور إلى إعلان مملكة شمولية مطلقة ، والتي إستمرت عشر سنوات من الإرهاب والقمع والإستئثار المطلق بالسلطة والموارد. لقد حاولت بعض أطراف المعارضة من القيام بإصلاحات من تحت قبة البرلمان المسخ الذي جاء نقيضاً للتوافق الشعبي مع النظام على أن يكون مجلساً وطنياً معبراً عن الإرادة الشعبية ويمتلك سلطة التشريع ولكنها فشلت وكانت النتيجة صفراً ، فجاءت الثورة في ١٤ فبراير ٢٠١١م التي فجرها الشباب الثوري المقاوم ، وإلتحق بها في مشهد تاريخي غير مسبوق غالبية
الشعب في دوار اللؤلؤة لكي يضعوا حداً للإستبداد ونظام الحكم الديكتاتوري الشمولي.
لقد جاءت ثورة ١٤ فبراير لتكتب تاريخاً سياسياً جديداً في البحرين ولتحدث زلزالاً مدوياً لازالت آثاره مستمرة لحد اللحظة ، وأهم نتائجها أنها أسقطت الميثاق الخطيئة الذي وفر لنظام آل خليفة المسيطر على السلطة بالقوة والغلبة وفرض الأمر الواقع ولا يستند إلى أية شرعية ، شيء من الشرعية ، لكنها سرعان ما سقطت مع فجر ١٤ فبراير ٢٠١١م.
لقد جاءت الثورة الشعبية لتؤكد على الإستحقاقات الوطنية اللازمة والواجبة التحقيق والتي من أبرزها قيام نظام سياسي تعددي يستمد شرعية وجوده من الإرادة الشعبية.
لقد نادت الثورة بإسقاط النظام الملكي الشمولي ورحيل آل خليفة عن البحرين ،وطالبت بوضع حد للإستبداد والديكتاتورية وقيام نظام سياسي تعددي ديمقراطي جديد وقدم الشعب الأبي خلالها المئات من خيرة ابنائه ورجاله شهداء على مذبح الحرية والكرامة.
إننا في حركة أنصار شباب ثورة ١٤ فبراير نؤكد على الثوابت الوطنية للشعب ، ونرى بأن أي محاولة تريد إعطاء الشرعية للطاغية حمد وقبيلته المجرمة من جديد وبأي شكل كان ، إنما هو خيانة لدماء الشهداء وتضحيات الشعب ، وخيانة لآلاف المعتقلين من النساء والرجال والأطفال ، وفي طليعتهم القيادات والرموز الحقيقية للثورة ، وخيانة للحقوقيين والعلماء الربانيين الذين قادوا الحراك الثوري والثورة في دوار اللؤلؤة والساحات والميادين ، وتحملوا كل هذا العناء وجريمة الإعتقال والتعذيب والتنكيل من أجل الإصرار على الإستحقاقات الوطنية. وأخيراً فإننا وجماهيرنا البحرانية الثورية وقادة ورموز الثورة والآلاف من المعتقلين القابعين في السجن أكدوا ويؤكدون مراراً ، وكما أكدنا نحن مراراً بأن آل خليفة لن يقدموا تنازل لتغيير سياسي جاد وحقيقي ما لم يرغموا ويفرض عليهم ذلك.
وبمناسبة الذكرى الحادية عشرة للثورة اننا نؤكد على ما يلي:
١- اننا وشعبنا مستمرون في الجهاد والنضال حتى تحقيق الأهداف التي سقط من أجلها الشهداء وان راية الثورة ستبقى خفاقة حتى تحقيق النصر الإلهي الموعود بسقوط الديكتاتورية وخلاص شعبنا من عهود مظلمة سوداء طويلة من الظلم والاستبداد والاضطهاد.
٢- اننا نثق ونعول على قدرات شعبنا برجاله ونسائه وشبابه على تحقيق التغيير وفرض المعادلات الجديدة وقيام دولة المواطنة الحقة.
٣- اننا على قناعة تامة بأن مفتاح التحول الديمقراطي يكمن في تفكيك القواعد العسكرية الامريكية والبريطانية والصهيونية ورحيلها الى الخارج .
وندعو شبابنا الثوري لتشكيل اللجان الشعبية وتنظيم التظاهرات احياءا لذكرى الثورة وتخليدا لأرواح الشهداء ومعاهدتهم بالمضي في طريق الجهاد والعطاء من أجل الكرامة وانتزاع الحرية.
حركة أنصار شباب ثورة ١٤ فبراير المنامة – البحرين المحتلة.
١٣فبراير / شباط ٢٠٢٢م