وقال أمير عبداللهيان خلال الاجتماع الثاني لوزراء خارجية جيران أفغانستان الذي يعقد الیوم الاربعاء في طهران ، "أرحب بحضور وزراء خارجية وممثلين رفيعي المستوى من الدول المجاورة لأفغانستان في طهران ، وآمل أن تحقق هذه الاجتماع إرادة جميع الدول المشاركة في القيام بدور بناء لصالح الشعب الأفغاني والمنطقة."
کما أعرب عن أمله في أن یسهم اجتماع طهران فی ترسیم صورة أوضح لواقع أفغانستان وتوقعات دول الجوار من الوضع الراهن فيها وترسیم خارطة طريق للخطوات المقبلة.
وتابع أمير عبداللهيان ان واشنطن لقد هربت من المشهد الافغاني بشكل غير مسؤول دون أن تلعب دوراً في تنمية أفغانستان وشعبها واوجد الاوضاع التي نشهدها اليوم في افغانستان
وقال ان نهج البلدان المجاورة ،کان بناء ومتماسكًا إلى حد كبير بسبب فهمها العميق للوضع الراهن في أفغانستان ، مضیفا هناك إجماع نسبي حول القضايا الرئيسية بین الدول ، وينبغي أن تركز جهودنا في هذا الاجتماع على التوصل الى الاجماع .
واکد إن إضعاف الاجماع أو تعطيله لن يؤدي إلا إلى استمرار الاضطرابات واستمرار هذه الأزمة التي تعاني منها الشعب الافغاني والمنطقة لأكثر من أربعة عقود.
واستطرد بالقول ان التجربة التاريخية اثبتت أنه لا توجد آلية في أفغانستان يمكن أن تكون مستدامة دون النظر إلى الاعتبارات الاجتماعية والعرقية،مؤکدا أن عودة أفغانستان إلى جولة جديدة من الحرب الأهلية ليس في مصلحة أي من جيرانها.
وأشار إلى التخلف الاقتصادي والاجتماعي في أفغانستان وقال ان الفقر الاقتصادي ،والدخل الفردي المنخفض ، وارتفاع معدل الأمية وقلة مهارات العمل هی الاسباب التي تدفع الشعب للانضمام إلى الجماعات الإجرامية والإرهابية. معتبرا إن ضعف الحکومة الافغانیة في ضمان أمن البلد هو من الأسباب الأخرى التي دفعت الجماعات الإرهابية المختلفة إلى التواجد في أفغانستان وتوسيع مجموعاتها العملياتية في البلد .
وصرح أمير عبداللهيان بأننا شهدنا في الأشهر الأخيرة تکثیفا في أنشطة الجماعات الإرهابية، بما في ذلك داعش، بأفغانستان .وقال إن الهجمات الإرهابية الوحشية لداعش على الطوائف الدينية ، بما في ذلك الهجماتعلى مساجد المسلمين إنها أمثلة لسلوكيات تزعج الشعب الافغاني والرأي العام العالمي باسم الإسلام.
وفی جانب اخر من حديثه اشار امیرعبداللهيان الى اهداف الاجتماع الثاني لدول جوار افغانستان وقال ان الاجتماع يهدف مناقشة القلق الناجم عن الاوضاع الراهنة في افغانستان واجراء مشاورات مع الاصدقاء في المنطقة للخروج من هذه الازمة والاوضاع الهشة في افغانستان.
ولفت الى اقتراح الجمهورية الاسلامية الايرانية واعرب عن امله في ان يمهد اجتماع طهران لتجاوز القاء كلمات سياسية بحتة ويفتح المجال امام مناقشة أليات التعاون الشامل بين دول الجوار الافغاني على ارض الواقع من اجل خفض ألام الشعب الافغاني والحد من التهديدات التي قد تنطلق من افغانستان.
وفیما اشار الى انعدام التوازن في افغانستان وضرورة فهم المتطلبات الاجتماعية فيها اكد على التحرك نحو تلبية هذه المتطلبات واضاف ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تؤكد على تشكيل حكومة شاملة يشارك فيه جميع الاطياف الدينية والطائفية في افغانستان من خلال اجراء الحوار الافغاني بمنأى عن التدخل الاجنبي.
ومضي يقول يتوقع من جميع دول الجوار الافغاني ان تستخدم نفوذها على قادة طالبان وباقي الاطراف الافغانية لتشجيع التلاحم والمشاركة فيما بينهم لتسهيل تشكيل الحكومة هناك.
وبخصوص المقترح الایرانی الثانی اوضح ان حرکة طالبان وباعتبارها الهيئة الحاكمة في افغانستان تتولى مسؤولية لا يمكن انكارها في ضمان الامن ومكافحة الارهاب وضمان حقوق مختلف اطياف الشعب الافغاني بمن فيهم النساء ووضع حد لانتهاك حقوق الاقليات الدينية والطائفية فيها واجتثاث جذور التشرد والقبول بمبادى الحقوق الدولية.
وفی السیاق اکد اميرعبداللهيان ان الشعب الافغاني بحاجة للمساعدات الانسانية بما فيها توفير الادوية والطعام واللقاح المضاد لفيروس كورونا واضاف ان تحقيق هذا الهدف يتطلب عرض ألية محددة و ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تقترح في هذا المجال تفعيل برنامج "اكو" لدعم الشعب الافغاني.
وفی مجال مکافحة الارهاب لفت اميرعبداللهيان، اننا نقترح ايجاد ألية للتعاون الامني والمعلوماتي بين دول المنطقة لمكافحة الجرائم المنظمة والممارسات الارهابية التي تنطلق من افغانستان مؤكدا على ضرورة متابعة هذه الالية بجدية وعلى وجه السرعة بهدف تبادل المعلومات والتنسيق بين دول المنطقة بما فيها دول الجوار الافغاني.
واضاف ان الجمهوریة الاسلامية الايرانية تقترح ان ندعو الامين العام للامم المتحدة الى بذل جهود للوساطة بين الاطراف الافغانية بهدف التوصل الى اتفاق بشأن البنية السياسية لمستقبل افغانستان.
وفي الختام جدد امير عبداللهيان ترحيبه لوزاء الخارجية والممثلين الخاصين لدول الجوار الافغاني لمشاركتهم في اجتماع طهران معربا عن امله في ان يسهم الاجتماع طهران في اتخاذ خطوات مؤثرة في مساعدة افغانستان وخفض الام الشعب الافغاني المظلوم.