إن هذه الصفعة – الصدمة، أحرجت أميركا التي كانت تتشدق بتفوقها الجوي وأن لديها طائرات شبح لا يكشفها الرادار، وأن لديها طائرات مقاتلة وطائرات تجسس لا يمكن استهدافها، ومن هذا القبيل من المزاعم، ولكن ايران الاسلامية وبفضل متخصصيها المخلصين طورت قدراتها لتثبت لأميركا أنها اصبحت تمثل رقما صعبا في المنطقة والعالم ولا يمكن حتى التفكير بالتحرش بها، ناهيك عن شن حرب عليها.
ان حدث إسقاط الطائرة الاميركية من قبل الوحدة الجوفضائية التابعة لحرس الثورة الاسلامية، لم يكن بالامر العادي ولا بالحدث العابر، بل انه حدث هام له عمق ومؤشرات ورسائل وقيمة تفوق حتى قيمة نفس الطائرة التي تعتبر الاغلى قيمة بين الطائرات الاميركية، إذ يقول الخبراء ان قيمتها قد تصل الى 120 مليون دولار.
ويرى الخبراء العسكريون والاستراتيجيون، ان هذا الحدث وأمثاله قبل سنوات وعلى سبيل المثال إنزال طائرة التجسس الاميركية التي انطلقت من افغانستان (آر كيو170) وإسقاط طائرة "هرمس450" الصهيونية، يشكل بداية لعصر جديد ونقلة نوعية في محور المقاومة بزعامة الجمهورية الاسلامية الايرانية، وستكون معها أفول أميركا أكثر وأكثر.
ومع بداية هذا العصر، عصر تألق المقاومة وازدياد قوتها، تهشمت اسطورة الطائرة الاميركية الشبح التي لا يكشفها الرادار، فهذا يعني ان ايران اصبحت تملك تقنية الرادارات التي تكشف طائرة الشبح، التي لم تعد قادرة على التخفي بعد الآن، وبذلك سحبت ايران البساط من تحت اقدام اميركا، وهذا امر محرج للغاية لها، ولكن الرئيس الاميركي دونالد ترامب، ومن اجل ان يداري هذا الإحراج الشديد، قال انه غض الطرف عن استهداف مناطق في ايران بضربات عسكرية، في اللحظة الاخيرة، واكتفى بإطلاق بعض التهديدات، لكنه بماذا يريد ان يستهدف ايران، فأقوى طائراته تسقطها ايران كالعصافير؟!.
هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى، وبما لدى ايران الاسلامية من متخصصين فالامر لا يستبعد ان تقوم ولو بشيء شبه المستحيل بانتشال جميع حطام الطائرة الاميركية المسيرة، بما فيها اجهزة الاستشعار والتصوير واجهزة التشويش واجهزة الحرب الالكترونية، ولا يستبعد ان تتمكن من فك شفرتها وتقوم بتصنيع مثيلاتها بل وتطويرها، مثلما فعلت مع طائرة آر كيو-170، فضلا عن تمكنها من معرفة اسرار وخبايا الاستخبارات والتجسس لدى اميركا، وهذا لعمري اكثر اهمية من نفس قيمة الطائرة التي تبلغ 120 مليون دولار.
نتوقع ان تمضي ايران الاسلامية قدما في تطوير قدراتها اكثر فأكثر، وأن تتغلب على جميع الصعاب بفضل اعتمادها بالدرجة الاولى على الايمان بالله والثقة بطاقات متخصصيها، وسيكشف لنا المستقبل الكثير الكثير مما قد لا تتمكن طهران من الكشف عنه في الوقت الحاضر نظرا لمراعاة الاسرار العسكرية والامنية.
وإن غدا لناظره قريب.