لم تتأخر الحكومةُ السوريةُ في فرض قرار عزل المدن ومراكز المحافظات عن أريافها، ضمن الإجراءات المتبعة للتصدي لفيروس كورونا في البلاد، قرار من شأنه أن يساعد الفرقَ الطبيةَ على المسح الطبي الشامل، بشكل متوازنٍ ودقيق، فضلاً عن إمكانية العزل الجغرافي لبعض الأحياء أو حتى المدن في حال اتضاح تفشي الوباءِ فيها، قرار سيمنع انتقال العدوى وسيمكن أطباءَ الأوبئةِ من التعامل المباشَرِِ مع أي بؤرةٍ محتملةِ الظهورِِ للفيروس
قرار منع التنقل بين الأرياف والمدن السورية حتى اشعار اخرَ، يأتي بعد أربعةِ أيامٍٍ، من فرض حظر تجولٍ ليليٍٍ في عموم البلاد من الساعة السادسة مساءا حتى السادسة صباحا، و بعيدَ اصدارِ حزمةِ واسعة من قراراتِ واجراءاتِ الإغلاق في البلاد، شمِلت المدراس، الجامعات، دور العبادة و الأسواق، باستثناء الصيدليات والمؤسسات الاستهلاكية، بهدف تقليص التجمعات و الاحتكاكات البشرية، للابتعاد عن جميع سيناروهات التفشي المفاجئ للوباء العالمي الجديد
السوريون الذين باتوا يشعُرون أن هذا الفيروس والذي لم يسجل سوى خمسةِ اصاباتٍ في البلاد ومعظمُها في حالة جيدة، سيقيدُ تحركاتِهم ويغيرُ طبيعةَ حياتهمِ مؤقتا أكثر مما استطاعت الجماعاتُ المسلحة فعلهُ لا سيما في خواصِر المدن ومداخِلها، وهو ما يرتب عليهمْ المزيدَ من المسؤولية، إلا أن شوارعَ المدن في النهار لا تشي بهذا الإدراكِ، فهي لا تزال تغصُ في ساعاتِ الذروة بالآلاف من المواطنينَ الخارجينَ للتنزه و والتبضعِ من المحالِ والمتاجر المخالفةِ لقرارات الإغلاقِ وهي كثيرة.
تقريرمراسلنا : يوسف الناعمة