وبهذا الصدد قام موقع سماحة قائد الثورة الاسلامية بنشر حديث لحسين أمير عبد اللهيان ، المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الاسلامي للشؤون الدولية وأحد المرافقين للسيد قاليباف خلال هذه الزيارة .
وجاء في جانب من حديث عبد اللهيان: تحظى وجهات نظر سماحة قائد الثورة الاسلامية باعتباره احد المنظرين الذين لديهم فهم صحيح لهندسة العلاقات والسياسة الدولية هذه الايام، باهتمام من قبل مفكري العلاقات الدولية ويتم رصد خرائط الطرق التي يقوم برسمها على الساحة الدولية باعتبارها أفكار جديدة لبلورة النظام العالمي الجديد.
ونظرا لخبرة سماحته على صعيد الساحة الدولية ، فقد أكد دائمًا على ضرورة العمل في السياسة الخارجية بشكل متوازن ؛ أي تطبيق سياسة "لا شرقية ولا غربية " للحفاظ على استقلال وسيادة وسلامة أراضي الجمهورية الإسلامية ، وايضا الحفاظ على العلاقات الخارجية مع جميع أنحاء العالم. ومن هذا المنظور ، نعتقد أن مركز التطورات العالمي يجب أن يكون معروفا جيدا في كل عصر وحقبة ويجب إعادة تحديد السياسة الخارجية للدول والعلاقات الدولية بشكل يتناغم معها.
القرن الـ 21 ، هو قرن آسيا
دون شك فان القرن الـ21 هو قرن القارة الآسيوية. النظرة صوب آسيا هي دوما تحظى باهتمام الجمهورية الإسلامية ، ويجب أن نولي اهتمامًا خاصًا لآسيا بالإضافة إلى جانب الحفاظ على علاقات متوازنة مع دول العالم. في آسيا وفي دول مثل روسيا والصين والهند وباكستان وماليزيا وإندونيسيا ودول شبه القارة ، لا تزال هناك طاقات كثيرة غير معروفة ومهمة يمكن استخدامها بسبب القواسم المشتركة بيننا وبين هذه المنطقة من آسيا.
كما ان سماحة قائد الثورة الاسلامية يؤكد في السياسة الخارجية ،يجب علينا ان نفضل الشرق على الغرب والدول الجوار على الدول البعيدة من أجل الحفاظ على المصالح الوطنية للبلاد. من الواضح أن العلاقات مع الدول التي لها مصالح مشتركة معنا لها الأسبقية على غيرها التي يمكن ان تتعارض مصالحها معنا.
وفي هذا الصدد ، ومن خلال اجراء سماحة قائد الثورة الاسلامية تم تعيين ممثل خاص من قبل الجمهورية الإسلامية الايرانية و ايضا من قبل الرئيس الصيني منذ حوالي عامين لتسريع العلاقات بين البلدين. في الآونة الأخيرة ، شاهدنا أن رئيس مجلس الشورى الإسلامي و نظيره الصيني عقدا اجتماعا رسميا لمدة تسعين دقيقة عبر الفيديو كونفرانس تم خلالها اتخاذ قرارات حتى يتسنى لبرلماني البلدين استخدام دورهما في تسريع التعاون والعلاقات بين البلدين.
كما كان للروس تجربة جيدة مع الجمهورية الإسلامية الايرانية من خلال نظرتهم الى التطورات العالمية ودور ايران الهام كقوة إقليمية بارزة. بالطبع ، دور اللواء الحاج قاسم سليماني في توفير اقصى درجات الأمن في المنطقة لا يمكن إنكاره. نظرا إلى التجربة الإيجابية للتعاون الإيراني الروسي في مساعدة سوريا ، على الرغم من المعارضة الأمريكية ، تُعد إحدى القضايا التي تظهر أنه يمكن تحقيق الكثير من تجارب التعاون الناجحة بين إيران وروسيا.
ولقد اجريت التمهيدات للزيارة التي قام بها رئيس مجلس الشورى الى روسيا ، في الأسبوع الأول من بدء اعمال المجلس الحادي عشر ، أوفد السيد فولودين، المقرب من السيد بوتين ، والذي يتولى رئاسة مجلس الدوما الروسي ، مبعوثًا خاصًا إلى طهران لتهنئته على بدء عمل المجلس الجديد. وهذا الشخص كان يحمل دعوة رسمية لزيارة رئيس مجلس الشورى الى موسكو.
يجب أن تعلم الأطراف الاقليمية للجمهورية الإسلامية بأن التطورات في البيت الأبيض لا يمكن أن تؤثر على علاقتنا الاستراتيجية. هذه الفترة الزمنية كانت بشكل شعر معها قائد الثورة بضرورة بعث رسالة إلى روسيا ؛ رسالة استراتيجية دونت في سياق الانطباع بخصوص الظروف الدولية الجديدة. واحتوت هذه الرسالة على نقاط مهمة ودقيقة للغاية كانت مهمة للمسؤولين الروس نظرا للعلاقات الدولية الجديدة في اطار ترسيخ العلاقات الاستراتيجية والمستديمة بين البلدين.
أنا شخصيا حضرت الاجتماع الذي تم فيه تسليم رسالة قائد الثورة. للسيد فولودين، وهو رئيس مجلس الدوما الروسي، ليس بصفته رئيسا للبرلمان بل بصفته المندوب الخاص للسيد بوتين قام باستلام هذه الرسالة .
وكانت روسيا قد أعلنت في مذكرة رسمية أنه من اجل عدم التاخير في استلام رسالة سماحة قائد الثورة بسبب البروتوكولات، سيقوم مندوب خاص في موسكو باستلام الرسالة . السيد فولودين تم تعيينه لاستلام الرسالة باعتباره المندوب الخاص للرئيس الروسي. علمنا بعد ساعة ان السيد بوتين قد قرأ الرسالة وحظيت باهتمامه بشكل جاد.
تحديث الاستراتيجيات المبنية على المصالح الوطنية
يجب أن ننتبه إلى هذه النقطة أن العالم قيد التغيير. ومن المؤكد أن الوضع على صعيد السياسة الخارجية غير مستقر. وان السياسة الخارجية تشهد تطورات سريعة ، حتى سريعة للغاية.
يتطلب الفهم الصحيح لهندسة العلاقات الدولية والمصالح الإستراتيجية لإيران ، في ضوء التطورات السريعة على الصعيد العالمي ، أن نقوم بتحديث استراتيجياتنا باستمرار. يجب التركيز في علاقاتنا على ما يوفر أقصى قدر من المصالح الوطنية والأمن القومي والتطور للبلاد.
إن روسيا بوتين ليست الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية الشيوعية. ان روسيا بوتين تختلف ايضا مع روسيا قبل بوتين . بالتأكيد سنستفيد من تطوير وترسيخ التعاون مع دول مثل روسيا. وان الحلقة المفقودة في العلاقات الإيرانية - الروسية هي الافتقار إلى المعرفة الوثيقة لشعبي هذين البلدين.
يمكن أن يمهد الفهم الاجتماعي للسمات الثقافية البارزة للبلدين الارضية لتعزيز وتوطيد التعاون الاقتصادي والتجاري في سائر المجالات . المجالات التي يمكن أن تشمل اليوم أقسام مختلفة ؛ من التعاون بين الجانبين في مجال إنتاج اللقاحات وتبادل الخبرات في مكافحة تفشي كورونا ، إلى مجموعة واسعة من التبادلات الاقتصادية والتجارية والثروة السمكية والتعاون الدفاعي والأمني والسياسي والسكك الحديدية والطرق البرية كممر الشمالي الجنوبي ، وحتى محطات توليد الكهرباء لاسيما في مجال محطات الطاقة الذرية والحرارية ، يمكن تحديد مجالات تعاون جادة وجديدة.