قال الله العظيم في محكم كتابه المجيد: (وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قُتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين)، (سورة آل عمران المباركة: آية ١٤٤).
خطاب الآية الكريمة فيه تعميم يشمل الجميع، باستثناء الشاكرين. ومن قال ان الذين ارتدوا بعد الرسول (ص) قلة والمسلمون جلهم لم يرتدوا ظاهراً، فلماذا جاء الخطاب صارخاً هكذا؟!.
قضايا تحتاج الى توضيح وتفهم لمن أراد الحق.
حقائق هذه الآية خطيرة ودامغة، بل هي تنسف واقع بيعة السقيفة (سقيفة بني ساعدة) وما جرى على أثرها. والله تعالى الحق لا يجامل أحداً وقوله الحق، بل لا يزال آثار الإنقلاب على الأعقاب ساري المفعول الا عند الشاكرين.
لو بقي الإسلام بعد الرسول موقع التطبيق كلياً لأسقى الله المسلمين ((ماءً غدقاً)) ولفتح ((عليهم بركات من السماء والأرض))، ولكانوا أقوى وأعز الأمم، ولكنهم خالفوا الله والرسول جهاراً، فكانت الفتن والحروب حتى حكمهم بعد ٤٠ سنة من الهجرة من حاربوا الدين، وجاء الطليق وابن الطلقاء "معاوية بن ابي سفيان" بالقهر والقوة، واستمر حكام الضلال والظلم حتى بات المسلمون في ظلمات الذل والتخلف والجهل والتمزق التي جاء الإسلام لإنتشالهم منها، هذه تركات الإنقلاب على الأعقاب وعصيان الله ورسوله.
لن ينتبه أكثر المسلمين لحقائق هذا الإنقلاب ما داموا تعاموا عن حقيقة (يوم الغدير) و(عشرات الأحاديث في تنصيب الإمام علي (ع) خليفة للمسلمين بعد الرسول (ص)) و (رزية الخميس) وما أدراك ما هذه الرزية بل النكبة والطامة العظمى!!
سيظهر الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، وستتضح على لسانه وفعله حقائق هذا الإنقلاب الخطير، ويومها يُعرف (الشاكرون) في هذه الآية، ولكن كم هو مؤلم أن يعيش أكثر المسلمين قروناً وقد تطول في واقع الإنقلاب على الأعقاب، لأنهم تعاموا وتغابوا بإصرار عن حقائق الدين والعقل ومرارات الواقع وصدمات التاريخ !!!.
(بَلۡ جَاۤءَهُم بِٱلۡحَقِّ وَأَكۡثَرُهُمۡ لِلۡحَقِّ كَـٰرِهُونَ) (سورة المؤمنون المباركة، آية 70)