الفيلم الذي صورته المخرجة والمنتجة نانسي كوبرستين، قدم مؤخرا للمشاهدين من محبي السينما في إحدى دور العرض بمنطقة مانهاتن، في مدينة نيويورك.
وفي لقائها مع وكالة الأناضول، تحدثت المخرجة عن مغامرة هذا الفيلم الذي ينقل عبر الشاشة البيضاء، قصصا وحكايات لعائلات مسلمة، تعرضت للعنصرية والتمييز داخل المجتمع الأميركي.
وأوضحت كوبرستين أنها ولدت لعائلة يهودية في الولايات المتحدة خلال سنوات الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945)، مشيرة أن والدها لاذ بالفرار من مذابح اليهود في روسيا، واستقر به المقام في أميركا.
وقالت "هذه المعاناة التي عاشتها أسرتي خلال فترة اضطهاد اليهود، دفعتني إلى القيام بهذا الفيلم الوثائقي، لا سيما بعد رسائل العنصرية ومعاداة الأجانب التي تبناها الرئيس دونالد ترامب، خلال حملته الانتخابية عام 2016".
وأضافت: "وأنا طفلة كنت أرى في أحلامي أن نازيين يرتدون أحذية دهموا منزلنا واصطحبوني معهم. وبعد ترشح ترامب للرئاسة عاودتني الأحلام، لكن هذه المرة كانوا ويقصدون طفلة مسلمة صغيرة، وليس أنا".
وأشارت كوبرستين أنها فكرت في ضرورة عمل أشياء مناهضة لخطابات ترامب السياسية.
وذكرت أن "الشيء الوحيد الذي أعرف كيفية القيام به هو قص حكاية ما. وبعد فترة طويلة من التفكير، قررت أن أسلط الضوء على حياة العائلات المسلمة التي تسعى للعيش بشكل أفضل، لكنها محاطة من كل جانب بالتعصب والفظاظة".
واستطردت "وعندما بدأت تصوير الفيلم، انتخب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، واستهل عمله في البيت الأبيض بالدعوة إلى ترحيل كافة المسلمين من بلاده".
ولفتت المخرجة أن إنجاز الفيلم استغرق 3 سنوات، موضحة أنها لم تستطع تكوين فريق عمل كبير بسبب ضعف الإمكانات المادية، وأنها اضطرت إلى إنهاء العمل بعدد قليل للغاية من الأشخاص.
وبينت أن كونها يهودية، جعل العائلات المسلمة تتوجس منها في البداية، مضيفة "اضطررت إلى قضاء ساعات طويلة من أجل تأسيس نوع من الثقة مع تلك العائلات لإنجاز الفيلم".
واعتبرت أن "مسألة بناء الثقة كانت سببا في تطويل عملنا قليلا، لكني تعلمت من هذه التجربة أننا في حقيقة الأمر نتقاسم تحت مظلة الدين والمعتقد القيم نفسها، مثل الحب، والعائلة، والتعليم".
وأعربت عن أملها أن يتعلم مشاهدو الفيلم الدرس ذاته، مضيفة "يتعين على البشر رؤية مخاطبيهم من الطرف الآخر من خلال أفكارهم وتجاربهم معهم، لا من خلال ما يقص عنهم. فلا شك أننا لو سمعنا بعضنا بعضا، وتقبلنا بعضنا كما نحن، لكان هذا العالم أجمل".
وأبدت المخرجة رغبتها في عرض فيلم "من التالي؟" بالمدارس الثانوية، والجامعات، والكنائس، والمساجد، معربة عن أملها أن يكون "سببا في طرح عدد من الأسئلة الجديدة بين الناس، وأن يجعلهم يتعرفون على بعضهم بشكل أفضل".