ونظمت معاونیة القرآن الکریم والعترة الطاهرة التابعة إلی وزارة الثقافة الإیرانیة في اطار سلسلة الندوات الالكترونية التي تنظمها ضمن المعرض الافتراضي الأول للقرآن في إیران، ندوتها الالكترونية الخامسة تحت عنوان "ترجمة القرآن إلى اللغة الروسية والإثنولوجيا القرآنیة" باللغة الإنجلیزیة.
وحاضر في هذه الندوة المتخصصة، کل من نائب قسم الثقافة الإسلامیة في متحف "سانت بطرسبورغ" في روسيا، البروفيسور والباحث القرآني ومحرر المجلة الدولية لأبحاث المخطوطات الشرقية والأستاذ في کلیة "Manuscripta Orientalia" التابعة إلی جامعة ستنافورد في موسکو، "أفیم رضوان" (Efim Rezvan)، والمدرس في قسم علم الإجتماع الاسلامي بجامعة طهران "الدكتور یحیی بوذري نجاد"، والروائیة في مجال الثورة الإسلامیة والحرب المفروضة "بهاره أله دانه".
وأدار الندوة، الأكاديمي الايراني ومستشار معاونية القرآن والعترة التابعة لوزارة الثقافة في الشؤون الدولية "الدكتور محمود واعظي".
وفي بداية الندوة، تحدث البروفيسور رضوان قائلاً: "إني أدرس القرآن الکریم منذ کنت طالباً والآن أطمح إلی تأسیس متحف خاص في سانت بطرسبورغ للتعریف بالثقافة الإسلامیة".
وأضاف أن "الثقافة الإسلامیة زاخرة وهناك جهود غربیة لترجمة المفاهیم القرآنیة" مبیناً أن "الخوض في مجال الإثنولوجيا (علم الأعراق) القرآنية(Quranic ethnography) بحاجة إلی إستطاعة علمیة علی ترجمة القرآن الکریم أولاً".
وتطرق إلی جهود فریقه العلمي في مجال الإثنولوجيا القرآنية قائلاً: "إن الإثنولوجیا القرآنیة لها علاقة وثیقة بـ لغة القرآن والبیئة الإجتماعیة والثقافیة التي نزل بها القرآن، وكذلك علم الآثار القرآنية".
وحول وجود مستشارين عسكريين وسياسيين روس في دول منطقة غرب آسيا، قال رضوان: "أحد مصادر البحث في مجال الإثنولوجیا القرآنية في روسيا هو سفر المسافرين من أوروبا إلى الدول العربية في القرن الثامن عشر إلى القرن العشرين للمیلاد، حيث كان هؤلاء المسافرون في بعض الأحيان ضباطاً في الجيش السوفيتي السابق وقاموا بإحضار بعض النصوص إلى روسيا للدراسة والبحث".
وقال البروفیسور أفیم رضوان إن "الهدف الأساس من الخوض في الإثنولوجیا القرآنیة هو التوصل إلی مضامین علمیة جدیدة من أجل عرض ترجمة جدیدة من القرآن".
الإثنولوجيا القرآنية اليوم مهمة وضرورة للعالم الاسلامي
وبدورها، تحدثت في هذه الندوة، الباحثة والروائية الايرانية "بهاره اله دانه" قائلة إن "الإثنولوجيا القرآنية اليوم مهمة وضرورة لعالمنا الإسلامي وإنها ستکون مفیدة للمسلمین وغیر المسلمین".
ووجهت نقداً للبروفيسور "رضوان" قائلة إنه "لم یستند إلی المصادر الإسلامیة في کتبه کثیراً علی سبیل المثال لم یستخدم في روایة التأریخ الإسلامي "تأریخ الطبري" وهذا أمر مهم لنا".
وخاطبت الباحث القرآني الروسي البروفيسور رضوان قائلة: "من الأفضل إستخدام تفسير الميزان للمفسر الايراني الكبير العلامة الطباطبائي والتفاسیر المتعلقة بالقرنين الأول والثاني للإسلام في بحوثك".
وفي هذا السياق، قال الأستاذ المشارك في قسم علم الاجتماع الاسلامي بجامعة طهران "الدکتور یحیی بوذري نجاد": "إن ما قام به الدکتور رضوان هو بحث جدید وحدیث وإن مقاله یتلخص في القول إن القرآن یعکس ثقافة تلك المرحلة التي نزل فیها".
وأشار الى أنه "تم إيلاء إهتمام خاص بالشعر فی بحث الدكتور رضوان، مما يشير إلى أن ثقافة ما قبل الإسلام كانت ثقافة الشعر، کما يعتقد الدكتور رضوان أنه من الأفضل إعادة قراءة وأنثروبولوجيا قبائل ما قبل الإسلام في ترجمة القرآن بدلاً من إستخدام التفاسير".