الرابع عشر من فبراير يجدد نجابة شعب أصيل واجه شرذمة دخيلة من المتسلطين القادمين من رمال الصحراء للنهب والسلب، بأيادي بيضاء وقلوب تعتمر الإيمان وإصرار بالتحرر من عبودية العبيد ...
الرابع عشر من فبراير، اصطفاف بين جبهتين، واحدة تمثل الحق البحريني في رفض الإستبداد والطغيان والتبعية، وأخرى تمثلها شرذمة مدعومة بقطعان المجنسين ورجال أمن مستوردين وأنظمة بؤس تستجدي بقاءها بالجزيات التي تقدمها لأميركا تارة ولبريطانيا تارة أخرى.
أنظمة تجد أن أفضل طريق لقمع الشعب وتطلعاته يكمن في الهرولة تجاه أوباش مثلهم محتلين للقدس الشريف والأرض المباركة من حولها.
المقارنة ليست مجهدة ولا صعبة، والتفاضل بين الجبهتين لا يخفى على أحد... فهنا معسكر الأحرار وهناك معسكر العبيد، هنا شعب وهناك مرتزقة ومجنسين، هنا أهل دلمون وأصالة تراب البحرين واللؤلوء، وهناك العتوب القادمون من صحراء نجد ورمالها وضبابها.. هنا المقاومون وهناك المطبعّون... وقائمة التباين مستمرة، كما الثورة مستمرة.
عشرات الشهداء ومئات المصابين وآلاف المعذبين والمسجونين في رقعة أرض صغيرة لا تكاد ترى على خارطة الجغرافيا، لكنها تتلألأ ضياءاً وشهامة ونجابة في سماء التحرر والاصرار والمظلومية...
ثوار البحرين أسمى من أن يحتاجون لكلماتي أو لموقف من هذا وذاك، لكن الوقوف أو عدم الوقوف إلى جانبهم يكشف عن حقيقة الإنسان أو بتعبير أدق عن مستوى الإنسانية لدينا.. فكل الصامتين - بلا إستثناء - وكل المتواطئين - بلا إستثناء - لديهم لوثة في إنسانيتهم ورجولتهم ومروأتهم، وفي نجابتهم.
تحية للصامدين من شعب دلمون.. للشهداء، للسجناء، للمطاردين وأسرهم وعوائلهم المقاومة.. تحية للثوار في ذكرى انتفاضتهم وثورتهم .. (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون والعاقبة للمتقين)
بقلم: علاء الرضائي