وأظهر مقطع فيديو نُشر عبر موقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب" قيام مواطن تركي بإشعال النيران في نفسه، أمام محافظة "ملاطية"، الواقعة قرب نهر الفرات في تركيا، عن طريق سكب البنزين على جسده، فيما حاول عدد من الأشخاص إنقاذ الرجل بإطفاء النيران، وتم توثيق الحدث وتسجيل حديثه قبل إشعال النار في جسده.
وقالت صحيفة "جمهوريت" التركية، إن هذا يأتي نتيجة النمو الخادع المبني على القروض والصعود السريع غير الحقيقي الذي يتبعه هبوط قاسي يرجع الحال إلى أسوأ مما كان، موضحة أن انهيار العملة التركية جعل الأسعار ترتفع بشكل كبير، مشيرة إلى أنه "في الوقت نفسه خرجت تسريبات لأردوغان ونجله تكشف مدى الفساد والسرقة لأموال الشعب التركي الذي بات يشعر بتدهور الحالة الاقتصادية بسبب سياسة أردوغان، بالإضافة إلى قمع الحريات واعتقال الآلاف من المواطنين والموظفين بعد الانقلاب المزعوم"، وفقا لما ذكرته صحيفة "سبق" الإلكترونية السعودية.
وتلك الواقعة ليست الأولى من نوعها، إذ أنها سبقتها عدة وقائع مشابهة، نرصدها فيما يلي:
ففي 11 سبتمبر 2019، أضرم مواطن تركي 45 عاما النار بجسده بعد صب البنزين عليه في ساحة "كيزيلاى" في العاصمة التركية أنقرة.
وقالت وسائل إعلام تركية، آنذاك، إن الرجل أبلغ المحتشدين في المكان أنه يعاني من أزمات اقتصادية وسيحرق نفسه لينتهي منها، وتدخل المواطنون وحاولوا إقناعه لكنهم فشلوا، موضحة أن الشاب بالفعل أضرم النار بنفسه بعد وقت قصير، وتدخل أحد أفراد الشرطة وتمكن بمساعدة طفاية يدوية من إطفاء النار، فيما تم نقل الشاب عبر سيارات الإسعاف إلى المستشفى، وبدأت الشرطة التحقيق في الحادث، وفقا لما ذكره موقع "تركيا الآن".
عاطل يحرق نفسه بمدينة غازي عنتاب
وفي 23 مايو 2019، أقدم تركي في بلدة شاهين باي التابعة لمدينة غازي عنتاب في جنوب البلاد، ويدعى أيوب دال، على حرق نفسه باستخدام البنزين، اعتراضًا على البطالة، وسوء الأحوال الاقتصادية التي يمر بها، ونقل إثر الواقعة إلى المستشفى، ولقي حتفه بعدها.
وذكرت صحيفة "زمان" التركية، آنذاك، أن زوجة "دال"، الذي أقدم على حرق نفسه بسبب أوضاعه الاقتصادية، بعدما رفض في طلب العمل الذي تقدَّم به، نشرت مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، أعربت فيه عن غضبها من الدولة والسياسيين، مؤكدة أنها لن تسامح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيسة بلدية "جازي عنتاب"، فاطمة شاهين، ورئيس بلدة "شاهين باي" محمد طاهماز أوغلو، وقالت: "سأدعوا عليهم حتى آخر نفس".
وأضافت: "لن أترك حقي من هذه الدولة، لقد مات زوجي بسبب هذه الدولة”، موضحة أن زوجها كان عاطلاً عن العمل منذ 6 سنوات، وأنه "عمل في الإنشاءات، وكسب رزقه بعرق جبينه، ولم يطلب من أحد خبزًا، طلب عمل، هذا كل ما فعله، إن زوجي مات بسبب هذه الدولة، لا أسامح أي أحد، سأدعوا عليهم جميعًا حتى آخر نفس".
عامل يشعل النار في نفسه أمام مستشفى البرلمان التركي
وفي 13 يناير 2018، أقدم عامل إنشاء على إشعال النيران في نفسه أمام مستشفى البرلمان التركي، وقال العامل إنه يعاني من صعوبات في توفير قوت يومه بسبب غلاء الأسعار.
وكان عامل الإنشاء (39 عاما) توجه أمام المستشفى التي تبعد 50 مترا عن مدخل البرلمان التركي، وهو يحمل عبوة بنزين مهدداً بإشعال النيران في نفسه لمواجهته ضائقة مالية.
وبعد فترة سكب العامل البنزين على ملابسه وأشعل النيران فيها، ما أسفر عن إصابته بحروق، فيما قامت سيارة الإسعاف التي توجهت إلى موقع الحادث بنقل العامل إلى مستشفى البحث العلمي في أنقرة، وفقا لما ذكرته صحيفة "زمان" التركية المعارضة.
مزارع يشعل النار بنفسه في ملاطيا
وفي 22 مايو 2018، حاول مزارع تركي ويدعى "متين تشاليك" من قاطني إحدى بلدة "دوغان شهير" التابعة مدينة "ملاطيا" شرق تركيا، إشعال النار في نفسه بعد أن عجز سداد دينه للبنك ورفض تأجيل الدفع.
وقال المواطن التركي: "يا ليت يداي كسرتا قبل أن أصوت لحزب (العدالة والتنمية)"، في إشارة إلى الحزب الحاكم في تركيا.
وقالت صحيفة "بيرجون"، في ذلك الوقت، إن تشاليك، أوضح: "لقد مدوا الطرق وشيدوا السدود، ولكنهم لا يسمعون المزارع يمنع المزارعون من زراعة النباتات ذات عمر سنة واحدة، من بينهما زراعة التبغ، وبنجر السكر، والفاصوليا، والذرة، تم استبدال هذه المزروعات بمنتجات أخرى مستوردة، هل يعقل أن تكون هذه سياسة إنتاجية؟ تطبيقات الزراعة المفلسة قضت على المزارع أيضًا".
وأشار المواطن التركي إلى أن المزارعين لم يعد بإمكانهم بيع منتجاتهم ومحصولاتهم، موضحا: "هناك مزارعون لا يستطيعون شراء وقود للجرارات الزراعية، ولا يستطيعون زراعة أراضيهم، ولا يسددون ديونهم، كما أننا لا نملك المال لشراء الحيوانات، وإن اشترينا لا نملك مصروفات الأعلاف، والبنوك تطاردنا، نحن لا نستطيع سداد ديوننا، ولا يريدون تأجيل تاريخ الاستحقاق، ويفرضون فائدة قدرها 16-17%".
تركي يشعل النار في نفسه بـ أنطاليا
وتوفي مواطن تركي يدعى أولاش أكن، 32 عاما، متأثرا بجروح أصيب بها بعد أن أضرم النار في نفسه، 8 فبراير 2016، احتجاجا على طرده من العمل، وذلك أمام مبنى بلدية حي "مدحت باشا" في مدينة أنطاليا الساحلية جنوب البلاد.
وشكى الرجل من سوء وضعه المادي بعد طرده من العمل، حيث كان يعمل بناءً في إحدى شركات المقاولات في المدينة.
وقال ذووا الضحية، إن ابنهم توجه للبلدية بغية طلب مساعدة مالية من رئيسها، كونه متزوج وأب لطفل، لكنه سرعان ما أحرق نفسه بمجرد وصوله للمكان، وفقا لما ذكرته فضائية "سكاي نيوز عربية" الإخبارية في ذلك الوقت.
تركي من ذوي الإعاقة يشعل النار بجسده في مالاطيا
فيما أقدم أحد الأتراك من ذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة "مالاطيا" شرق تركيا على إشعال النار في جسده أمام مقر المحافظة، 16 أبريل 2015، بسبب تأخر صرف معونة يتلقاها من الدولة.
وسكب علي أوزباي البنزين الموجود في زجاجة ماء كانت بحوزته ثم أشعل نفسه بقدّاحة، وبعدما اشتعلت ملابسه في مدة قصيرة ألقى بنفسه إلى الأرض وحاول إطفاء النار، إلا أن المواطنين تدخلوا على الفور واستطاعوا إخماد النار، وبعدها استلقى أوزباي الذي احترق جزء من جسمه على الأرض وانتظر قدوم فريق الإسعاف.
وأوضحت صحيفة "زمان" التركية"، أن تصرف أوزباي أمام مقر محافظة مالاطيا، جاء كرد فعل على الموظفين، لافتا أن الراتب المخصص للمعاقين الذي لم يتقاضاه منذ خمس سنوات تم صرفه له مجددًا قبل شهر، إلا أن عليه ديونا ولا يوجد في منزله أي طعام.