وجاء في نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
فجر عظيم
عشرة فجر الثورة الإسلامية عشرة فجر عظيم، جاء بعد ليل طويل عاشته أمة الإسلام في شططها البعيد عن خط السماء وهدى الله المتمثل في الإسلام، الذي أضاءت به الدنيا على يد النبي العظيم “صلى الله عليه وآله”، ودولته المباركة بإذن الله بعد ليل بهيم غطى عالم الأرض بمختلف أقطارها وأممها.
وحق على كل أمة أو قطر يحرم نفسه من الإسلام أن يغمره الظلام، ويعيش التيه، وما من حضارة تنأى بنفسها عن خط السماء إلا وتقع فريسة للجاهلية، وما الجاهلية إلا الظلم، والفساد، والتمزق، وضلال الطريق، والسير على درب الهلاك.
عشرة الفجر أعطت دولة الولي الفقيه الدولة الشرعية في زمن الغيبة الكبرى، أما الدولة الشرعية في زمن حضور المعصوم عليه السلام فليس لها من حاكم غيره.
ودولة الفقيه هي الدولة الأقرب بما يمكن لدولة الإمام المعصوم “عليه السلام”، وهي الطريق للدولة الكبرى له “عليه السلام” يوم مقدمه الشريف.
وبقيام دولة الولي الفقيه تكون الأمة أمام مسؤولية الحفاظ عليها، ودعمها، وحمايتها، وحرمة محاربتها، والتآمر عليها، وخذلانها، والتقصير في نصرتها، والذود عنها.
إنه في نصرة هذه الدولة، والحفاظ عليها، نصرةٌ لدين الله، وقوةٌ وعزةٌ، واستقلالٌ لأمة الإسلام، وإظهارٌ للحق في الأرض، وخدمةٌ لصالح البشرية كلها، حيث لا ينفك صالحها عن صالح الإسلام على الإطلاق.
وحق على الأمة الإسلامية أن تبتهج وتعتز وتفخر بقيام دولة إسلامية في أي من أقطارها لأنها فعلا عزٌ وفخرٌ، وقوةٌ وسندٌ لها جميعا، وفيها حماية للإسلام العظيم، وتمثل بؤرة هدى صادق تعين أهل الأرض على الرشد والسداد، وتفتح لهم فرصة الهداية، والإنقاذ، والخلاص.
ولا ينسى أنه ما من متشرع في الشيعة والسنة يذهب إلى أن الإسلام يقدم حكم الجاهل به على العالم، أو الفاسق على العادل، وأن يقبل للأمة أن تختار لحكمها من يجهل به، والفاسق بمقياسه، ويوجد فيها عالمٌ، عدلٌ، كفؤٌ للحكم.
ومن يقول بأن الإسلام يبارك لأحد من حكام الأمة اليوم أو غدا بأن يبيع الأمة إسلامها وأرضها وإنسانها على عدو الله ورسوله والمؤمنين؟!
عيسى أحمد قاسم
08 فبراير 2021