تضم طهران عددا من المطاعم و المتاحف التاريخية و القصور العريقة و الحدائق الغناءة و يمتاز أهلها بالكرم و حسن الضيافة، فلا يستطيع أي زائر يحط الرحال بإيران أن يفوت فرصة اكتشاف هذه المدينة المضيافة و الحية و النشيطة المفعمة بروح الشباب.
تقام في طهران، و بشكل يومي، فعاليات ثقافية واجتماعية وفنية، و تعتبر قلب إيران الإداري و الثقافي و الاقتصادي النابض. تضم هذه المدينة أيضا شبكة نقل واسعة لأتساع رقعتها الجغرافية من جميع الجهات باستثناء جهة الشمال لوجود جبال البرز.
يقضی الموظفون في طهران ما بين 8 إلى 10 ساعات في العمل ويفضلون قضاء عطلات نهاية الأسبوع مع أسرهم في المنازل أو الذهاب إلى الحدائق و الجبال و الغابات للتمتع بالمناظر الطبيعية و استنشاق النسيم الفواح أو قصد دور السينما أو المسارح أو الأسواق.
يدين سكان طهران بديانات مختلفة على غرار المسيحية واليهودية والزرادشية ، و يتعايش أبناء هذه الديانات باختلاف مذاهبهم و معتقداتهم و لغاتهم مع الغالبية العظمى من المسلمين، ما يجعلها نموذجا للتعايش السلمي و حاضنة للمجتمع الطهراني الحديث.
يتحدّث معظم الناس في هذه العاصمة باللغة الفارسية بلهجة طهرانیة، إلى جانب لغات أخرى لاشتمالها على مجموعات قومیة أخرى بمافیها الأکراد والأذربيجانيین والجيلك والمازندرانیین والأرمينيین والعرب.
التاریخ
كانت طهران قديما قریة من قرى مدينة ري التي يعود تاريخها إلى 5000 سنة قبل الميلاد. وقد تمّ اكتشاف هيكل عظمي في منطقة مولوي في طهران في يناير 2014 يعود لإنسان عاش قبل حوالي 7000 سنة. تقع مدينة ري في مفترق طرق قزوين وخراسان وقم وجيلان وساوة ومازندران وكانت تعرف بكونها المركز السياسي والتجاري والإداري والديني في بعض الحکومات السابقة. تعرضت هذه المدینة إلى هجمات عنيفة ما دفع برجال الحكومة والأثرياء باللجوء إلى منطقة طهران باعتبارها ملاذا أمنا لهم لوفرة الخيرات الطبيعية وصعوبة تضاريسها.
اختار الملك الإيراني آغامحمدخان قاجار طهران عاصمة لحکمه عام 1788 ميلادي، فذاع صيتها في الأرجاء ما جعلها تتوج كعاصمة للبلد يوم الأحد الحادي عشر من جمادي الثاني من عام 1164 الهجري. وفي عشرينیات وثلاثينیات القرن الماضي، لم تكن هذه المدينة مكتملة المعالم و كانت بحاجة إلى التغيير. أخذ رضا شاه بهلوي بعد توليه زمام الأمور على عاتقه تحديثها فهدم بعضا من المباني القديمة و أحل محلها مباني حديثة ذات طراز إيراني عتيق يعكس الروح الفارسية التي كانت سائدة قبل قدوم الإسلام إليها، كما تمّ تقسيم سوق طهران إلى قسمين تماشيا مع هذه السياسة، و دمرت العديد من المباني التاريخية لإنشاء الطرق داخل المدینة.
تضررت إيران من الحرب العالمية الثانية بسبب احتلالها من طرف القوات العسكرية البريطانية والسوفياتية والغرض من هذا الغزو هو تأمين حقول النفط الإيرانية ومنع القوات الألمانية من السيطرة عليها وضمان خط إمداد وتموين آمن ومستمر للقوات السوفيتية المشاركة في المعارك على الجبهة الشرقية ضد قوات المحور. دام الغزو سنوات عديدة و تكبدت إيران بسببه خسائر كبيرة، لكن سرعان ما نفضت المدينة عليها غبار الحرب و الدمار في ستينيات القرن الماضي و شيدت المباني الجديدة بها و ازدادت الشوارع حتى صارت المدينة قبلة للمهاجرين من كل أنحاء إيران و امتزجت الأعراق هناك غير أن السكّان الأصليين لطهران كانوا مجموعات فارسية.
لم يدم هناء هذه المدينة طويلا لتعرّضها لهجمات متكرّرة بالصواريخ والطائرات خلال الحرب العراقية المفروضة على ايران غير أن هذه المدينة بإبائها و شموخها وكبريائها أبت إلا أن تخرج حية من الرماد، فاستعادت نموها، و أجرى رئيس بلدية طهران في ذلك الوقت العديد من الأنشطة في الهندسة المدنية وبوشرت أعمال تنقيب واسعة النطاق لحفر مترو الأنفاق في طهران، كما تمّ افتتاح نفق التوحيد وجسر جوادية وبرج ميلاد بعد الثورة الإسلامية في إیران.
موقع المدینة
تقع طهران على بعد 112 كیلومتر جنوب بحر قزوين (بحر خزر) في الجزء الجنوبي من سلسلة جبال البرز. يوجد في المدينة 374 حيا وشبكة طرق سريعة ومتداخلة، كما تضم سبعة خطوط مترو نشطة في طهران حيث نقلت 129 مليون مسافر في ربيع عام 2011. نجد مناطق جبلية في شمال طهران ومناطق صحراوية في جنوبها.
السکان
طهران هي أكبر مدينة في إیران وعاصمتها. بلغ عدد سكّانها حسب إحصائیّة عام 2016 میلادي حوالي 8693706 نسمة. تمتد مدينة طهران على مساحة 730 كيلومتر مربّع. احتلّت طهران مرتبة 25 في قائمة المدن أکثر جمعیةً ومرتبة 27 في قائمة أکبر مدن العالم.
الطقس
يتأثر مناخ مدينة طهران بالمعالم الجغرافية للمدينة، فتمركز الجبال في الشمال والصحراء في الجنوب أدى إلى اختلاف الأحوال الجوية في الجنوب والشمال. الأجزاء الشمالية من طهران رطبة بشكل معتدل لکن الطقس في الأجزاء الأخرى من المدينة دافئ وجاف وفي الشتاء يكون باردًا إلی حدّ ما. المصدر الرئيسي لهطول الأمطار في المدينة هو الریاح القادمة من البحر الأبيض المتوسط، وتعد سلسلة جبال ألبرز حاجزا لعديد من الكتل الهوائية ما يولد جفاف الطقس في طهران وهدوء الجو.
الأماکن
تعدّ طهران أحد أهم المراكز السياحية في إيران لاشتمالها على أهم المعالم السياحية بالبلد. بلغ عدد سواح طهران عام 2007 ميلادي حوالي مليون و200ألف سائح أجنبي، غير أن عدم استقرار الشرق الأوسط والسياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية والظروف الداخلية في إيران و الهجمات السلبية لبعض الحكومات على إيران أدى إلى تقلص عددهم. وتعدّ ساحة وبرج آزادي وبرج ميلاد وجسر الطبيعة وبحيرة تشیتجر (Chitgar) من أهم مناطق الجذب السياحي في مدينة طهران.