وتعكس الصناعات الیدویة التاریخ والحضارة وتعتبر مرآة تعكس الافكار والاذواق والفنون في كل منطقة.
وتشكل الصناعات اليدوية الايرانية من ابرز الفنون التي تتجذر في عمق ثقافة هذا البلد وتاريخه فضلا عن تنوعها الواسع بحيث تحتل الصناعات اليدوية الايرانية الصدارة بين جميع دول العالم.
وتمتلك ايران صناعات يدوية عريقة جدا ومتنوعة، الامر الذي يشير الى انواع الفنون التقلیدیة التی تتجذر في تاریخ ایران الغني وازدهارها.
تاريخ الصناعات اليدوية الايرانية
يعود تاريخ الصناعات اليدوية في ايران الى زمن بعيد جدا اي الى الزمن الذي بدا الانسان باستخدام الحجر لتلبية حاجاتها وان هذه الصناعة يعود تاريخها الى عدة آلاف سنين حيث يجب البحث عن جذورها في المساكن والاثار المتبقية من السكان البدائيين في هضبة ايران.
وكانت ايران تمتلك صناعات يدوية كثيرة في العصر القديم حيث لقد عثرت على العديد منها خلال عملية التنقيب وتحتفظ حاليا في المتاحف.
وفي ايران بعد الاسلام، اي من العصر الساماني حتى نهاية عصر السلجوقي اخذت الصناعات اليدوية حصة كبيرة من التحف الفنية والهندسة المعمارية الايرانية بالاندماج مع المبادي الاسلامية.
ومن البديهي ان الظروف الاجتماعية والسياسيه في كل فترة من التاريخ والسیاسات المتخذة كانت تؤثر على نمو الصناعات اليدوية او جمودها. وعلى سبيل المثال، يمكن من خلال قراءة كتب المسعودي والبيهقي الوصول الى هذا الانطباع بان صناعة المجوهرات وفن الترصيع بالاحجار الكريمة كانت تحظي باهمية بالغة في العصور القديمة حتی نهاية عصر الغزنوي حيث كانت تعود ازدهار وتقدم هذه الصناعة الى الدعم الذي كان يقدمه الملوك لها والاهمية التي كانوا يعيرون بالمجوهرات حيث كانت لمهنة صناعة المجوهرات مكانة اجتماعية خاصة خلال هذه العصور.
وفي ما يلي اشهر الصناعات اليدوية الايرانية التي تمتلك شهرة عالمية:
السجاد اليدوي
تعتبر السجاد اليدوي والكليم رمزان لایران وشعبها منذ العصور القديمة ولحد الان حيث يوجد اقبالا عالميا على السجاد الايراني باعتباره الاجمل والافضل جودة.
الاطباق النحاسية والزجاجية
تشكل تقنية انتاج انواع الاطباق النحاسية والزجاجية في العصور السابقة من اقدم التقنيات التي استخدمها الايرانيون أنذاك.
ولایعتبر نفخ الزجاج من اقدم التقنيات المتطورة للبشر في ايران فحسب بل في عالم ايضا وان الايرانيين كانوا من رواد هذه التقنية حيث تم تسجيلها باسم ايران على الصعيد العالمي وان ذروة ازدهار هذه الصناعة كانت في العصر السلجوقي.
کما یمکن ان نعتبر الایرانیین اول صانعي الأدوات المعدنية خاصة التقبيب.
ولقد تحولت الاطباق النحاسية بامتلاكها اجزاء مختلفة وخصائص طبية وفنية الى جزء من الصناعات اليدوية التي يوجد اقبالا كبيرا عليها حاليا حيث تسهم ايران دورا ملحوظا في هذه الصناعة.
السیرامیك والفخار
يعتبر فن صناعة السيراميك والفخار من اقدم الفنون في ايران حيث ان استخدامها في مختلف المعالم التاريخية والثقافية وكذالك دور هذه الصناعة في مجال ادوات الديكور والاستخدامات الاخرى جعلتها تشهد اقبالا عالميا كبيرا حيث اخذت ايران لنفسها حصة ملحوظة من سوق هذه الصناعة.
ويعود تاريخ هذه الصناعة الى ۱۰ الف سنة باعتبارها من الصناعات المتطورة في العصر القديم اذ ان اقدم معامل صناعة الفخار على الصعيد العالمي متواجدة في مدينة شوش الايرانية.
واضافة الى ذلك فان فن ادخال الفسيفساء على السيراميك والبلاط (بالفارسية:معرق كاري) كان يستخدم بالتخطيط وتركيب الالوان بصورة دقيقة بحيث العديد من المعالم التاريخية في ايران تم تزيينها بهذا الفن.
الفسيفساء على الخشب والميناء المزجج
تعتبر ايران من المصدرين الرئيسيين في مجال منتجات الميناء المزجج والفسيفساء على الخشب وان هذه الصناعة اليدوية تشبه الصناعات اليدوية الاخرى مثل الفسيفساء على البلاط، الامر الذي جعلت هذه الصناعات مصدر الهام لبعضها البعض في مجال الاستخدام ونوع التصميم على مر العصور.
وتشكل الفنون الخشبية من اكبر رموز الصناعات اليدوية الايرانية اقبالا على الصعيد العالمي حيث تاخذ حصة ملحوظة من صادرات البلاد الى الخارج.
المصوغات القدیمة
لقد شكلت استخدام المواد والمعادن الثمنية والجميلة احدى الصناعات المحبذة للايرانيين والشعوب الاخرى حيث بدات المدن الغربية والجنوبية للبلاد والتي تمتلك مختلف المواد والمعادن الثمينة مثل الذهب والفضة والفيروزج بانتاج انواع المصوغات المتنوعة بالاستلهام من ثقافتهم وفنونهم المحلية.
وكانت المصوغات تستخدم في الملابس المحلية في العصور الماضیة حيث لعبت دورا هاما في اظهار الرسوم والتقاليد لمختلف شرائح ومكونات الشعب الايراني.
واخذت هذه المصوغات وكيفية التصميم وتشكيل هذه المعادن موضع اهتمام دول المنطقة والعالم حيث تحولت الى احدى الصناعات اليدوية الفاخرة كما ان المواطنين يرون جزءا من هويتهم في التصاميم الاصلية لهذه المكونات.
الكروشية (التريكو)
يعود تاريخ هذا الفن الي ۵۵۰ سنة قبل الميلاد حيث كان يعتبر احد اشهر فنون الغُرزْ.
ويستخدم في هذا الفن ادوات بسيطة جدا حيث يخلقون معالم فنية على القماش من خلال الاستفادة من خيوط الحرير والالوان المتنوعة.
وبات هذا الفن في تاريخ ايران من الاركان الرئيسية للفنون اليدوية للايرانيين نظرا الى تاريخه العريق حيث قدمت ايران هذا الفن للعالم من خلال تصدير المنتجات ذات الصلة به فضلا عن استقطاب العديد من محبيه.
التطريز
يعود تاريخ فن التطريز الى العصر الاشكاني وان هذا الفن يشكل من اقدم الفنون لتزيين القماش ولايران تاريخ عريق في هذه الصناعة بحيث وصل الاقبال عليها الى حد قاموا بتزيين كسوة الكعبة بالاستفادة من فن التطريز في العصر التيموري.
وكانت المعادن الثمنية واللامعة مثل الذهب والفضة تستخدم في فن التطريز لكن استخدمت فيه معادن اخرى بعد زيادة الاقبال عليها بمرور الزمن والعصور لايجاد النقوش التزئينية حيث كانت هذه المعادل اقل قيمة من سابقاتها مع الحفاظ على نفس الجمال.
وتعتبر ايران بامتلاكها طاقات هائلة على مر العصور ولحد الان من اكبر واشهر المصدرين للمنتجات ذات الصلة بالتطريز.