وإليكم نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله العظيم في كتابه الكريم: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) صدق الله العلي العظيم.
إن شعبنا البحراني الثائر من بعد فجر الخميس في 17 فبراير 2011م قد أنهى الكلام مع العصابة الخليفية الغازية والمحتلة والى يومنا هذا بعد عشر سنوات على الثورة الشعبية ، أصبح ولا يزال يطالب وبقوة بإسقاط النظام ورحيل العائلة الخليفية عن البحرين وحقه في تقرير المصير وأن يصبح مصدراً للسلطات جميعا في ظل نظام سياسي تعددي ديمقراطي ،ويصيغ لنفسه دستور عصري ليتنفس نسيم الحرية والعزة والكرامة كما كان يتنفسها عند إطلاق الثورة في دوار اللؤلؤة وإلى ما قبل الغزو والإحتلال السعودي وقوات عار الجزيرة والهجوم الغادر مرة أخرى على دوار اللؤلؤة (ميدان الشهداء) وإرتكاب مجزرة أخرى بحق أبناء شعبنا الثائر.
إن شهداءنا الأبرار الذين سقطوا في ثورة 14 فبراير ، وليلة الفجر الدامي هم عنوان الذاكرة ، وسيبقون مشاعل تضيء وتنير الطريق من أجل الحرية والعزة والكرامة في بحرين من دون آل خليفة.
فجر يوم 17 فبراير 2011م ، والتي أطلق عليها شعبنا يوم الخميس الدامي ، أستشهد محمود أبوتاكي ، والشهيد علي خضير بسلاح الشوزن في ميدان اللؤلؤة ، ومنعت الإسعافات من إنقاذ الجرحى ، وبعدها جاء مقتل الشهيدين على المؤمن والشهيد الحاج عبد الحسن ، عندما فجر المرتزقة رأسه ، وبعدها جاء مقتل الشهيد عبد الرضا أبوحميد برصاص الجيش الخليفي الخائن للشعب.
نعم لقد خرج شعبنا البحراني الثائر من أجل العزة والكرامة ومقارعة الظلم والفساد والديكتاتورية والإستئثار بالسلطة ، مطلقاً شعاره التاريخي "بعد الخميس أنهينا الكلام والشعب يريد إسقاط النظام" ، ولا يزال الشعب وبعد عشر سنوات من الثورة يطلق شعاراته الأساسية للثورة وهي: "الشعب يريد إسقاط النظام" .. "يسقط حمد .. يسقط حمد" .. إنتهت الزيارة عودوا الى الزبارة".
إن جماهير شعبنا البحراني وعوائل الشهداء يطالبون بالقصاص ممن أطلق الرصاص على المتظاهرين وعلى المعتصمين العزل في دوار اللؤلؤة وفي الساحات ، وإن المسؤول عن كل ما حدث من مجازر وأنهار من الدماء وإنتهاك الأعراض والمقدسات والتعذيب القاسي داخل السجون والمعتقلات هو الطاغية الديكتاتور حمد وولي عهد سلمان بحر وأزلام ومرتزقة الكيان الخليفي المجرم الذي يطالب شعبنا بمحاكمتهم في محاكم جنائية دولية.
إن جماهير شعبنا وفي الذكرى السنوية العاشرة للثورة الشعبية وذكرى مجزرة الخميس الدامي الأليمة ، قالت كلمتها وخيارها الاستراتيجي ، فمن جزيرة سترة الإباء ، عاصمة الثورة أطلقت الجماهير شعاء إسقاط النظام ، ويسقط حمد يسقط حمد ، وإنتهت الزيارة عودوا الى الزبارة ، ولا حوار لا حوار حتى يسقط النظام ، ولا حوار لا حوار مع القتلة والمجرمين والسفاحين وسفاكي الدماء وهادمي المقدسات ومنتهكي الأعراض ومرتكبي جرام الحرب ومجازر الإبادة الجماعية وتغيير الخارطة الديموغرافية للسكان البحارنة الأصليين.
يا جماهير شعبنا البحراني ..
يا شباب ثورة 14 فبراير المجيدة ..
في فجر الخميس الدامي بدأت مرتزقة الساقط حمد بن عيسى آل خليفة بإطلاق القنابل المسيلة للدموع والخانقة بكثافة على الكوبري ، ونزلت أعداد كثيفة منهم لاحقا ، وكذلك كانت فرقة من المرتزقة تتقدم بشكل متزامن من الطريق الموجود أسفل الجسر والقادم من جهة الشمال
الشرقي والذي كان يؤدي إلى نقطة نهاية الجسر والإشارات الضوئية الموجودة عند نهاية الجسر ، وكانت تطلق القنابل المسيلة للدموع بكثافة ، وكشفت الإصابات حينها التي وجدت في وقت مبكر ، عن إستخدام قوات المرتزقة للرصاص الإنشطاري (الخرطوش/الشوزن) منذ وقت مبكر لعملية فض الإعتصام في ميدان اللؤلوة، وحتى قبل حدوث تماس بين المعتصمين والمرتزقة ، فعندها سقط 4 شهداء الفضيلة من خيرة أبناء شعبنا وهم:-
- الحاج عيسى عبد الحسين من قرية كرزكان.
- الحاج علي خضير من جزيرة سترة.
- الشاب علي المؤمن من جزيرة سترة.
- الشاب محمود أبوتاكي من جزيرة سترة.
كما أن المفقودين كانوا بأعداد كبيرة وقد سقط حينها أكثر من 250 جريح.
إن يوم مجزرة الخميس الدامي وغدر الحكم الخليفي والطاغية حمد وولي عهده سلمان بحر بالحشود المعتصمة في الدوار لن ينسى ولن يمحى من ذاكرة شعبنا وكانت وستبقى المجزرة الدموية وصمة عار على جبين الديكتاتور حمد وولي عهده سلمان بحر وعلى أزلام الكيان الخليفي الغاصب للسلطة ، وتعبر عن عنجهية هذا الحكم وعلى نقض الطاغية للعهود والمواثيق وأنه طاغية فتاك بينما الإسلام كيد الفتك. وسيبقى شعبنا يمجد شهداء مجزرة الخميس الدامي في 17 فبراير وشهدائه الأبرار الذين سقطوا خلال ثلاث سنوات مضت من عمر الثورة.
إن الله سبحانه وتعالى المنقم الجبار وكما جاء في الآية الشريفة 65 من سورة هود (فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ۖ ذَٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) ، سينتقم سريعا من الطاغية حمد وزبانيته ، ولنا عبرة في ما قام به الطاغية المتوكل العباسي وما جرى عليه ، حيث جاء في الروايات في بحار الأنوار الأنوار ج ٥٠ ص ٢٠٩ ،أنه لما كان في يوم الفطر في السنة التي قتل فيها المتوكل أمر المتوكل بني هاشم بالترجل والمشي بين يديه، وإنما أراد بذلك أن يترجل "الامام علي أبو الحسن الهادي عليه السلام" فترجل بنو هاشم و ترجل أبو الحسن (الهادي عليه السلام) وإتكأ على رجل من مواليه فأقبل عليه الهاشميون وقالوا يا سيدنا ما في هذا العالم أحد يستجاب دعاؤه ويكفينا الله به تعزز هذا. قال لهم أبو الحسن عليه السلام : في هذا العالم مَن قلامة ظفره أكرم على الله من ناقة ثمود لما عقرت الناقة صالح الفصيل إلى الله تعالى فقال الله سبحانه : {تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب.} فقتل المتوكل يوم الثالث.
إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير إذ تدين مرة أخرى تلك المجزرة الفجيعة والأليمة التي إرتكبها الطاغية حمد وبأمر مباشر منه فإنها ترى بأن عذاب الله عز وجل بحق الطاغية حمد وأبناء قبيلته وأزلام حكمه قادم لا محالة ، وترى بأن 17 فبراير الدامي هو:
أن فجر الخميس الدامي في 17 فبراير 2011م ، هو تاريخ فاصل بين ا لشعب وهذه السلطة الغاشمة ، إذ لا يمكن بعد اليوم القبول بسلطة إستعدت في لحظة ما لإستخدام لغة الرصاص والقتل بدم بارد أن تكون مؤتمنة على أمن الناس وأعراضهم ونواميسهم ومقدساتهم ودينهم وكرامتهم وعزتهم وشرفهم.
أثبتت مجزرة الخميس الدامي بأننا نقف أمام عصابة مغتصبة للسلطة ، ولا تحمل أي قيمة متعلقة بالمواطنة والوطن ، وهي مشروع إغتصاب السلطة بالأمر الواقع وبقوة السلاح.
إن مجزرة الخميس الدامي ودموية النظام لم تبقي أي خط للرجوع وإقامة علاقات طبيعية مع الشعب.
نتيجة لذلك فقد فرضت مجزرة الخميس الدامي إستحقاقات وطنية لا مفر منها وهي كالتالي:
أولا : إن السلطة غير مؤتمنة على أمن الوطن وإستقراره وغير مؤتمنة على أرواح المواطنين ، وبالتالي فرضت المجزرة بشكل طبيعي خيار إسقاط هذا النظام.
ثانيا : فرضت المجزرة الدامية والأليمة مطلب القصاص من النظام بإعتباره نظاما دموياً قاتلا ومغتصباً للسلطة ومستبيحاً للحرمات والأعراض والمقدسات.
ولذلك نجد أن مطالبة الشعب البحراني المؤمن الثائر بعد المجزرة بالقصاص من القتلة ورفض أي مشروع يعيد إنتاج هذه العائلة على الحكم.
ثالثا : أدت المجزرة إلى تعقيد خيار أي تسوية قائم ، فدماء الشهداء ضحايا هذه المجزرة والمطالبة بالقصاص من القتلة أصبحت قضية مطلبية أخلاقية ووطنية شكلت قناعة لدى الشعب لحماية الأجيال القادمة.
إن حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير ترى بأن قضية القصاص من مرتكبي مجزرة الخميس الدامي هي قضية أساسية وجوهرية ومحورية ومركزية في صياغة الوضع السياسي القادم ، فأي حل دون هذا القصاص سيبقي أمن وإستقرار وحياة الناس دائما في خطر التصفية والقتل.
إن حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير لا تريد تكرار تجربة التسوية و"ميثاق الخطيئة الأول" ،التي تمت عقيب إنتفاضة التسعينيات حيث لم تكن دماء الشهداء بنداً أساسياً في تلك التسوية. وما جرائم القتل وسفك دماء المدنيين الأبرياء كالتي حدثت في مجزرة الخميس الدامي إلا نتيجة طبيعية لإفلات قتلة الشهداء من المساءلة والعقاب.
ولا يخفى بأن دماء شهداء مجزرة الخميس الدامي قد كرست شعارات الثورة الأساسية ورسختها وجعلت جذورها ضاربة في عمق الحراك الشعبي وتحولت إلى شعار الثورة والثوار ألا وهو : " مِنْ بَعْدِ الخَميس أَنْهَيْنا الكَلام الشَّعْبُ يُريد إسقاطَ النِّظام".
إن حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير ترى بأن القصاص من قتلة شهداءنا الأبرار هي قضية محورية وإستراتيجية لا يمكن بحال من الأحوال قبول التغاضي عنها أو تجاوزها وتطالب الحركة جموع الشعب خصوصا عوائل الشهداء وذويهم وكذا القوى الثورية وسائر قوى المعارضة السياسية أن لا يفرطوا بقطرة دم من شهدائنا الأبرار.
الخزي والعار للطاغية حمد وحكم العصابة الخليفية
المجد والخلود لشهداء مجزرة فجر الخميس الدامي
المجد والخلود لشهداءنا الأبرار..
حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير
المنامة – البحرين الكبرى المحتلة
18 شباط/فبراير 2021