وفي هذا اليوم تنظم الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ، فعالية تضامنية بمقر الجامعة، تأكيدا على مركزية القضية الفلسطينية، وعلى التضامن والدعم الكامل مع الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع.
كما احيت الأمم المتحدة، امس الأربعاء، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وبهذه المناسبة اقيمت امس الاربعاء مراسم في مناطق مختلفة في العالم .
وفي هذا الاطار أقامت الرابطة السورية للأمم المتحدة امس الاربعاء ندوة بعنوان “مئة عام والقضية الفلسطينية في عهدة المنظمات الدولية .. إلى أين…” في المركز الثقافي العربي في دمشق.
وأكد رئيس الرابطة جورج جبور أهمية إيضاح مخاطر صك الانتداب على فلسطين ووعد بلفور المشؤوم للرأي العام العالمي داعيا إلى توثيق ما فعله الانتداب والتذكير به وتوظيف الإمكانيات لدفع الجمعية العامة للأمم المتحدة للاعتذار على خطيئة عصبة الأمم بشأن تنفيذها لهذا الوعد الذي حرم الشعب الفلسطيني من حقوقه.
وقدم عضو ومؤسس في الرابطة الدكتور سهيل ملاذي عرضا لأهم القرارات التي صدرت عن المنظمة الدولية ولم ينفذ منها شيء وخاصة حول القضية الفلسطينية لافتا إلى المراحل التي مرت بها الأمم المتحدة منذ أن كانت تحت مسمى عصبة الأمم إلى الآن.
من جانبه عضو الرابطة والأستاذ في جامعة دمشق الدكتور إبراهيم سعيد لفت إلى سلبية المنظمات الدولية في التعامل مع قضية الشعب الفلسطيني والدعم الذي ناله كيان الاحتلال الصهيوني من قبلها.
على صعيد اخر يواجه الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال الصهيوني قضية التطبيع العلني بين الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية بحيث يعتبره الفلسطينيون بمثابة الطعن في ظهرهم .
واخر ما ارتكبته هذه الدول هو اللقاء التطبيعي الذي جرى امس الاربعاء بين 30 شخصا من 15 دولة عربية بهدف تأسيس “مجلس للتكامل الإقليمي” مع الكيان إلاسرائيلي، بغرض تحقيق مزيد من التقدم في مجال تطبيع العلاقات العربية مع الكيان .
وبحسب ما نشر موقع “جيويش نيوز”، الأربعاء، فقد اجتمع هؤلاء في فندق مجهول في لندن، للحديث حول العلاقات مع الكيان إلاسرائيلي، وضرورة تجديدها، ومناقشة كيفية إصلاح العلاقات مع الكيان ، وإدانة حركة مقاطعة الكيان الصهيوني (بي دي إس) وسحب الاستثمارات منه وفرض العقوبات عليه.
وساهم هؤلاء في تشكيل ما أطلقوا عليه “مجلس التكامل الإقليمي”، بهدف “تحقيق السلام والحب والصداقة” مع الكيان الاسرائيلي . و”المشاركون من جنسيات تتراوح بين الجزائر واليمن”، حسب الموقع.
وجرى دعوة هؤلاء من قبل “مركز اتصالات السلام” ومقره الولايات المتحدة، الذي يديره دينيس روس، الذي عمل على الترويج للكيان إلاسرائيلي في الشرق الأوسط خلال إدارتي جورج بوش الأب وبيل كلينتون.
وبحسب الموقع، لم يحضر أي إسرائيلي الاجتماع، نظرا لمخاوف من ملاحقة المشاركين العرب بتهمة التطبيع مع إلكيان .
ويزعم أحد الدعاة إلى المؤتمر، ويدعى جوزيف برود، أنها “مبادرة مدنية ليس للحكومات أي دور فيها”، لكن صداها بالتأكيد سيتردد في كل أرجاء الشرق الأوسط.
وعرف من بين المشاركين في المؤتمر، الذي انعقد لمدة يومين، الجزائرية المثيرة للجدل بأوساط الجزائريين في فرنسا سعيدة غريبي. كما عرف منهم حسن شلغومي، الذي يحظى بحماية دائمة من الشرطة الفرنسية وهو يعرف نفسه كشيخ تونسي مسلم يقيم في باريس، وسافر إلى فلسطين المحتلة أكثر من مرة وتجول في مستوطناتها، داعيا للتطبيع.
الإمام اللبناني صالح حامد كان هو الآخر من ضمن المشاركين، إلى جانب مريم الأحمدي، الباحثة في وزارة الداخلية الإماراتية سابقا.
كما عرف أيضا من بين المشاركين، محمد أنور السادات، ابن أخ الرئيس المصري السابق الذي يحمل نفس الاسم، ووزير الصحة الكويتي السابق سامي عبد اللطيف النصف، والمحامية المصرية المقيمة في لندن إجلال غيتا، ورسامة الكاريكاتير السعودية وداد البكر، والباحثة العراقية في مرحلة الدكتوراة في ألمانيا سناء وجد علي، والفلسطيني محمد دجاني داودي الذي يعمل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، والسوداني إبراهيم سيد أحمد.
وتضمنت النقاشات التي دارت في المؤتمر التركيز على ضرورة عقد سلام شامل مع الكيان إلاسرائيلي، وتحسين العلاقات معها، بما في ذلك إصلاح اتفاقيات السلام الموقعة من قبل، والحد “من خطاب العنصرية والكراهية ضد إسرائيل”، والتركيز على أن "إسرائيل" تقوم بمعاملة العرب معاملة حسنة وفق حقوق الإنسان.
كما اتهم الاجتماع الفلسطينيين بـ”ارتكاب خطأ كبير” ووصفهم بـ”نشر الكراهية بدل الاستثمار في الطاقات البشرية مثل المحامين والمدرسين والأطباء”.
وتضمنت دعوات ومطالب المشاركين أسلوبا استفزازيا مثل مطالبة العرب بتربية أجيال “ليس لها أي مشكلة مع إسرائيل، ومستعدة للدراسة فيها أو العلاج في مستشفياتها، بدل نشر الكراهية عنها”.
وشدد متحدث على أن من الخطأ القول إن الفلسطينيين ظلوا في المخيمات لمدة 70 سنة واستغلال ذلك في الحديث عن انتهاكات "إسرائيل" بحقهم، وإن بعضهم عاشوا في دول عربية واندمجوا في مجتمعاتها. كما شدد على أن مطالبة اللاجئين بالعودة إلى أراضيهم خطأ كبير، خصوصا أولئك الذين لم يروا فلسطين من أجيال اللاجئين اللاحقة.
وأدان المجتمعون المقاومة الفلسطينية من خلال التنديد بـ”عدم إبداء الندم” على العمليات التي نفذتها المقاومة الفلسطينية على مدار سنوات الصراع، من عمليات قصف للمطارات والسفارات وخطف الطائرات، إضافة إلى التنديد بمنظومة “بي دي إس” ومساعيها نحو فضح سياسات الاحتلال.
وإلى جانب مشاركة هؤلاء، شارك رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير في المؤتمر، وألقى كلمة عبر الإنترنت للإشادة بالمؤتمر. وبحسب القائمين على المجلس، سيجري إنشاء سلسلة من اللجان الفرعية المتخصصة في مجالات السياسة والفنون ومنصة مخصصة لوسائل التواصل الاجتماعي بغرض الاستمرار في نشاطات المجلس، كما سيجري عقد لقاء آخر في واشنطن العاصمة، خلال شهرين، لمراجعة مدى التقدم الذي يحرزه المجلس.
يذكر انه بناء على طلب سلطات الانتداب البريطاني، قامت الأمم المتحدة بتاريخ 29 تشرين الثاني/نوفمبر لعام 1947 بإصدار قرار مشؤوم بتقسيم فلسطين بين الصهاينة القادمين من أوروبا، وسكان البلاد الأصليين.
ورفض العرب الفلسطينيون قرار التقسيم، لأنه يعُطي جزءاً من وطنهم التاريخي، لمجموعة مهاجرة قادمة بشكل أساسي من الغرب، هروباً من الحروب الأوروبية والاضطهاد، وعكس ذلك لم يكن ممكناً، ففلسطين كباقي دول المنطقة، كانت جزءاً من الدولة العثمانية، ولا شيء يبُرر بنظر الفلسطينيين، التنازل عن أي جزء منها .
لم يكن يوجد بفلسطين في عام 1914 ، ببداية الحرب العالمية الأولى، سوى 60 ألف يهودي، منهم 39 ألفا من أصول عربية عثمانية، مقابل حوالي 700 ألف عربي، مسلم ومسيحي .معظم ال 600 ألف يهودي الذين كان يحتويهم الكيان إلاسرائيلي يوم إعلانه، هم من المهاجرين الجدد، القادمين من ويلات حروب أوروبا معظم الإحيان .
وقد وافق الطرف الصهيوني على التقسيم، لأنه يعطيه تلقائياً، شرعية الوجود والاعتراف الدولي، بحق إقامة كيانه. التوافق الروسي الأمريكي على تقسيم فلسطين، في بداية الحرب الباردة، كان مناسبة نادرة الحدوث، لم يكن بإمكان الحركة الصهيونية وبن غوريون، تفويتها لتحقيق إعلان الدولة .هي إذاً خطوة أولى، لتحقيق الحلم الصهيوني، وهو ما أثبتته الأحداث فيما بعد، فالكيان الاسرائيلي تجاوز بعد الحرب العربية الإسرائيلية الأولى، الخطوط المُقررة من الأمم المتحدة، ضامة له أكثر من 80 بالمائة من أرض فلسطين التاريخية.
مرت عشرات السنين، وأصبح قرار تقسيم فلسطين من الماضي، لا يطُالب أحد بتطبيقه على أرض الواقع، بما فيه الطرف الفلسطيني، والذي اكتفى حالياً بمطالبة حل الدولتين على الأراضي التي احُتلت عام 1967. الا إن وُجود ملايين اللاجئين الفلسطينيين، وهم أبناء الثلاثة أرباع مليون لاجىء لعام 1948 ، سيبُقي قضية تقسيم فلسطين التاريخية إلى دولتين، في مهب الريح .