ولعبت قوات الحشد الشعبي، التي تأسست بفتوى صدرت من المرجع الديني الأعلى، آية الله السيد علي السيستاني، عام 2014 إلى جانب الجيش العراقي والشرطة الاتحادية، دوراً بارزاً في هزيمة تنظيم "داعش"، ومن هنا توجهت سهام الرعاة الدوليين والاقليميين للتنظيم "داعش" نحو الحشد الشعبي لما احبط من مخططاتهم التي كان "داعش" ينفذها لهم.
وفي اخر الانجازات للحشد الشعبي، تمكن الحشد الشعبي امس الخميس من صد تعرضا لعناصر "داعش" في امرلي بمحافظة صلاح الدين شمال العراق، وفق مصدر امني عراقي، كما قتل "إرهابيين" اثنين واصابة أربعة آخرين بعملية امنية بين خانقين وجلولاء في ديالى.
وتقول مصادر اعلامية ان ضغوط واشنطن على بغداد تزداد من أجل تحقيق رغبتها بحل قوات الحشد الشعبي، أو دمجها في الجيش العراقي، ونقلت مصادر إعلامية عراقية أن الولايات المتحدة أجلت زيارة كانت مقررة لرئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إلى واشنطن يوم الاثنين المقبل 22 يوليو/ تموز 2019، مشيرة إلى أن سبب تأجيل الزيارة هو ما اعتبرته الإدارة الأمريكية "تسويف عبد المهدي بتحقيق رغبة أمريكا في حل ميليشيات الحشد الشعبي ومحاولة تذويبها في القوات المسلحة".
ويبدو ان رئيس الوزراء العراقي السابق السيد حيدر العبادي قد وجه انتقادا "في تصريحات صحفية"، للحشد الشعبي وما يجري داخل تشكيلات الحشد ، وقال ان الاعداد التي تعلن رسميا عن منتسبيه غير حقيقية ، وان الكثير منهم " فضائيون "..،ومصطلح " فضائيين " يطلق في العراق على الاسماء الوهمية التي لاوجود لها في الحقيقة .
وكرد فعل، انتقدت هيئة الحشد الشعبي، تصريحات العبادي وصدر بيانا عن المتحدث الإعلامي باسم الحشد، أعرب فيه عن استغراب الهيئة من تصريحات العبادي، معتبرا أن "الاتهامات الخاطئة تسيء لسمعة العبادي".
وعبر المتحدث في البيان عن استغرابه من "انسياق السيد رئيس الوزراء السابق في هذه الحملات من أعداء العراق في الداخل والخارج، خصوصا مع الحشد الشعبي الذي قدم قوافل متواصلة من الشهداء والجرحى والمفقودين وحجم لا يوصف من التضحيات والتي كان لها الدور الكبير لتلبية نداء المرجعية ونداء الواجب وساهمت مع بقية قواتنا المسلحة وقوى شعبنا ومن ساندنا من شعوب ودول لتحقيق النصر العظيم".
وقال إن "كل ما يمكن أن يوجهه من اتهامات خاطئة أو صحيحة إلى الحشد سيكون موجها للعبادي قبل غيره".
هذا فيما قال عضو مجلس النواب عن تحالف "الفتح" محمد كريم، إنّ "على الدول التي تدعي أنّها تقاتل الإرهاب أن تكرم قادة وعناصر الحشد بدلاً عن معاقبتهم"، مضيفاً، لـ"العربي الجديد"، أنّ "هؤلاء وقفوا بوجه أعتى هجمة إرهابية كانت تهدد العالم".
وتابع أن "من يقول إنّه ضد الإرهاب، عليه أن يدعم الأشخاص الذين قاتلوا داعش".
هذا فيما طالبت كتلة " السند الوطني " بمحاسبة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي لتهجمه على الحشدالشعبي وكشفه ما يجري داخله ، وهددت بمقاضاته .
وقال رئيس الكتلة احمد الاسدي في تصريح صحفي واضاف الاسدي :"ان رئيس الوزراء السابق حاول الاستخفاف بمنتسبي الحشد بالقول عنهم انهم "فضائيون" ، دون ان يثبت ذلك ، وعليه يجب محاسبته".
واكد :" ان هيئة الحشد الشعبي لديها الحق الكامل بمقاضاة العبادي".
وقد قال الأمين العام لحركة "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، إن مشروع تذويب الحشد الشعبي انتهى بانتهاء ولاية رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي ومواقفه المعادية، حسب قوله.
وغرد الخزعلي، في حسابه الشحصي بموقع "تويتر" أن "تصريحات العبادي الأخيرة ضد الحشد الشعبي مؤسفة للغاية"، مضيفاً أن "الذي يثير الاستغراب هو الاستمرار والتأكيد عليها".
وتابع الخزعلي: "على العبادي أن يعلم أن مشروع حل الحشد الشعبي او تذويبه قد انتهى بولايته، وأن هذه المواقف لن تنفع في إعادته لرئاسة الوزراء، كما أن مواقفه المعادية السابقة للحشد لم تنفع في تثبيته.
ويقول بعض المحللين ان العبادي يرغب في العودة الى الساحة السياسية في العراق باطلاقه مثل هذه التصريحات دون ان يدري انه يفتح امامه ابواب جهنم التي قد لايستطيع ان يغلقها لان الحشد له حاضنة شعبية كبيرة.