قال الله تعالى في كتابه الكريم: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونْ} سورة الانفال المباركة، آية:2
المطلوب من المؤمن التحلي والالتزام بالموارد التالية لدى تشرفه بتلاوة القرآن الكريم:
1- أن يكون القارئ على وضوء وطاهر الجسم واللباس، ويستحبّ الوضوء عند قراءة القرآن الكريم، ولا يجوز مس حروفه وآياته من غير وضوء وطهارة، قال تعالى: ﴿لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾(الواقعة:79)
2- أن ينظف فمه قبل التلاوة، لما جاء عن النبي (ص) أنه قال: «نظفوا طريق القرآن. قيل يا رسول اللَّه: وما طريق القرآن؟ قال: أفواهكم» ، قيل بماذا ؟ قال: بالسواك".
3- أن يجلس في مكان نظيف وطاهر ومحترم مستقبلاً القبلة، وأن يستعد للتلاوة بخشوع ووقار وسكينة.
4- أن يفتتح التلاوة بالاستعاذة لقوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}. وعن الإمام الصادق (ع): "إنّه لا بدّ قبل القراءة من التعوّذ، أمّا سائر الطاعات فإنّه لا يتعوّذ فيها، والحكمة فيه أنّ العبد قد ينجس لسانه بالكذب والغيبة والنميمة، فأمر الله تعالى العبد بالتعوّذ ليصير لسانه طاهراً، فيقرأ بلسان طاهر، كلاماً من ربّ طيّب طاهر".
5- أن تكون القراءة بتمهل وخشوع واطمئنان، لقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾(الأنفال :2).
6- أن يقرأ القرآن الكريم بصوت حسن، فقد ورد عن النبي (ص) أنه قال: «لكل شيء حلية، وحلية القرآن الصوت الحسن» وعن الامام الصادق (ع) قال: «كان علي بن الحسين (ع) أحسن الناس صوتاً بالقرآن، وكان السَّقاؤون يمرون فيقفون ببابه يسمعون قراءته»
وقال رسول الله (ص): "إقرأوا القرآن بألحان العرب وأصواتهم، وإيّاكم ولحون أهل الفسوق والكبائر فإنّه سيجيء بعدي أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء والنوح والرهبانيّة، لا يجوز تراقيهم، قلوبهم مقلوبة، وقلوب من يعجبه شأنهم". فلحون العرب قائمة على إخراج الحروف من مخارجها والنطق السليم لها.
7- أن يتدبر كلام اللَّه عزَّ وجلَّ، وهو المقصد الأهم، والمطلب الأعظم من التلاوة، قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِه} (ص - آية 29)، وقال جلّ شأنه: ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا﴾(النساء : آية 82). ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾(محمد "ص": آية 24)، وعن أمير المؤمنين (ع): "لا خير في عبادة لا فقه فيها، ولا في قراءة لا تدّبر فيها".
8- الإصغاء والإنصات: عند سماع تلاوة القرآن الكريم لأنّه موجب للرحمة الإلهية، قال تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾(الأعراف :204). وعن رسول (ص) أنّه قال: "يدفع عن قارئ القرآن بلاء الدنيا ويدفع عن مستمع القرآن بلاء الآخرة".
9- النظر في المصحف الشريف أثناء القراءة: فقد ورد عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله الصادق (ع): "جعلت فداك أني أحفظ القرآن على ظهر قلبي فأقرأ على ظهر قلبي أفضل أو أنظر في المصحف ؟ قال اقرأه وانظر في المصحف، فهو أفضل، أما علمت أن النظر في المصحف عبادة".
10- وهناك آداب عديدة أخرى على نحو: رفع القرآن الكريم لمستوى الصدر، ترك الطعام أو التدخين، والدعاء عقب ختم القرآن، فإنّ فيه دعوة مستجابة وقد كان أمير المؤمنين (ع) إذا ختم القرآن الكريم قال: "اللّهم اشرح بالقرآن صدري واستعمل بالقرآن بدني، ونوّر بالقرآن بصري، وأطلق بالقرآن لساني، وأعنّي عليه ما أبقيتني فإنّه لا حول ولا قوّة إلا بك".