وارتفعت الثلاثاء اسعار النفط إلى أعلى مستوى لها في 4 سنوات حيث صعدت الأسعار الى 85 دولارا لمزيج برنت القياسي وصعد مزيج غرب تكساس الوسيط الى 75.58 دولارا للبرميل، مدفوعة بقرب دخول الحظر الاميركي على إيران، في 6 نوفمبر المقبل.
وذكر تقرير للبنك الاستثماري "غولدمان ساكس" الاسبوع الماضي أن قطاعا كبيرا من المحللين غير مقتنع ببلوغ مستوى 100 دولار للبرميل فى الأمد القريب. لافتا إلى أن هذا المستوى يثير حالة من الانزعاج الشديد في بعض الأوساط الاقتصادية خاصة في دول الاستهلاك.
ويواجه العالم الآن شحا في الامدادات في الوقت الذي ينمو فيه الاقتصاد العالمي الأمر الذي أدى الى ارتفاع مزيج برنت بنسبة 22% خلال عام 2018. ولكن ماذا يعني ذلك لنمو الاقتصاد العالمي.
من الطبيعي ان أسعار نفط مرتفعة ستزيد من تكلفة المستهلك وتؤثر على مداخيل العائلات وعلى الانفاق العائلي ولكن مقدار التأثير يختلف من دولة لأخرى. مثلا في اوروبا معظم الدول تستورد النفط وستكون أكثر عرضة للتأثيرات السلبية من ارتفاع الأسعار. بينما الصين وهي المستورد الأكبر في العالم ستشهد ارتفاعا في التضخم السعري وتباطؤا في النمو الاقتصادي يتبعه تراجع الطلب على النفط الخام.
إضافة الى ذلك يجب الأخذ في الاعتبار التأثيرات الموسمية حيث مع قدوم فصل الشتاء البارد سيلجأ المستهلكون الى مصادر اخرى من الطاقة مثل الغاز الطبيعي او الوقود البيولوجي الحيوي. اندونيسيا على سبيل المثال اخذت اجراءات لزيادة استعمال الوقود الحيوي المتوفر محليا كبديل للوقود المستورد.
ويواصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضغوطه على منظمة "اوبك" لتضخ المزيد من النفط لتخفيض الأسعار قبيل الانتخابات الأميركية النصفية في شهر نوفمبر المقبل. علما ان المقدرة الاحتياطية والسعة الاضافية لمزيد من الانتاج من مصادر "أوبك" تتقلص. الامدادات من أعضاء أوبك نيجيريا وفنزويلا وليبيا تواجه مشاكل وتعطيلات بسبب غياب الاستقرار، ولذا فإن صعود النفط الى مستوى 100 دولار سيتسبب بسقوط الرئيس ترامب وحزبه في الانتخابات القادمة.