فالصيام هو أحد أقدم العلاجات في الطب. وبهذا يعتبر شهر رمضان الوقت المثالي لتغيير العادات الغذائية والبدء بنظام غذائي صحي، يقي بل وقد يشفي من الأمراض المزمنة كالسكري والضغط المرتفع والكوليسترول في حال الاستمرار باتباعه.
وتتقاطع منافع صيام رمضان مع نظام الصيام المتقطع، الذي يعد أكثر برامج خسارة الوزن شعبية في الوقت الحالي.
الصيام يعزز صحة خلايا الدماغ
وجدت دراسة أجراها باحثون أميركيون أن الصيام يدفع أدمغتنا إلى حالة من التوتر، مما يتسبب في إنتاج بروتين يساعد على تجديد خلايا الدماغ الجذعية.
ووجدت دراسة أميركية أخرى أجراها المعهد الوطني للشيخوخة، أن الصيام يمكن أن يكون له تأثير مضاد لظهور مرض الزهايمر ومرض باركنسون.
دعم الجهاز المناعي
أظهرت الأبحاث التي نشرتها جامعة جنوب كاليفورنيا، أن الصيام يمكن أن يؤدي إلى تجديد خلايا جهاز المناعة.
فعند البدء في الصيام يقوم الجسم في البداية بقتل الخلايا المناعية القديمة أو التالفة، ومن ثم تحفيز إنتاج خلايا مناعية جديدة وزيادة عددها، وهذا من شأنه أن يعمل على تقوية الجسم، وحمايته من الالتهابات البكتيرية والفيروسية والأمراض المختلفة.
إزالة السموم من الجسم
يعتبر الصيام وسيلة صحية للتخلص من السموم المتراكمة في الجسم التي قد تكون على شكل نيكوتين، وعقاقير ضارة وملوثات هواء، ودهون وكوليسترول، وجذور حرة. إذ يعزز الصيام إنتاج ونشاط بعض الإنزيمات المشاركة في إزالة السموم.
الصيام هو الاستراتيجية الأكثر فعالية لخفض مستويات الأنسولين المسؤول عن تراكم الدهون
وأثناء فترة الصيام تتحسن عمليات الإخراج ويقل عبء العمل عن الجهاز الهضمي، بما فيه الأمعاء والمعدة والكبد والمرارة والبنكرياس وحتى الكلى، ويتاح لها الوقت لإصلاح وتجديد نفسها والتخلص من السموم التي تفرزها وتنظيف الدورة الدموية واللمف.
الصيام يؤثر على الجينات
يُعدّ الصيام محفّزاً فعّالاً لتنشيط الجينات أو إخمادها. فمثلاً ينشط الصيام الجين المسؤول عن تنظيم الكوليسترول CFHR1 ويؤدي إلى زيادته. كما وينشط الجين المضاد للشيخوخة ،SIRT-3 ويعمل على زيادته.
وعلى العكس، يسبّب الصيام إخماد بعض الجينات الأخرى، كما هو الحال مع جين APP وهو الجين المسؤول عن تشكّل طبقات الأميلويد الموجودة في دماغ مرضى الزهايمر وبالتالي يحد من الإصابة به.
الصيام يؤثر على الهرمونات
الصيام هو الاستراتيجية الأكثر فعالية لخفض مستويات الأنسولين المسؤول عن تراكم الدهون، وأيضاً يحسن من مقاومة الأنسولين، فتظل مستويات الجلوكوز في الدم طبيعية ويبدأ الجسم في التحول إلى حرق الدهون للحصول على الطاقة.
ويزيد الصيام من وفرة هرمون النمو الذي يعمل على توازن العمليات الحيوية في الخلية، ويكافح الشيخوخة، ويساعد في الحفاظ على كتلة العضلات وكثافة العظام، كما أن زيادة مستواه في الجسم تساعد على حرق الدهون.
وقد أثبتت الدراسات أن استراتيجية الصيام أفضل بأكثر بـ4 مرات من استراتيجية الحد من السعرات الحرارية، في الحفاظ على النسبة المئوية للكتلة الخالية من الدهون.
يكافح الصيام الشيخوخة، ويساعد في الحفاظ على كتلة العضلات وكثافة العظام
والصيام أيضاً يساعد في الحفاظ على مستويات منخفضة من هرمون الكورتيزول، الأمر الذي ينظم الجهاز المناعي ويفيد في الحفاظ على مستويات ضغط الدم وحرق الدهون في الجسم.
الصيام يقي من السرطان
بيّن العديد من الدراسات أن الصيام يمكن أن يبطئ، بل ويوقف تطور السرطان. وقد بيّن البحث الذي نشر في مجلة Experimental & Clinical Cancer Research أن الخلايا السرطانية أثناء الصيام لا تحصل على العناصر الغذائية الضرورية، لتلبية احتياجاتها، فتصبح أكثر حساسية للسموم، مما يزيد من فعالية أنظمة العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي.
لا بد من التذكير بأنه لضمان الحصول على هذه الفوائد من الضروري عدم الإفراط في تناول الطعام، وأن تكون الوجبات متوازنة من حيث سعراتها الحرارية، وأن تحتوي على جميع العناصر الغذائية الضرورية من بروتينات ونشويات، ودهون، وفيتامينات والتي ستعرض بالتفصيل في مقالات مقبلة حسبما افاد موقع العربي الجديد.