آية الله الشيخ عيسى قاسم يوجه رسالة للجامعيين

الثلاثاء 27 أغسطس 2019 - 11:00 بتوقيت غرينتش
آية الله الشيخ عيسى قاسم يوجه رسالة للجامعيين

البحرين_الكوثر: وجه عالم الدين البحريني آية الله الشيخ عيسى قاسم رسالة الى الجامعيين مطالباً فيها النهوض من أجل إنقاذ الأوطان والأمة من مخططات الأعداء.

ووصف آية اللة قاسم الجامعيين بانهم أمل الأمة والمجتمع ودعائهم الى تلبية طموحات المجتمع في المجالات العلمية.

إليكم نص الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الْسَلَامُ عَلَيْكُم أيُّها الجامعيُّون الأعزاءُ النجباءُ من شبابنا وشاباتنا وفَّقهم الله للخير.

يا أملاً عريضًا للأمَّة، ويا قوَّةً هائلةً من قواها الفاعلةِ المباركةِ الواعدةِ.
لا ينهض بلدٌ إلا بناهضين من شعبه، ولا تنهض أمَّةٌ إلا بقائمين منها -مِن رجالها ونسائها، مِن شبابها وشاباتها، والكهول والشيوخ- من أهل الوعي، والغيرة فيها.
ولا ينهض أحدٌ بأمرِ شيءٍ إلا وهو ناهضٌ لا قاعد، ولا يغيِّر أحدٌ من سلبٍ إلى إيجابٍ، ومن خطأ إلى صوابٍ إلا وهو قادرٌ، ولا يعطي أحدٌ شيئًا وهو فاقدٌ، ولا ينقذ غريقًا غريقٌ.

وأنْتُم أيُّها الأعزاءُ.. قادرون اليوم على:
أن تنهضوا النهضةَ القويَّةَ التي تؤهِّلكُم لإنقاذِ وطنِكُم، وأمَّتِكُم، التأهيلَ الكبيرَ -علمًا وإيمانًا وإرادةً وخبرةً وعملاً-.
وأن تبنوا من أنفسِكُم الإنسانَ القادرَ الفاعلَ في كلِّ جوانب القدرةِ الصالحةِ التي تحتاجُها أيُّ نهضةٍ صالحةٍ مغيِّرةٍ مجيدةٍ.
وأن تحقِّقوا سَبْقًا في كلِّ هذه الأبعاد؛ لِيتحقَّق لِوطنكم وأمَّتكم الأملَ الكبيرَ، والمستوى المنشودَ، والمستقبلَ الزاهرَ، ويتمَّ على يدكم الانقاذ الذي تتطلَّع له الأمَّة؛ الشيء الذي لا يكون إلا بالنهضةِ القادرةِ من قادرين يتمتَّعون بالجدِّ والصِّدق والإخلاصِ والاستقامة.

وممَّا لا شكّ فيه لو فرَّط هذا الجيل من الجامعيِّين -وأمثالهم- في الوقت، وذبلت فيهم روحُ المسؤوليَّة، وانشدَّت نفوسُهم إلى مغرٍ من مغريات الدُّنيا -والتي تهدُّ الشخصيَّة الإنسانيَّة هدًّا-، وصرفتهم الصوارف المضلِّلة عن طريق الله، وانطفأتْ فيهم شعلةُ الإيمان، وخبا نورُ الفطرة، وحَكَمتهم الشَّهوة، وتقوقعوا في حدودِ الأنا الماديَّة -لا يهمُّهم أمرَ شعبٍ ولا وطنٍ ولا أمَّةٍ ولا دينٍ، ولا ظلمِ ظالمٍ، ولا مظلومية مظلومٍ- لكانوا مشكلةً كبرى، وسقطوا، وذلُّوا، وأسقطوا المجتمع، والوطن، والأمَّة، وقِيم الدِّين، والعزَّة، والكرامة، وكانوا غثاءً كغثاءِ السيل.

وأنْتُم يا شبابنا وشابَّاتنا الأعزاءَ الكرامَ.. لَستُم هُمْ، يأبى لكم ذلك انتماؤكم الإيماني، وتربيتكم الهادية، وبيئتكم الواعية، وظروفكم المنبِّهة، ويثيرُ فيكم الحذرَ من هذا الخطر ما ترونه من الاستهداف السيء، المعادي لكم، ولأمَّتِكم، وكلِّ شعوبها، ودينِكُم، وحاضرِكُم، ومستقبلِكُم.
وأنْتُم أوعى من أن تُستغفلوا، وأهدى من أن تُفَلُّوا، وأصلب من أن تفُروا، وأفطن من أن تستدرجوا، وأكبر من أن تهزموا.

يُسابقُكُمُ الكثيرُ الكثيرُ من جيلِكم من شباب الأمة، وشبابُها في كلِّ أقطارها على طريق: النموّ الصالح، والوعي المتعاظم بقيمة الإسلام، والإنسان المسلم، وضرورة التغيير الذي تقضي به رسالات الله، ممَّا يتناسب وقيمة الإنسان، وعظمة الإسلام، وقيم الحقّ والعدل، والكرامة، وينسجم مع أَجلّ دورٍ لمخلوقٍ على وجه الأرض، وهو دور الخلافة عن الله تبارك وتعالى في الإعمار، والبناء الصالح، والإبداع، والنهوض الدائم -نهضةً مباركةً زاكيةً بالنّاس وعلاقات النّاس وأوضاع النّاس-.

الأمَّةُ تصنع صفًا جديدًا، إيجابيًا، كريمًا، واعيًا، قويًا، هاديًا، مهديًّا، واعدًا على شبابٍ كثيرٍ من شباب الأمَّة في كلِّ مكان، فخذوا مبادرين مكانكم.. ودوركم.. في هذا الصنع المنقذ، المحيي، الجبَّار، الذي لابد أن تستجيب له الأرض، وتهتزّ له رابية بعطاءات الإيمان.
سابِقوا بكلِّ قوَّة في هذا المضمار الكريم العظيم، واحرصوا على أن تكونوا سبَّاقين.

ادخلوا عامَكم الدراسيِّ الجديدَ بجديدٍ قويٍّ صالحٍ من الوعي والرشد، واليقظة والانتباه، والعزم والتصميم، والحيويّة والنشاط، والإيمان والطّهارة، والجدّ والاجتهاد، والتفكير والتأمل والدراسة، والهادفية، والتخطيط لمستقبلٍ علميٍّ وعمليٍّ كبيرٍ تُرضون به ربَّكم، وتنفعون به أنفسكم وأهليكم، وترتقون به بمجتمعكم، وأمتكم، وتنقذونهما به من كلِّ تخلُّفٍ، ومستنقعٍ، وجهلٍ، وفقرٍ، وسَفَهٍ، وضياعٍ، وانفلاتٍ، وظلمٍ لا يليق بحياة الإنسان، ويأباه له دينُهُ، وفطرتُهُ، وعزتُهُ، وكرامتُهُ.

إن تفعلوا ذلك -وأنْتُم فاعلوه إن شاء الله- يتحقق على يدكم الأملَ الكبيرَ، وتحقِّقوا لنهضة الوطن والأمة شرطها المطلوب.

والْسَلَامُ عَلَيْكُمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، وأسْألـــــكُمُ الْدُّعـــاءَ