فمنذ 11 شباط 1979 وحتى راهننا المعاصر تألقت ذكرى الانتصار انطلاقا من كونها ثورة شعب يقوده زعيم رباني واع وهما يؤمنان معا بدور الجهاد والتضحية في تحقيق الفوز وتخطي الصعاب وتحدي التهديدات التي لم تتوقف يوما وتغيرت من شكل الى آخر لكن هدفها كان واحدا وهو اعادة ايران الى المربع الاول قاعدة للامبريالية الصهيوغربية.
لقد كانت مراسم تخليد الثورة في 10 شباط 2021 بمثابة وثبة جماهيرية رائعة شارك فيها المشاة وراكبو السيارات والدراجات وحتى الزوارق السريعة رجالا ونساءا واطفالا في العاصمة طهران وجميع المحافظات والمدن الايرانية الاخرى ، ولم تؤثر في هذا الشعب المحتفي بثورته المظفرة اجواء وباء الكورونا والمخاوف الناتجة عنه.
انه تخليد جماهيري خارق بلغت اصداؤه عنان السماء وشاهدته شعوب العالم في جميع القارات، وقد حمل رسالة واضحة الى اميركا والغرب المتصهين بان شعب الثورة الاسلامية لم ولن يتخلى عن عيده الوطني السنوي مهما كانت التحديات، كما انه متمسك بحقوقه المبدئية التي تكفلها جميع القوانين السماوية والوضعية.
لقد بلغ الشعب الايراني المناضل مستويات متقدمة في الوعي والمشاركة الفاعلة والتحدي لانه مؤمن بمسيرته النهضوية التي اخرجت البلاد من الظلمات الى النور ومن الاستضعاف الى القوة والعزة، وهو ماض بلا هوادة في هذا المسار، ومستعد لجميع التضحيات للدفاع عن ثورته وقائده المفدى الامام الخامنئي وعن انجازاته ومكاسبه العملاقة التي باتت تؤرق الاستكبار الغربي والصهيونية العالمية.
شعب الثورة الاسلامية قال كلمته المدوية وعلى القوى الشريرة الدولية انّ تسمعها وتعيها وان كنا نعتقد انها لايمكن ان تفهم لغة التحرريين الرساليين المؤمنين بان قدرهم هو ان يقودوا الكفاح والصمود والمقاومة بوجه الاستكبار العالمي. وهذا الاحتفاء السنوي يدلل على انهم متمسكون بمبادئ الثورة الاسلامية واستمراريتها التي لازالت في وهج متواصل مستلهمين نهجهم من القائد الثوري الاول الذي لازال هو الاخر يردد باستمرار "أنا ثوري".
هنيئا للجمهورية الاسلامية بشعب الثورة وثورة الشعب ولجميع ابناء الامة الاسلامية بهذا العيد السعيد والحياة لصوت الحق وليخسأ المتآمرون إلى الابد.
بقلم حميد حلمي البغدادي