آل خليفة لا يتأخرون عن كلّ ما من شأنه إرضاء واشنطن وتل أبيب. مليكهم حمد بن عيسى، أبى إلا أن يشارك «الضيوف» الطعام والشراب، فيما كان نافخه في بوق التطبيع، خالد بن أحمد، يتولّى التنظير لما «وجب أن يحدث منذ مدة طويلة»: التطبيع مع مَن هم «جزء من التراث التاريخي للمنطقة»!
مواقف ومظاهر تختزل الهدف الرئيس لـ«ورشة البحرين»، الذي عزف السعوديون والإماراتيون بدورهم على نغمه، لكن بطريقة «أكثر لباقة»، معلنين تأييدهم «خطط تحقيق الازدهار للفلسطينيين». يحتفي الخليجيون، وأمامهم الأميركيون، بـ«عروس» مفترضة، لم تجد لها «عريساً»، في ظلّ مقاطعة السلطة الفلسطينية للمؤتمر، والرفض القاطع له على مستوى الفصائل والفاعليات الشعبية، فيما تواصل التعبير عنه أمس في الضفة المحتلة وقطاع غزة.
خلاصة مشهد اليومين الماضيين، محاولات من قِبَل جاريد كوشنر لتلميع «خطة» لا يراها الأميركيون أنفسهم إلا «أوهاماً»، وسعيٌ حثيثٌ من لدن الممالك والإمارات لقلب معادلة الصراع في المنطقة، وتثبيت البوصلة في اتجاه إيران، التي بلغ التهتّك بوزير الخارجية البحريني حدّ القول إنها «تزيد من حدّة الصراع العربي ــــ الإسرائيلي من خلال تحويل الأموال والأسلحة إلى وكلائها في المنطقة». في الخلاصة، على المقلب المضاد، موقف ثابت برفض «مؤتمر الخيانة والعار»، ولفظ كلّ الذين شاركوا فيه بحجة «(أننا) كرجال أعمال لا علاقة لنا بالسياسة».
إذا كان هؤلاء حرصاء على شعبهم، «خلّيهم يقدموا مساعدات للناس اللي بتموت من الجوع، ويعملوا مشاريع، يطلبوا من "إسرائيل" ما تعتدي علينا...»، يقول أحد أبناء قطاع غزة، ويردّد معه ملايين الفلسطينيين، معلنين هزءهم بمؤتمرات الأميركيين وحلفائهم.
* جريدة الأخبار