إيران وبعض شعوب المنطقة على اعتاب الاحتفال بالنوروز

الخميس 18 مارس 2021 - 09:23 بتوقيت غرينتش
إيران وبعض شعوب المنطقة على اعتاب الاحتفال بالنوروز

ايران-الكوثر: كلمة 'النوروز' تعني بالفارسیة 'الیوم الجدید' وهو یجسد معنى 'التجدد' في الحیاة حیث یبدأ في أول أیام شهر 'فروردین' وهو أول شهور السنة الشمسیة الإیرانیة والذي یصادف (21 آذار- مارس) وقد اختیر لكونه أول أیام الربیع أي في نفس الیوم الذی تتم فیه الأرض دورتها السنویة حول الشمس لتبدأ دورة جدیدة.

وبدأ الایرانیون تحضیراتهم للاحتفال بعید النوروز مع بدایة شهر اسفند (20 فبرایر) حیث یقومون بشراء الملابس الجدیدة وتحضیر الحلویات الخاصة بالعید وشراء بعض الوسائل اللازمة لاحیاء المراسم التقلیدیة والتراثیة التي نشأوا علیها ولهذا فان الاسواق الایرانیة تشهد في الشهر الاخیر من العام حركة ونشاط كبیرین وخاصة في الاسبوعین الاخیرین من العام.

وبالمناسبة بادرت الاسر الایرانیة كبقیة الاعوام، بتوفیر تحضیرات اولیة للاحتفال برأس السنة الجدیدة (عید النوروز) اهمها وابرزها مائدة السینات السبع المكونة من سبعة نباتات تبدأ بحرف السین.

وهذه السینات ترمز كل منها الى الوفرة والمحاصیل الزراعیة، وهذه النباتات السبعة هي كما یلي: (سیب) وتعني التفاح، و(سمنو) وهو نوع من الحلویات، و(سیر) الثوم ویرمز إلى الصحة، و(سنجد) "تمر العجم"، و(سكه) وتعني النقود و(سماق) واضافة الى ذلك فانه یتم وضع اشیاء اخرى مثل الشمع واناء من اللبن والخضرة وماء الورد والعملة المعدنیة والبیض الملون والسمك و... . كما یوضع المصحف الشریف على المائدة النوروزیة.

وترمز السینات السبع للحظ الجید والسعادة والسیادة والسلامة والأیام البیضاء والفخر والسخاء.

ویقوم الإیرانیون كل عام بتودیع عام واستقبال عام آخر بمراسم خاصة تبدأ بتنظیف البیوت والأثاث، ویسمون ذلك (خانه تكاني) أي نفض الغبار عن المنزل، وإعادة ترتیب دیكور البیت بشكل جدید، حیث یشترك في ذلك جمیع أفراد العائلة صغارا وكبارا، والكل یساعدون ربة البیت في كل ما ترید القیام به.

كما تتحضر العاصمة طهران لاستقبال الربیع عشیة عید النوروز حیث تقوم ورشات مختصة بتلوین مجسمات البیض وتوزیعها في الشوراع إلی جانب أعمال فنیة أخرى تفتح بها المدینة عامها الجدید بنشاط وحیویة.

یحتل عید النوروز مقاماً كبیراً في ایران، ولایزال امره كذلك من اقدم العهود الى یومنا هذا، ومن عراقته هذه تبرز اهمیته، كما أن في هذا الاخلاص الشدید لتقالیده اكبر دلیل على اصالته، حتی لیبدو من العجب أن نراه مازال یثبت وجوده في القرن الواحد والعشرین، اي في هذه الفترة المضطربة من التاریخ الروحي للانسانیة.

وتحتفل العدید من بلدان قارة آسیا، والشرق الأوسط، ودول البلقان، والقوقاز بعید النوروز، حیث یحتفل فیه حوالي 300 ملیون شخص في مختلف مناطق العالم، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ الاحتفال به یعود إلى أكثر من 2000 سنة، كما قد تمّ إدراجة في قائمة الیونسكو للتراث العالمي في عام 2009

وبما أن تداعيات جائحة كورونا امتدت الى جميع مناحي الحياة فأنها لاشك ستترك تاثيراتها على احتفالات عيد النوروز وتفرض قيودا على مراسم هذا العيد خاصة التزاور بين العوائل والسفر والتجوال .