أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية قبل ايام من ان وفداً يضم صحفيين عرب بينهم سعوديون وعراقيون سيزورون فلسطين المحتلة .
ووصل هذا الوفد بالفعل إلى فلسطين المحتلة ويضم ستة إعلاميين من دول عربية، ومن بينهم لأول مرة صحفيون من السعودية والعراق اللذين لا تربطهما علاقات دبلوماسية مع كيان الاحتلال.
وسيزور الوفد -الذي يضم أيضا إعلاميين من الأردن ومصر- متحف تخليد ذكرى الهولوكوست، والكنيست، وأماكن مقدسة في القدس المحتلة، كما سيعقد اجتماعات مع أعضاء في البرلمان ’الإسرائيلي’ (الكنيست) وعدد من الدبلوماسيين خلال الزيارة التي تستضيفها وزارة الخارجية ’الإسرائيلية’.
وكانت الخارجية ’الإسرائيلية’ ذكرت أن برنامج الوفد الإعلامي العربي يتضمن زيارة مدن الناصرة وحيفا وتل أبيب، مشيرة إلى أن الهدف من زيارة الصحفيين هو التعرف عن قرب على واقع كيان الاحتلال والحياة فيه کما من المتوقع أن يلتقي الوفد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وظلت أسماء أعضاء الوفد الإعلامي طي الكتمان ما عدا اسم الناشط الإعلامي السعودي محمد سعود، وهو طالب في كلية القانون بالرياض.
واجرى الناشط الاعلامي السعودي مقابلة مع إذاعة غالاتس الإسرائيلية واشاد بـ ’الاسرائيليين’ وكيانهم الاحتلالي وقال إن ’الشعب الإسرائيلي يشبه شعبه’.
ووصف الناشط في تغريدة على الإنترنت ’الاسرائيليين’ بأنه ’مثل عائلته’، معبرا عن حبه لـ’إسرائيل وحلمه بزيارة القدس’.
ونددت نقابتا الصحفيين الفلسطينيين والعراقيين بالزيارة، وتوعدت الأخيرة بمعاقبة الصحفيين العراقيين الذين يزورون فلسطين المحتلة.
وقالت النقابة العراقية في بيان لها :ان نقابة الصحفيين العراقيين تستنكر وبشدة تلك الزيارة التي تتقاطع تماماً مع توجهات النقابة ونهجها الوطني الرافض لكل اشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني ومواقفه العدائية تجاه الدول العربية وشعوبها واغتصابه لارض فلسطين والانتهاكات الصارخة وممارسة القتل والتشريد التي يتعرض لها شعب فلسطين على ايدي جنود الاحتلال الاسرائيلي.
واكدت النقابة انها ستتخذ اجراءات وعقوبات رادعة بحق اي صحفي عراقي تثبت زيارته لـ’إسرائيل’ الان ومستقبلاً بما فيها عقوبة ترقين قيده وفصله من عضوية النقابة .
وقد أدانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين مشاركة صحفيين عرب في أي لقاءات أو أنشطة خلال زيارتهم لفلسطين المحتلة، واعتبرت النقابة ذلك خطوة تطبيعية مع سلطات الاحتلال، وطعنة لمواقف النقابة المناهضة للتطبيع.
ودعت النقابة الاتحاد العام للصحفيين العرب ونقابات وجمعيات الصحفيين في الدول العربية إلى الالتزام بقرارات ومبادئ الاتحاد، كما طالبت بمحاسبة كل صحفي يشارك في مثل هذه الزيارات والأنشطة.
وطالبت النقابة الصحفيين العرب بالاصطفاف والانحياز لنضال الشعب الفلسطيني ومساندة قضيته.
وأدانت فصائل فلسطينية ايضا الزيارة، وأكدت أنها تشجع الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وأدانت حركة حماس، على لسان المتحدث باسمها حازم قاسم، هذه "الزيارة التطبيعية المرفوضة"، مؤكدة أن "هذه الزيارة تتناقض مع شرف مهنة الإعلام؛ التي تعتمد على فضح المجرمين وليس التطبيع معهم".
وأضاف "هذا سلوك مدان ومستهجن ومرفوض من كل قطاعات شعبنا الفلسطيني"، مشددا على وجوب العمل من قبل الجميع لـ"وقف هذا السلوك؛ لأن يشجع الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب مزيد من الجرائم بحق أبناء شعبنا الفلسطيني".
وأكد قاسم، أن "الاحتلال ما زال يحتل الأرض العربية الفلسطينية، والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ويحاصر قطاع غزة، ومن ثم الأصل أن نعري هذا الاحتلال المجرم أمام العالم وليس تجميله".
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أكدت على لسان عضو لجنتها المركزية القيادي كايد الغول، أنها "تنظر بخطورة بالغة لهذه الهرولة في التطبيع مع الكيان الصهيوني؛ الذي يؤكد ليل نهار اغتصابه واحتلاله لفلسطين ورفضه الانسحاب منها".
وأوضح أن "هذه الخطوة غير معزولة عن المواقف الرسمية للبلدان العربية التي ينتمى لها هذا الوفد، بهدف خلق مناخات وإجراءات تفرض التطبيع فرضا على شعوب الأمة العربية، وتحوله إلى واقع بعيدا عن كل التزاماتها تجاه ما صدر من قرارات عربية رسمية، ومن مواقف للشعوب العربية التي لا تزال ترى في الاحتلال عدوا رئيسيا لها، وترى في التطبيع خطرا ليس فقط على الشعب الفلسطيني، وإنما على مصالح هذه الشعوب".
وطالب الغول، بـ"مواجهة هذه الخطوة بقوة، ومحاصرة كل المطبعين الإعلاميين وحكوماتهم التي تشجع على مثل هذه الخطوات"، منوها إلى أن "الموقف بات بحاجة إلى موقف عربي وفلسطيني موحد، وسياسيات مشتركة تعمل على محاصرة التطبيع على مختلف المستويات".
ونوه إلى أن "الاحتلال الآن يكافأ بمزيد من التطبيع على كل ما يقوم به من استيطان؛ ضم مدينة القدس المحتلة، العمل على إنهاء قضية اللاجئين وضم مساحات واسعة من الضفة الغربية المحتلة".
وفي سبيل حشد دعم عربي لرفض مثل هذه الخطوات التطبيعية، لفت القيادي إلى أهمية "التواصل مع القوى السياسية والمجتمعية العربية، ومع اتحاد الصحفيين العرب، ومع كل من ينتمي إلى المهنة، من أجل محاصرة هؤلاء المطبعيين"، داعيا إلى "إطلاق قائمة سوداء تطال كل من يمارس التطبيع مع العدو الصهيوني، ومن ثم يتم فضح هذه الأسماء".
وفي تعليقه على زيارة الوفد الإعلامي العربي لفلسطين المحتلة، شدد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بفلسطين، أحمد المدلل، على أن حركته "ترفض أي شكل من أشكال العلاقات بين الدول العربية والعدو الصهيوني".
ونوه إلى أن مثل "هذه الزيارات التطبيعية المخزية التي تقوم بها بعض الأنظمة العربية، تمنح الاحتلال الشرعية على أرض فلسطين، وهي خنجر مسموم في خاصرة القضية الفلسطينية".
ولفت المدلل إلى أن "هذه الزيارة تأتي في اللحظة التي يمعن فيها العدو الصهيوني في إجرامه ضد الشعب الفلسطيني، وأيضا في الوقت الذي تتعاظم المؤامرات على قضيتنا؛ ومن أخطرها مؤامرة صفقة ترامب التي تستهدف القضية الفلسطينية وتحويل أرض فلسطين إلى إسرائيل".
وأضاف: "هذه الزيارة مدانة ومرفوضة فلسطينيا"، مطالبا الدول العربية "بمنع مواطنيها من القيام بزيارات للعدو الصهيوني، لأن كل أشكال التطبيع؛ الثقافي، الرياضي، السياسي، الاقتصادي وغيرها، مرفوضه من قبل الفلسطينيين ومن قبل أحرار الأمة العربية".
كما استنكرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين على لسان القيادي طلال أبو ظريفة، "مثل هذه الزيارات التي تشكل طعنة في خاصرة الحقوق الوطنية الفلسطينية".
وأكد أن "الزيارة خدمة مجانية تقدم للاحتلال، وتفتح الطريق أمام تبيض صورة هذا الاحتلال الذي يقترف كل أشكال الجرائم بحق شعبنا، ويتنكر لحقوقه الوطنية".
ونبه أبو ظريفة إلى أن "مثل هذه الزيارة، لا تخدم سوى الاحتلال، وهي تندرج تحت خانة التطبيع وتريم العلاقات مع هذا الكيان الغاصب".
وأضاف: "هذه خطوة مدانة ومستنكرة وما كان ينبغي الإقدام عليها، فهي تتناقض مع قرارات القمم العربية، ومع القيم والأعراف والمواثيق الدولية كافة، التي تتطلب وقف مثل هذه اللقاءات والزيارات التطبيعية".
وعلى الصعيد الميداني، عبّر مقدسيون عن غضبهم من زيارة مطبع ومدون سعودي للبلدة القديمة في القدس المحتلة الاثنين، وعمدوا إلى طرده من أزقة المدينة المقدسة.
ومنع الأهالي السعودي محمد السعود من الدخول إلى ساحات المسجد الأقصى المبارك، فيما ألقى شبان بالأحذية والكراسي البلاستيكية تجاهه، وأكالوا الشتائم له ولولي العهد السعودي محمد ابن سلمان، واتهموه برعاية التطبيع مع الاحتلال.
وبصق الاطفال بوجه الاعلامي السعودي ولم يحرك ساكنا بل واصل مسيره بكل خسة ودناءة وذلة يلحقه عار التطبيع مع الكيان الصهيوني.
ویشتهر المدون السعودي محمد السعود بتعاطفه وامتداحه للاحتلال الإسرائيلي، وظهر مؤخرا في تسجيل فيديو باللغة الانجليزية، وهنأ "إسرائيل" بـ"يوم الاستقلال" الذي يمثل ذكرى النكبة بالنسبة للفلسطينيين، واعتبر أن "إسرائيل هي أيقونة الحرية".
ونشر المقدسيون تسجيلات مصورة عن عملية الطرد على شبكات التواصل الاجتماعي تنديدا لهذه الزيارة.
وذكر احد المغردين ان هذا السعودي كان قد صرح سابقا بقوله ان "اسرائيل دولة الحرية" وقال "أنا احب اسرائيل".
وتزامنت هذه الزيارة في وقت قام به الاحتلال الاسرائيلي بهدم منازل الفلسطينيين في حي وادي الحمص جنوب شرقي القدس المحتلة، بعد أن طردت السكان من منازلهم بحجة قربها من جدار الفصل العنصري لتكون هذه الزيارة بمثابة الدعم لتصرفات الاحتلال العنصرية والقمعية ضد الفلسطينيين وبداية لتطبيع اكبر بين الرياض وتل ابيب، لكن الرد الشعبي الفلسطيني كان اقوى، ولتكون وظيفة هذا الزي عند التطبيع مسح البزقة الفلسطينية بوجه المطبعين.
وكانت النقابة الوطنية للصحافة المغربية قد نددت في فبراير/شباط 2018 بزيارة خمسة صحفيين مغاربة ضمن وفد عربي لفلسطين المحتلة بدعوة من سلطات الاحتلال، وقد سبق أن زار وفدان إعلاميان من المغرب فلسطين المحتلة في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وقد أثارت تلك الزيارة غضبا وتنديدا في الأوساط الصحفية المغربية وعموم المغاربة.
وفي يونيو/حزيران الماضي ذكرت صحيفة هآرتس ’الإسرائيلية’ أن فريق البيت الأبيض المسؤول عن خطة التسوية الأميركية عمل على ضمان دخول ستة صحفيين ’إسرائيليين’ إلى البحرين لتغطية مؤتمر المنامة الاقتصادي الذي عقد يومي 25 و26 يونيو/حزيران الماضي.
وأضافت الصحيفة ’الإسرائيلية’ أن حكومة البحرين وافقت على حضور الصحفيين ’الإسرائيليين’ للمؤتمر.
ويرى المراقبون بان زيارة هذا الوفد ياتي في اطار موتمر التطبيع الذي عقدته الولايات المتحدة الاميركية باستضافة البحرين مؤخرا تمريرا لمشروع التسوية الاميركي المسمى بـ "صفقة القرن" حيث واجه هذا الموتمر مقاطعة كبيرة في العالم العربي والاسلامي بالرغم من حضور مطبعين عرب من البحرين والسعودية والامارات.
ويضيف المراقبون بان الولايات المتحدة وكيان الاحتلال بدعم من بعض الانظمة العملية بما فيها السعودية والبحرين والامارات تحاول من خلال تنظيم هذه الزيارات توفير اجواء لفرض عملية التطبيع على الشعوب العربية والاسلامية الرافضة لاي علاقات وتطبيع مع هذا الكيان الغاصب لكن يشهد العالم الاسلامي ردود افعال واسعة ومنددة لهذا الاجراء الامر الذي يدل على وعي المجتمع العربي والاسلامي تجاة المؤامرات التي تحاك ضد ثوابت الامة وحقوق الشعب الفلسطيني.