في بعض الأحيان يكون الاستشهاد أيسر من البقاء على قيد الحياة! الأمر هكذا بالفعل! يدرك أهل المعنى والحكمة والدقّة هذا الأمر بشكل جيّد. في بعض الأحيان يكون البقاء على قيد الحياة وبذل الجهد في بيئة معيّنة أكثر وعورة وأشدّ مشقّة من القتل والاستشهاد ولقاء الله. لقد اختار الإمام الحسن عليه السلام هذا المسلك الذي هو أكثر وعورة.
لقد كانت ظروف تلك المرحلة هكذا. حيث استسلم الخواص ولم يكونوا جاهزين للقيام بأيّ تحرّك. ما إن استلم يزيد الحكم، باتت محاربته أمراً ممكناً. بتعبير آخر: من يُقتل في حرب مع يزيد، لا يذهب دمه هدراً لما كان عليه يزيد من حالة مزرية. لذلك ثار الإمام الحسين عليه السّلام. لقد كانت الظّروف في زمان يزيد تحكم بأنّ الخيار الوحيد هو القيام والثورة. خلافاً للظروف التي كانت تحكم فترة إمامة الإمام الحسن عليه السلام حيث كان خياري الشهادة والبقاء على قيد الحياة متوفّرين لكنّ ثواب وتأثير البقاء على قيد الحياة كان أكبر من الاستشهاد. لذلك فقد قام الإمام الحسن عليه السلام باختيار الخيار الأصعب. لكن الوضع على هذا النّحو في زمن الإمام الحسين عليه السّلام. لم يكن هناك سوى خيارٍ واحد. لم يكن هناك أي جدوى من البقاء على قيد الحياة؛ لم يكن هناك تفسير لعدم النهوض وكان من الواجب النّهوض والقيام. حسناً لو أنّه عليه السلام بلغ الحكم نتيجة هذه الثورة، لكان بلغها. وإن قُتل فقد قُتل. كان عليه أن يحدّد المسلك والطريق ويزرع الراية ليكون واضحاً للجميع تكليفهم وما يجب عليهم القيام به في مثل تلك الظروف.
المصدر: موقع KHAMENEI.IR الإعلامي