عبد الله لؤي غيث (16 عامًا) هو نجل الأسير المحرر لؤي غيث الذي قضى سنوات طويلة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، قتله جنود الاحتلال بدم بارد قرب مدينة بيت لحم عندما حاول الدخول إلى مدينة القدس لأداء صلاة الجمعة في الأقصى.
ينحدر الطفل الشهيد من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وقطع عبد الله مسافات طويلة، وحواجز إسرائيلية كثيرة للوصول إلى الأقصى، إلا أن جنود الاحتلال كانوا بالمرصاد قرب قرية دار صلاح ببيت لحم، وأردوه شهيدًا.
وعلى مدخل غرفة الطوارئ في مستشفى بيت جالا الحكومي، كان يقف والد الشهيد، والآخرون من حوله يبكون.
يقول والده: "خرجنا من الخليل، كانت وجهتنا مدخل بيت لحم الشمالي، حيث الحاجز الاحتلالي المسمى حاجز 300، لكننا ذهبنا إلى حاجز "مزموريا" قرب قريتي الخاص والنعمان شرق بيت لحم، حيث قادتنا الطريق إلى هناك".
وأضاف "من أمس كان يحضّر للذهاب إلى الأقصى لإحياء ليلة القدر، لم يكتب له أن يذهب هناك، لكن القدر كان ينتظره هناك، واستشهد".
صمت الأب قليلا، وقال: "أريد أن أسأل لماذا أطلقوا الرصاص على ابني، المكان لم يشهد مواجهات ولا أي شيء، فتى لم يكمل عامه الـ16، ما ذنبه؟ لأنه فلسطيني فقط، أحتسبه عند الله شهيدا، ولا حول ولا قوة إلا بالله".
واستدرك: "أنا في صدمة؛ لا أصدق أن عبد الله لن يكون بيننا بعد اليوم، الساعات المقبلة ستكون الأصعب عليّ في حياتي عندما أدخل المنزل ولا أراه، عندما أدخل غرفته وأرى ملابسه وكتبه ومكان نومه".
أمه المكلومة جلست إلى جوار جثمانه، وطبعت على جبينه قبلة وداع، كانت نظراتها تشي بألم شديد، لا يمكن تخيله، إلا أن الصبر والاحتساب كان جليًّا.
ورغم أن الاحتلال حرمها من فلذة كبدها الوحيد، إلا أنها ستواصل درب الأحرار الصامدين في وجه غطرسة المحتل.
وفي ساحة مستشفى بيت جالا، وقبل أن يتم نقله إلى مسقط رأسه في الخليل، اقترب الوالد من زوجته، وقال لها: "اصبري، بعد اليوم لن يكون عبد الله بيننا. افرحي فابنك شهيد، الحمد لله، أمنّاه عند رب العالمين".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام