وكتب علي زادة في مقال له بهذا الصدد في الاشارة الى ردود الفعل من قبل العديد من قادة الدول الاسلامية: ان هذه الرسائل او الخطابات من قبل هؤلاء القادة والرؤساء تاتي اولا بهدف اقناع الراي العام الداخلي لديهم كي لا يصبحوا في موقع الاتهام بالتبعية للغرب ان لم يتخذوا موقفا وبالتالي تزول شرعيتهم والثاني هو انهم يؤكدون على خصائص النبي الاكرم (ص) من دون انتقاد سياسة التخويف من الاسلام (اسلاموفوبيا) في الغرب وان الغرب هو السبب وراء التطرف في منطقة الشرق الاوسط وبالتالي فانه ومن دون الالتفات الى ان كل شيء لديهم، من بذلاتهم حتى اسلحتهم العسكرية، متعلقة باوروبا والغرب يدعون الى فرض حظر صوري على المنتوجات الفرنسية.
واضاف: باعتقادي ان هذا الامر غير كاف ولكن رغم ذلك ينبغي اعتبار هذا القدر من رد الفعل امرا ايجابيا. السؤال المطروح خلال اليومين الاخيرين هو انه لماذا حظيت رسالة قائد الثورة الاسلامية باهتمام اكبر وتمت ترجمتها الى الكثير من لغات العالم في فترة قصيرة. يبدو ان هنالك 4 اسباب واضحة لهذا التاثير تبين اهمية وحكمة وبالطبع الفطنة السياسية لسماحة القائد.
وتابع النائب في مجلس الشورى الاسلامي: ان السبب الاول هو ان رسالة القائد كانت موجهة للشباب الفرنسي. فالشباب هم المجموعة المرجعية للاجواء الافتراضية وقنوات التواصل الاجتماعي، وخلال الايام الماضية كان لهؤلاء الشباب، الدور الاساس في نشر رسالة قائد الثورة في المجتمع الفرنسي. السبب الثاني هو ان الشباب والجيل الجديد للمواطنين الاوروبيين خاصة الفرنسيين محتجون وحساسون بقوة تجاه تبعية هويتهم لاميركا وان موقف ماكرون والقادة السياسيين الفرنسيين لا يمثل بالضرورة موقف الشعب والشباب الفرنسي. السبب الثالث هو ان السبيل الاهم لصحوة ويقظة جيل او شعب او حتى فرد ما هو توعيته على التناقضات ومواجهته لحقائق واقعه. بناء على ذلك ومن زاوية العلم المعرفي يتم طرح سؤال بسيط وهو انه اي حرية تعبير هذه التي تسمح بالاساءة الى الانبياء والقادة المقدسين فيما يعد التساؤل حول واقعة تاريخية مفترضة ذنبا وجريمة.
واضاف: انه وفقا للقوانين الفرنسية لا يسمح بطرح التساؤل حول الهولوكوست لذا فان رسالة قائد الثورة قد تحولت اليوم الى لغة ضمير المجتمع والشباب الفرنسي وبعبارة اخرى فانهم بطرحهم رسالة قائد الثورة يطرحون معا سؤالهم واحتجاجهم ولا يرتكبون جريمة في الوقت ذاته.
واوضح بان الميزة الرابعة لرسالة قائد الثورة الاسلامية هي انها طرحت في اطار 5 اسئلة حيث ان سماحته لا يشير صراحة الى الاسلام او نبي الاسلام او حتى الاشارة الى احقية وافضلية اي دين بل يطلب من الشباب الفرنسي ان يسالوا قادتهم ان كانت الاساءة لنبي الله مسموحة فان الاساءة الى نبي المسيحية وعظماء دين المسيحية مسموحة ايضا وان كان الامر على هذا المنوال ألا يعتبر هذا الامر اساءة للمجتمع والثقافة والشعب الفرنسي، فالكثير من الفرنسيين حتى لو لم يؤمنوا بدين السيد المسيح (ع) او اي دين اخر فان المسيحية على كل حال تعتبر جزءا من هويتهم السياسية وهم حساسون تجاه هذا الامر.
وختم النائب علي زادة مقاله: ان طرح 5 اسئلة من قبل قائد الثورة الاسلامية كان مؤثرا اكثر من الاف الخطابات والرسائل وان حجم الاهتمام به يبين مكانته كقائد لجبهة المقاومة العالمية.