بثت وزارة الامن الإيرانية، اليوم الاثنين، فيلما وثائقيا حول عملية تفكيك شبكة تجسس درّبتهم وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (CIA).
ووفقا لما جاء في الفيلم الوثائقي المعنون بـ"صيد الجواسيس"، انه وبالتزامن مع تغيير الادارة الامريكية ومجيء صقور مثل جون بولتون ومايك بومبيو الى السلطة، تم تكليف وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية "السي اي ايه" مجددا، القيام بعملية تجسس على المراكز الحيوية في ايران حيث تم رصد ميزانية باهظة خدمة لتمرير هذا المخطط من خلال تجنيد عملاء جدد داخل ايران وتدريبهم بشكل محترف. وبدأت عملية تجنيد العملاء الجدد بهدوء وحذر شديدين بسبب الفشل الذريع الذي منيت به الادارة الامريكية عام 2013 حيث فقدت الاستخبارات الامريكية انذاك عددا كبيرا من جواسيسها في ايران ومختلف انحاء العالم.
وكشف الفيلم الوثائقي ان الاجهزة الامنية الايرانية التي كانت على اشراف تام بأنشطة عملاء "السي اي ايه" خارج البلاد، تحولت من حالة الدفاع الى حالة الاقدام حيث ادرجت مشروع رصد الجواسيس على جدول اعمالها والكشف عن المتعاونين مع الاستخبارات الامريكة والعملاء لهم.
وتكللت العملية بالنجاح التام خلال العام الماضي اثر توجيه ضربة قاضية لخلية جديدة من جواسيس "السي اي ايه" المحترفين من الذيم توغلوا في الاجهزة الحيوية داخل البلاد.
ويصوّر الفيلم، عميلة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تتحدث باللغة الفارسية، بلكنة أمريكية هي تحاول تجيند احد الرعايا الايرانيين في أحد فنادق دبي.
ويوثق الفيلم اعترافات وشهادات عن التحركات التي قام بها عناصر الشبكة التجسسية واتصالاتهم وانشطتهم المخربة في ايران.
ويشير الفيلم ايضا إلى أن ضباطا من وكالة الاستخبارات الأمريكية أجروا لقاءات مع العملاء الإيرانيين في عدد من البلدان، بينها الإمارات وتايلاند وأفغانستان والنمسا.
واعلن وزير الامن الايراني محمود علوي، في جانب من هذا الفيلم الوثائقي ان وزارته وجهت ضربات حاسمة الى وكالة التجسس الامريكية في مختلف المراحل وعلى كافة الاصعدة.
إصدار أحكام بالاعدام بحق جواسيس الـ (CIA)
وأعلنت وزارة الامن الإيرانية في وقت سابق من، اليوم الاثنين، عن تفكيك شبكة من 17 جاسوسا تلقوا تدريبات من CIA الأمريكية، مشيرة إلى أنه تم إصدار أحكام بالإعدام ضد عدد منهم.
واعلن مدير دائرة مكافحة التجسس بوزارة الامن الايرانية، أن احكاما قضائية بعضها الاعدام قد صدرت بحق 17 جاسوسا تابعين للاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي ايه".
وقال مدير دائرة مكافحة التجسس بوزارة الامن الايرانية في تصريح للصحفيين، ان الجواسيس المعتقلين كانوا يعملون في مراكز حساسة وحيوية في المجالات الاقتصادية والنووية والبنى التحتية والعسكرية والسايبرية وكذلك القطاع الخاص المرتبط بها حيث بلغ عددهم 17 شخصا.
ونوه الى أن البعض قد خدع من قبل وكالة الـ (سي آي ايه) بمنحه تأشيرة دخول الى الاراضي الاميركية، موضحا: أن (سي آي ايه) بادرت الى تأسيس شركات مزيفة بهدف التجسس تحت وعود توفير فرص عمل او معدات من خارج البلاد.
وفي تصريح صحفي، الاحد، اكد وزير الامن الايراني، أن عددا من هؤلاء الجواسيس كانوا يعملون في مواقع حساسة لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وإنه تم تسليمهم إلى السلطات القضائية عقب إخضاعهم للإجراءات القانونية، وأضاف علوي أن أنشطتهم شملت القطاع الاقتصادي ومحاربة الإرهاب.
وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، قد كشف في يونيو/حزيران الماضي، عن تفكيك أحد أكبر شبكات التجسس السيبرانية التابعة لأمريكا، واعدا آنذاك بالكشف عن تفاصيل عملية إلقاء القبض على عناصر الشبكة والمهام المناطة اليهم.
وفي أول رد فعل امريكي على نجاح العملية الامنية الايرانية، استبعد وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو، اليوم الاثنين، تصريحات السلطات الايرانية بالقبض على العملاء والجواسيس وقال في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، إنه لا يمكنه التعليق بشكل محدد على القضية.
وأما سمسار البيت الابيض دونالد ترامب، فقد زعم في تغريدة نشرها في وقت لاحق على حسابه الرسمي في موقع "تويتر"، أن التقارير التي أفادت بتفكيك شبكة تجسس تعمل لصالح الـ CIA في ايران غير صحيحة بالمرة.
ترامب الذي لم يجد أسلوبا متقنا للرد على الوثائق التي نشرتها إيران حول جواسيس السي آي ايه، كرر تخرصاته حول الاوضاع الاقتصادية في إيران زاعما ان الأمر سيتدهور بشكل كبير في إيران!.
وكانت وزارة الامن الايرانية قد قامت في وقت سابق بتفكيك العديد من خلايا التجسس العاملة لصالح الاستخبارات الغربية خاصة الولايات المتحدة الامريكية.