وحذّر سماحته في بيان حول السجناء السياسيّين ومرض كورونا يوم الخميس 2 أبريل/ نيسان 2020 من احتمال انتشار لالفيروس في السجون، مؤكّدًا أنّه فيما لو حصل ذلك فإنّ كارثته لن تبقى عند آثارها المرعبة التي يعرفها العالم.
ووجّه آية الله قاسم للنظام رسالة دعاه فيها إلى عدم السماح لكورونا بأن يفتك بالوطن من جهتين، ويدخله في فوضى أمنيّة لا تنضبط، ولا يثبت أمام هدير العواطف الجيّاشة الغاضبة الذي سيحدثه بدخوله للسجون عقل ولا قوّة.
وهذا نصّ البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
إن لم يكن إطلاق سجناء الرأي السياسيين في البحرين وهم ألوف حقّاً دينيّاً ودستورياً ووطنياً وإنسانياً ولم يكن محل اكتراث عند السياسة القائمة على حكم البلاد، فإنّ الواقع الذي لا مفرّ منه على تقدير أن يدخل فيروس كوفيد 19 السجون أن كارثة كورونا المدمِّرة لن تبقى عند آثارها المرعبة التي يعرفها العالم.
فإنه بما يحدث من عدد هائل من الإصابات والوفيات مما يفقد الناس شعورهم لا يمكن أن تبقى الحسابات الأمنية على ما يتصوره أي طرف داخلي أو خارجي في الظروف الطبيعية.
ولا يلزم لذلك أن يكون هناك توجه سياسي مقصود، بل هو رد فعل إنساني وعاطفي هائج وشعور ملتهب واندفاعة ضمير، لأن الظروف التي خلقتها محنة كورونا لا تسمح بأي استغلال سياسي لها.
ومع اجتماع هاتين المصيبتين الحارقتين لن تبقى البلد.
الضرورة اليوم تحتّم إطلاق آلاف السجناء المذكورين ولو لم يسمع لصوت الدين والدستور والعقل والإنسانية.
والانتظار للحظة المفاجأة ودخول فيروس كوفيد19 السجون هو مسألة حرق للبلاد.
لا تَدَعوا لكورونا أن يفتك بالوطن من جهتين، ويدخله في فوضى أمنية لا تنضبط، ولا يثبت أمام هدير العواطف الجيّاشة الغاضبة الذي سيحدثه بدخوله للسجون عقل ولا قوّة.
والكلام هنا بعيد كل البعد عن لغة التهديد، ولكنه النصح والتحذير الصادق المخلص الذي يجب أن نقوله جميعاً حرصاً على سلامة الوطن، والابقاء على ما بقي منه وله.
هدى الله السياسة لما فيه الرشد وحمى الوطن وأهله وكل أوطان المسلمين من الكوارث المدمرة وكل سوء.
عيسى أحمد قاسم