يبدو ان هذا الخطاب الشعبوي والعنصري المتطرف لم يفقد بريقه فحسب بل بان كذب ودجل صاحبه حتى امام من انتخبوه ممثلا عنهم، بعد ان أزاح فيروس كورونا بكل مساحيق التبجح والغطرسة والغرور والتكبر الاجوف عن وجه ترامب، فاذا به وجه عاجز مرعوب مهزوم حائر، لم تنجح كل محاولات صاحبه ورهطه من التستر عليه بالاكاذيب والبروباغندا الرخيصة.
العالم كله شاهد كيف انكر ترامب في بادىء الامر تفشي وباء كورونا بين الامريكيين، رغم تحذير العلماء والاطباء وحتى الجهات الصحية فيما يخص ضرورة التصدي له قبل فوات الاوان، وكيف تعامل باستهزاء مع الوباء في اجتماعه مع الخبراء الصحيين مدفوعا بافكار عنصرية مريضة عن تفوق الجنس الابيض.
لا يمر يوم الا وتصفع كورونا وجه ترامب الذي كان يتشفى بانتشار الوباء في ايران معلنا وبكل غرور العنصري البائس ان بامكان امريكا ان تساعد ايران لانها تمتلك "اعظم العلماء"، فاذا بالاخبار الواردة من امريكا تكشف عن تسجيل ارتفاع هائل وغير مسبوق في عدد الإصابات بوباء كورونا، حيث ارتفع عدد المصابين في امريكا خلال الساعات الماضية، حسب بيانات المراكز المختصة من 24207 إصابة الى 32356 اصابة، اي بواقع 8149 اصابة في اليوم الواحد، منها أكثر من 5400 في ولاية نيويورك وحدها، وبذلك تنتقل امريكا الى المرتبة الثالثة عالميا من حيث عدد الاصابات بفيروس كورونا بعد ان تجاوزت اسبانيا.
أما من حيث الوفيات فتحتل الولايات المتحدة المرتبة السادسة عالميا، بعد ان سجلت 414 حالة وفاة حتى كتابة هذه السطور، بينما تتصدر إيطاليا، التي تشهد أوضاعا كارثية بسبب الوباء، هذه القائمة بـ5476 حالة، تليها الصين بـ3621 حالة..
في الوقت الذي مازال ترامب يهرج بشان الاجراءات "غير المسبوقة" التي اتخذتها ادارته لمعالجة الوباء وانه سينتصر عليه في وقت أسرع مما يعتقد الكثيرون، اعلن عمدة مدينة نيويورك، بيل دي بلاسيو، أن تفشي فيروس كورونا في الولايات المتحدة سيؤدي إلى أكبر أزمة داخلية منذ الكساد الكبير الذي شهدته البلاد في الثلاثينيات من القرن الماضي، داعيا إلى إعلان استنفار كامل النطاق في القوات المسلحة الامريكية، محذرا من أن الأسوأ لم يأت بعد.
وشدد بلاسيو في حديث مع قناة سي ان ان الامريكية امس الاحد ، على أن نيويورك لا تحصل على الإمدادات الطبية الضرورية لردع الانتشار السريع للفيروس، وقال إن المدينة على بعد 10 أيام فقط من مواجهة نقص واسع في المعدات والأدوية الحيوية الضرورية لمكافحة التفشي!.
الفيروس كورونا، الذي لا يرى بالعين المجردة، أذل ترامب وكشف عن معدنه الرخيص للامريكيين، الذين باتوا يشعرون بجسامة الخطأ الذي ارتكبوه بانتخابهم رجل معتوه لا يفرق بين فيروس كورونا وبين نزلة البرد، فارقام ضحايا كورونا جعلته يكذب بشكل هستيري، ففي كل يوم يخرج على الامريكيين والعالم باكتشاف جديد لعلاج كورونا، ولكن في النهاية تبين انه يحاول تقديم الرشوة لعلماء المان يعملون في مختبر الماني على لقاح ضد كورونا، لينقلوا مختبرهم من المانيا الى امريكا في مقابل المال، لذا فان الامريكيين مدينون لفيروس كورونا الذي كشف لهم بالديل القاطع ان من اوصلوه الى بيت الابيض ليس سوى مهرج دجال.