رسالة المرجع الديني الشهيد السيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه لطلابه عند انتصار الثورة الاسلامية في ايران .
أولادي وأعزائي حفظكم الله بعينه التي لا تنام.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
أكتب إليكم في هذه اللحظات العظيمة التي حقّق فيها الإسلام نصراً حاسما وفريداً في تاريخنا الحديث على يد الشعب الإيراني المسلم وبقيادة الإمام الخميني دام ظله وتعاضد سائر القوى الخيّرة والعلماء الأعلام وإذا بالحلم يصبح حقيقة وإذا بالأمل يتحقق وإذا بالأفكار تنطلق بركاناً على الظالمين لتجسّد وتقيم دولة الحق والإسلام على الأرض وإذا بالإسلام الذي حبسه الظالمون والمستعمرون في قمقم يكسر القمقم بسواعد إيرانيّة فتيّة لا ترهب الموت، ولم يثن عزيمتها إرهاب الطواغيت، ثم ينطلق من القمقم ليزلزل الأرض تحت أقدام كل الظالمين ويبعث في نفوس المسلمين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها روحاً جديدة وأملاً جديد.
إن الواجب على كلّ واحد منكم وعلى كلّ فرد قدّر له حظّه السعيد أن يعيش في كنف هذه التجربة الإسلامية الرائدة أن يبذل كل طاقاته وكلّ ما لديه من إمكانات وخدمات ويضع ذلك كله في خدمة التجربة فلا توقف في البذل والبناء (لأجل الإسلام)، ولا حدّ للبذل، والقضية ترتفع رايتها بقوّة الإسلام، وعمليّة البناء الجديد بحاجة إلى طاقات كلّ فرد مهما كانت ضئيلة.