وشدد عبد الهادي في حوارٍ خاص مع "المركز الفلسطيني للإعلام" الاثنين، على ضرورة التمسك بالموقف الفلسطيني الموحد الرافض لصفقة القرن كمشروع تصفوي للقضية، داعياً إلى دعم هذا الموقف بتحرك عربي وإسلامي يتعدى أيضاً الموقف الكلامي، بحشد الجهود على مستويات مختلفة في الدول العربية والإسلامية الرافضة لصفقة القرن.
وطالب القيادي في حماس، الشعب الفلسطيني في شتى أماكن تواجده، إلى المزيد من الفعاليات والاحتجاجات المناهضة لصفقة القرن ومؤتمر البحرين، "سيما في الأيام القليلة القادمة بالتزامن مع انعقاد المؤتمر، للتعبير عن رفض الشعب الفلسطيني بجميع شرائحه ومستوياته لصفقة القرن والمؤتمر التطبيعي".
ويشير عبد الهادي، إلى أنّ مؤتمر البحرين الذي سينعقد في 25 و26 يونيو/حزيران الجاري، هو أحد الأدوات التنفيذية لصفقة القرن، والتي تهدف بدورها إلى تصفية القضية الفلسطينية بالكامل.
وأضاف: "هذه الصفقة هي مشروع أمريكي لكن أصله صهيوني، وهو يمثل خلاصة المشروع الصهيوني لإنهاء القضية الفلسطينية بشكل كامل على حساب الحقوق الثابتة والتاريخية للشعب الفلسطيني".
تجليات الصفقة
وينبه القيادي الفلسطيني، إلى أنّ تجليات الصفقة بدأت منذ فترة رغم تأخر الإدارة الأمريكية في الإعلان عنها رسمياً، "حيث تمثل ذلك بسلسلة من الإجراءات كان أولها إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل السفارة الأمريكية للقدس، وكذلك مجموعة من الخطوات لإنهاء قضية اللاجئين، في مقدمتها وقف الدعم الأمريكي عن الأونروا، تمهيداً لإنهاء هذه المؤسسة كشاهد على قضية اللاجئين وحق العودة" وفق قوله.
وأشار إلى أنّ هناك سعيا حثيثا من خلال ما يشاع أو يسرب لإلغاء قرار 194 المرتبط بحق العودة، أو بتعريف للاجئ الفلسطيني، "الذي يفيد أمريكياً وصهيونياً أنّ اللاجئ هو الذي ولد فقط في فلسطين وخرج منها عام 1948، وبذلك يتم إسقاط مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين انحدروا من الآباء والأجداد الذين خرجوا من فلسطين".
تماهي عربي
وعبّر القيادي في "حماس"، عن أسفه من تماهي مجموعة من الدول العربية مع هذه الصفقة المشئومة، بحيث توفر لها البيئة المناسبة والمناخ الملائم في المنطقة، لتنفيذها وتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وهي تسعى إلى جعل الكيان عضواً طبيعياً في المنطقة، بعدما كان حتى اللحظة غير طبيعي وغدة سرطانية في جسم الأمة العربية والإسلامية وخصوصاً في منطقتنا، في إطار محور شرق أوسطي يكون الكيان سيده.
ويضيف: "للأسف جزء من العرب يدعم هذا المحور وينسق الخطوات والإمكانات والمقدرات له، لمواجهة محور آخر فيه كل القوى الرافضة في المنطقة، سواء على مستوى أحزاب أو منظمات أو دول، كحماس وحزب الله والجمهورية الإسلامية وغيرهم"، لافتاً إلى أنّ هذه الصفقة من أخطر المشاريع التي تواجه القضية الفلسطينية عموماً، في ظل ظرف استثنائي تعيشه أمتنا ومنطقتنا العربية والإسلامية.
عوامل الفشل
ويعتقد القيادي عبد الهادي، أنّ هذا المشروع لن يكتب له النجاح، وهناك عوامل كثيرة يمكن أن تؤدي لإفشال الصفقة، أولها الموقف الفلسطيني الموحد الرافض للصفقة، والمطالب بالتمسك بثوابت الشعب الفلسطيني.
وقال: "رفض الشعب بالإجماع لهذه الصفقة هو حجر الأساس للمشروع المناهض لصفقة القرن".
وشدد أنّ الشعب الفلسطيني ليس ضعيفاً بل لديه مقاومة ترفع الرأس بغزة، أحدثت معادلات الرعب والردع مع الكيان الصهيوني، هذا الكيان الذي اهتزت هيبته، وهذه المقاومة هي رصيد حقيقي للشعب الفلسطيني.
ومضى يقول: "هذا الثبات ليس فقط سيسقط صفقة القرن بل سيسقط أي مشروع يستهدف القضية الفلسطينية، فالمقاومة هي أداة الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه والعودة إليه"، ثم إنّ مسيرات العودة التي تخرج كل أسبوع مطالبة بالتمسك بحق العودة، ستتطور في المستقبل خصوصاً إذا كان هناك استهداف حقيقي للقضية الفلسطينية وتحدث ثورة عارمة تجتاح الكيان.
"كما أنّ مقدرات شعبنا في القدس، وكفاح أهلها ونضالات الأسرى في السجون، وتمسك أهالي 1948 بهويتهم الوطنية، كلها عوامل صمود في مواجهة صفقة القرن" كما قال.
مؤتمر البحرين
ويشير عبد الهادي، إلى أنّ مؤتمر البحرين هو المدخل لتصفية القضية الفلسطينية اقتصادياً، حيث إنّ المطروح هو "الاقتصاد والازدهار والرفاهية مقابل السلام، لا أرض ولا حقوق أبداً".
ويشير إلى أنّهم يسعون من خلال هذا المؤتمر إلى رشوة الشعب الفلسطيني للتخلي عن حقوقه وثوابته وأرضه، "وهذا أمر مستحيل غير معهود لشعبنا الذي ضحى كثيراً، وغير وارد لشعبنا ولا يمكن أن يتنازل وهو منتصر في أكثر من موقع وميدان وما زال يحقق انتصارات".
وتابع قائلاً: "بالأمس عندما كان الشعب مضغوطاً عليه، وكان يعيش مأساة حقيقية بفعل المجازر الصهيونية والغطرسة والإجراءات ضده في فلسطين وخارجها، لم يقبل بالمشاريع التي تريد منه الاستسلام للكيان الصهيوني، فهل يقبل أن يرتشي مقابل التخلي عن حقوقه وهو منتصر في هذه المرحلة".
وشدد القيادي الفلسطيني، أنّ هذا المؤتمر سيكتب له الفشل كأحد إسقاطات صفقة القرن من منظور اقتصادي، وأضاف: "للأسف مشاركة بعض الدول العربية يعد خيانة للشعب ولدماء الشهداء ولتضحيات الشهداء والأسرى وكل مقاوم دافع عن الحق الفلسطيني".
وأكّد أنّ المطلوب من كل من يشارك أن يعيد حساباته، وأن يقرر أين يقف، هل هو مع العدو ومع المشروع الأمريكي الذي يريد أن يصفي القضية ويعطي كل مقدرات أمتنا العربية والإسلامية، لافتاً إلى أنّ المشاركة تمثل طعنة غير عادية، وفيها إجحاف وإنكار لحقوق شعبنا الفلسطيني.