واقيمت الندوة برعاية المستشار الثقافي الدكتور عباس خامه يار وبحضور عدد من الاساتذة والمفكرين بمن فيهم الدكتور محمد الصالح العياري من تونس، أستاذ سابق بالمعهد الوطني للتراث، متخصص في فلسفة فيزياء الكوانتوم ورئيس قسم الفلسفة في الجامعة اللبنانية سابقًا ورئيس الفرقة البحثية في الفلسفة في المعهد العالي للدكتوراه في الآداب الدكتور خنجر حميّة.
وقال المستشار الثقافي في كلمة له في الندوة: في الواقع، اخترنا هذا اليوم لنجتمع فيه بمفكرَينِ من العالم العربي لهما تاريخٌ علميٌّ وفلسفيٌّ زاخر، ليكون احتفاءً بيوم الفلسفة كما يليق بالفكر الإنساني. ستكونُ لنا سلسلةٌ من الندوات الفلسفية خلال المرحلة القادمة، تأكيدًا منّا على ضرورة الانفتاح على الفكر والفلسفة وضرورة تعليم الفلسفة في كافة مراحل الدراسة، وفتح باب التبادل الفلسفي بين الشعوب.
ندعو اليوم الباحثين والمفكرين من العالم إلى المزيد من الحوارات الفكرية والفلسفية والنقاشات في سائر مجالات العلوم الإنسانية، لأنه من بوابة هذا النوع من النشاط الإنساني والفكري، ترتقي الشعوب وتؤسس الدول ويصبحُ بالإمكان الكلام عن حداثةٍ شرقيةٍ أصيلةٍ غير مستوردة من العوالم والثقافات الأخرى التي لا تشبهنا، وعندها يمكن الحديث عن مشروعِ دولةٍ من داخل أنساقنا المعرفية من خلال تجديد الفكر التراثي والانفتاح على النهضة العلمية والفكرية وتذليل الصعوبات أمام إنتاج المفاهيم والأفكار.
من جانبه قال الدكتور خنجر حمية ينبغي أن تستعيد الفلسفة دورها بعدما أخفق العلم كأيديولوجيا، بعدما أخفق في توليد طمأنينة نفسية وروحية لنا في خضم وجودنا المتحول. وبعدما أخفقت الأيديولوجيات المتعددة في الإجابة على ذلك، وبعدما أخفقت الفلسفات التي اعتبرت وجودنا تأويلًا لغويًا. نحن بحاجة إلى استعادة كلية وجودنا أي تهويماتنا ورؤانا وإرثنا الروحي والفكري لإعادة بناء نمط فكري يأخذ بعين الاعتبار كل هذه الجهات المتنوعة في الكائن الإنساني.
ثم كانت محاضرة الدكتور محمد الصالح العياري من تونس، أستاذ سابق بالمعهد الوطني للتراث، متخصص في فلسفة فيزياء الكوانتوم، حيث أبدى إعجابه بعنوان الندوة قائلًا: إنّ عنوان المحاضرة يطرح مسألة مهمة للغاية باعتبار أنه يربط بين الفلسفة والتقنية بشكل عام ثم بين الفلسفة وعلاقتها بالمعارف الأخرى وحصريًا مفهوم الفلسفة هنا يرتبط بجملة من إحراجات حيث يثير العنوان إحراجات تتعلق بالفلسفة وعلاقتها بالتقنية.