وقال النخالة: إن "هذا اليوم يمثلنا جميعاً، وقد جاء بتوقيت موحَد للأمة وللشعب الفلسطيني في هذا السياق، لأن فلسطين والأمة الآن بحاجة إلى عامل وحدوي خاص في ظل الظروف السياسية الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية".
وجاءت كلمة زياد النخالة خلال مشاركته في اللقاء السياسي في لبنان الذي دعا إليه "مركز باحث للدراسات الاستراتيجية"، و"لجان العمل في المخيمات"، بمناسبة يوم القدس العالمي، بعنوان: "القدس - غزة - معادلات القوة والنصر"، شارك فيه رؤساء وقيادات من أحزاب فلسطينية.
و أضاف قائلاً : إن "العبرة في هذا اليوم هي اختيار الزمان، فالإمام الخميني (قدس ره) عندما اختار زمان هذا اليوم، وهو في شهر رمضان لما يعنيه هذا الشهر وأيامه ولياليه المباركة، وفي الأيام الأخيرة، التي تحظى باهتمام كل المسلمين في العالم".
وذكر النخالة، أن اختيار العنوان -المسجد الأقصى- جاء بما يعنيه لدى المسلمين ولدى المسيحيين أيضاً بهذه الموقعية الدينية، والتركيز على أن هذا المكان المقدس والسيطرة عليه من الحركة الصهيونية ودولة الاحتلال الصهيوني يحتاج لوحدة شاملة لكل الأمة بكافة تكويناتها. لذلك أتى هذا اليوم كدلالة، يوم وحدة للأمة العربية والإسلامية، بكافة تياراتها ومذاهبها".
و تابع: "من لطف الله أن أتى يوم القدس العالمي، بأنه قاسم مشترك بين جميع المسلمين، والذي وجد إجماعاً شاملاً مع بعض الاعتراضات التي خلفيتها سياسية في المنطقة كون أن الأمام الخميني الراحل الذي دعا إلى هذا اليوم العظيم على خلفية سياسية، ممكن وجد أن هناك معارضة ومقاومة وكأن هناك محاولات مستمرة لجعل هذا اليوم كأنه يوم إيراني، بالرغم من أن العنوان هو يوم القدس، والقدس هي فلسطين .. هي الإسلام .. هي العرب وهي المسيحيين، لكن التيارات التي تخدم الولايات المتحدة والمشروع الصهيوني تريد أن تفتت هذه الأمة".
وأشارت إلى أن أمريكا والكيان المحتل وضعتا عقبات أمامه، بأن "هذا يوماً إيرانياً ومن المفترض أن لا يحتفل المسلمين بهذا اليوم، ويجب أن يحاصر هذا اليوم لاعتبارات مذهبية".
وأشار إلى أن هناك تيارات قوية في الأمة تتبنى هذا الخيار، لأنها تدرك طبيعة هذه الهجمة المضادة، وبالتالي صمد هذا اليوم وصمدت معه كل القوى التي تؤيد أن يكون يوم القدس يوماً عالمياً لكل الأمة بكافة تكويناتها. لذلك نحن اليوم نحتفل بهذا اليوم الكبير والهام، الذي يرتقي إلى أن يكون يوماً مقدساً في حياة المسلمين".
وأكد النخالة بأن "اختيار الإمام الخميني (قدس سره) لأن يكون هذا اليوم في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، أيضاً، لم يكن عفوياً بل أعتقد بأن الإمام كان ملهماً في اختيار هذا اليوم. ونحن نلمس بركات هذا اليوم، وتحديد هذا الخيار في حياتنا وأيضاً في وحدة الأمة. والاحتفالات التي تمتد عاماً بعد عام لتملأ وجه الكرة الأرضية، بغض النظر عن اختلاف المذاهب والأديان أصبح يوم القدس يوماً يحتفل فيه كل العالم انحيازاً للحق الفلسطيني ومعارضةً للعدوان والظلم الصهيوني الذي يقع على الشعب الفلسطيني".
وأتمَ الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي كلامه آملاً بأن "يكون يوم القدس يوماً مباركاً على الأمة العربية في شقيها الإسلامي والمسيحي، لما تمثله مدينة القدس من مقدسات دينية، والتي فيها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وكل المقدسات".
واعتبر بأن "القدس هي محور التاريخ والجغرافيا والحضارة"، مؤكداً بأن "الصراع عليها سيبقى مستمراً حتى ننتصر إن شاء الله، لذلك لا يمكن لأحد أن يستهين بها، فالقدس هي الضلع الثالث من مثلث الوحي الإلهي الذي كان مستقراً بين مكة والمدينة وبيت المقدس، لذلك هذا اليوم هو مقدساً لنا جميعاً لكل الأمة".