واضاف الشيخ قاسم في بيان له، توفي شيخنا الشيخ عبد الأمير الجمري -مرضيّاً إن شاء الله- وهو على طريق الجهاد في سبيل الله، وتساقطت أجساد شهدائنا على الطريق نفسه.
وكان الشيخ مربّياً للشهداء ومحبباً لخط الشهادة، وكان الشهداء طلاباً مخلصين لخط الشهادة، وهو خط ملازم للإسلام، والإسلام ملازم له، ولا تخلِّيَ للإسلام عن خط الشهادة، ولا صدق للشهادة حقاً على خط يعادي الإسلام.
واحياء مناسبتي الشيخ والشهداء لا ينفصل أبداً عن التحام شعبنا بالإسلام عقيدةً وقيماً وشريعةً وهدفاً وخلقاً، والارتباط برموزه الصادقين وفي مقدمتهم العلماء من أهل المعرفة الإسلامية النقيّة والورع والتقوى والتاريخ الجهادي الواضح، ومقاومة الباطل بكلّ ألوانه وصوره في كل ساحة من ساحات الحياة، وعلى مستوى كلّ جبهاته.
وإحياء يوم الشيخ ويوم الشهداء إعلان عن الإنشداد الدائم الثابت للإسلام، ورفع رايته، والبقاء على خط الجهاد الذي يدعو إليه، ومواصلة السير لتحقيق أهدافه.. إعلان بأن الولاء للإسلام هو مقياس شعبنا لأي ولاء آخر، ولا ولاء لهذا الشعب أبداً على خلاف الولاء للإسلام، ولا طاعة له أبداً خارج طاعة الله ومن دون إذنه.. إعلان للولاء للإسلام والبراءة من كلّ ما هو على خلافه، وإعلان باستمرار المطالبة ومن منطلق الإسلام نفسه وقرآنه وسنّته وتربيته الرشيدة وأهدافه العليا بردّ المظالم، وتصحيح الأوضاع والإصلاح الشامل، والإسلام حق ولا شيء من الحق في كل ما قابله، وهو عدل ولا شيء من العدل في كل ما يضاده.
إحياء يوم الشيخ والشهداء إعلان عن الإيمان المؤكد بخط هذين اليومين، خط المطالبة والمجاهدة والمصابرة من أجل استرداد الحقوق وتقويم الوضع، والخروج من حالة الظلم والتخلّف والتردّي والسقوط.
وهذا الخط من صميم الإسلام ومن أوضح قضايا تشريعه والذي ينطق به واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
رحم الله رجالنا الأماجد من شيخنا الجمري والشهداء من مدرسة خطه وعطاء تربيته، ورفع درجتهم في الجنة.
عيسى أحمد قاسم
١٨ ديسمبر ٢٠١٩