عن أهمية المهرجان في خضم التحولات التي شهدتها المنطقة منذ فجر الألفية الثالثة، يقول ميكائيل زادة للميادين: منذ أكثر من عقدين ومنطقة غرب آسيا تشهد تحولات هامة ومصيرية، لاسيما من ناحية بزوغ حركات ثورية بارزة فيها، علاوة على تنامي الوعي العام، ومسائل أخرى من قبيل مكافحة الارهاب، وتلاحم دول المقاومة، وصحوة شعوب المنطقة، والانتصارات الهامة في دول أفغانستان ولبنان والعراق وسوريا واليمن، إضافة الى التحوّل الكبير المتمثل باستشهاد القائد في محور المقاومة الشهيد قاسم سليماني، ما زادت شعبيته حول العالم وجعلت منه شخصية جذابة وعالمية، وانبثق من كافة هذه المنعطفات إرث جديد في المنطقة تحت عنوان "غرب آسيا الجديد".
وتابع المسؤول في مهرجان أفلام المقاومة الدولي بدورته السادسة عشر: يمكن أن تكون منطقة غرب آسيا الجديدة منطقة ثقافية واقتصادية موحدة تتألف من دول حليفة إستراتيجية يمكنها خلق معادلات جديدة بين هذه الدول في مجال القضايا الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وتصبح نموذجاً لرؤية مناطق أخرى من العالم لديها تلك القابلية بأن تصحوا شعوبها.
وأضاف: إن الثبات المنطقي على درب الشهيد سليماني في المنطقة بين الشعوب الناهضة والحليفة هو توسيع الجبهة الثقافية للمقاومة في أسرع وقت ممكن، وأن تتقدم العلاقات والتبادلات الثقافية والفنية والإعلامية في نفس الاتجاه والمثل الأعلى.
وبعد هذه المقدّمة الهامة يوضّح ميكائيل زاده في حواره الخاص مع الميادين، استراتيجيات واهداف مهرجان أفلام المقاومة الدولي، ويقول: ربما يكون مهرجان المقاومة السينمائي، بحكم نطاق تأثيره، والذي يشمل جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أمريكا الشمالية، وأفريقيا، وآسيا الوسطى، والقوقاز، وشرق آسيا و غرب آسيا، منبرا هاماً نظرًا لإمكانياته قادر على رص الصفوف بطرق ناعمة معاصرة.
كما أشار ميكائيل زاده الى جانب آخر يصبو إليه المهرجان، قائلا: نظرًا لاهتمام وحضور فنانين من دول مختلفة بأقسام هذه التظاهرة السينمائية، يمكن لمهرجان المقاومة أن يربط بين الأنشطة المتعددة التخصصات ويفتح أبواباً لنقاشات ودراسات ثقافية في مجال السينما والتخصصات الأخرى ومكونات وقضايا المنطقة.
وقال: يمكن أن تغدو المهرجانات من منطلق ما تتركه من أثر كبير في مجالات السينما والإعلام وعلى الساحة الدولية، منبراً هامة للتعريف بالقوة الناعمة للفنانين المثقفين ذوي التوجهات المقاومة.
وأضاف: كما يمكن للسينما ووسائل الإعلام الكشف عن الوجه الحقيقي للجماعات الإرهابية التي تتستّر خلف عباءة الإسلام وتقوم على أساس أيديولوجيات فارغة.
وأوضح: يمكن للسينما أن تظهر الوجه الحقيقي للقاعدة والجماعات التابعة لها في مختلف البلدان، وداعش وفروعه الارهابية، وجبهة النصرة وغيرها من الجماعات المسلحة المتطرفة، وتكشف الحقيقة الغائبة عن فئة كبيرة من سكان المنطقة والعالم.
وحول التأثير الذي تتركه كبار الشخصيات المقاومة، قال ميكائيل زادة: الشخصيات الفريدة التي وضعت العلم والعقل والشجاعة في سبيل الحفاظ على الإيمان، هذه بالتأكيد قدوة رفيعة المستوى سترشد جميع الأشخاص الأحرار في المنطقة والعالم.
واستطرد: من أجل الانتقام من العدو والإمبريالية والصهيونية والمحاور العبرية وعملائها من بعض الدول العربية، لابد من إبراز ثقافة الحاج الشهيد قاسم سليماني وشهداء محور المقاومة الآخرين من قبل أهل الثقافة والفن.
واختتم المسؤول في مهرجان أفلام المقاومة الـ16 حديثه للميادين، قائلا: من المؤكد أن خطاب السيد حسن نصرالله هذا سيتردد في آذان أهل المنطقة عندما قال " استشهاد قاسم سليماني يمثل بداية مرحلة جديدة في تاريخ غرب آسيا".