ومن المواقع الأثرية الموجودة في هذه المدينة مشهد القطارة التي تقع على بعد (15 كم) جنوب مدينة كربلاء، باتجاه الطريق المؤدي الى واحة عين التمر، عبر طريق ترابي يؤدي الى هذا الأثر التاريخي المسمى بقطارة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).
وقد اهتمَ مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة بتاريخ هذه القطارة كونها من الدلالات الواضحة والبراهين الساطعة على منزلة امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) في عمق الصحراء.
فأشارَ الباحثون في المركز تحديداً في موسوعة كربلاء الحضارية، الى انه بعد عودة الإمام علي (عليه السلام) من معركة صفين التي جرت أحداثها سنة (37هـ) مع جيش معاوية بن أبي سفيان، أصاب جيش الإمام (عليه السلام) العطش في صحراء تلك المنطقة، وقد التقى أثناء مسير الجيش براهب ودير صغير وسط الصحراء، حيث اخبره بعدم وجود الماء في المنطقة وأن هناك من يأتي له بالماء، ولمسافة لا تقل عن فرسخين، حينها دعا الإمام علي (عليه السلام) أصحابه للتجمع وحفر الأرض في مكان توجد فيه صخرة فعجزوا عن رفعها فبادر الإمام (عليه السلام) برفعها وانبثق الماء من تحتها بغزارة، فشرب منها الجيش واغتسلوا، ثم أظهر ذاك الراهب لوحاً يشير الى وجود نبع للماء هنا أشار له الحواريون وقالوا أن هناك نبي أو وصي نبي سيظهرها في آخر الزمان؛ فأسلم الراهب على اثرها فَبشره الإمام (عليه السلام) إنه أول شهيد في جيشه.
والمكان عبارة عن حفرة صغيرة، لا تزيد مساحتها عن متر مربع، وتقع تحت سن صخري حاد، يقطر منه الماء ، والغريب انه لا توجد في هذه المنطقة الصحراوية سوى هذه القطارة، فاصبح الان من المعالم الدينية والسياحية التي يقصدها الناس تبركاً بمعجزة امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) ، وقد أولت العتبة الحسينية المقدسة بتوجيه مباشر من قبل سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) المتولي الشرعي، اهتمام بهذا المعلم التاريخي المهم وتشييد الطريق المؤدي لها وبناءها بالطريقة المعمارية الإسلامية الحديثة للحفاظ على هذا المعلم المهم.
المصدر: مركز كربلاء للدراسات