ولد آية الله العظمى الحاج الميرزا علي الغروي التبريزي نجل الحاج اسد الله زرينه زاده في مدينة تبريز عام (1349 هـ ) ونال وسام الشهادة في عام (1418 هـ ).
تلقّى العلوم الدّينيّة منذ سنّ السّادسة في مسقط رأسه .. ثم شدّ رحاله قاصداً عشّ آل محمد (ص) قم المقدّسة حتّى أنهى مرحلة السّطوح فيها على أيدي كبّار علمائها الأكفّاء و فقهائها الأعلام فقد درس«فرائدالاصول» عند الشیخ محمد مجاهدالتبریزي (توفي: 1380هـ. ق) و «المکاسب» عند السید حسین قاضى الطباطبائى (توفي: 1393هـ. ق)[3] و «کفایة الاصول» عند آیة الله الحاج سید احمد الخوانسارى[4] (توفي: 1405هـ. ق) وشرع في حضور الدّروس العليا المعروفة بالبحث الخارج فيها وله من العمر ستّة عشر سنة ..
ثمّ انتقل بعدها إلى عاصمة العلم ومهوى أفئدة الشّيعة .. النّجف الأشرف وسكن في غرفة بمدرسة الخليلي . وهذه الغرفة كان ضيفه فيها بعد 3 سنوات الشيخ جواد التبريزي عندما هاجر الى النجف الاشرف من ايران ,ومكث عنده ايام الى ان تهيأت لضيفه غرفة في مدرسة القوام الواقعة خلف مسجد الطوسي في حينها .
وحضر هناك دروس جهابذتها وأساطينها وأعلامها إلى جانب تصدّيه لإلقاء الدّروس العليا وتصدّيه لتدريس الخارج منذ عام 1379 هـ .. وبلغ من جدّه واجتهاده في الدراسة وطلب العلم أن أصبح استاذاً يدرّس خارج الفقه والاُصول وهو في سن الثلاثين من عمره. وظلّ يمارس مسؤولية تدريس الخارج مدة أربعين عاماً وقد تخرّج على يديه العشرات من الفضلاء والعلماء.
أساتذته
درس هذا المرجع الكبير على أيدي اساتذة وعلماء عديدين في كلٌ من تبريز وقم والنجف الأشرف، نذكر منهم:
1 ـ آية الله الشيخ علي أصغر باغميشه اي.
2 ـ آية الله الشيخ محمد مجاهد القاضي.
3 ـ آية الله السيد حسن بن أحمد قاضي الطباطبائي التبريزي ( توفي1393هـ ق)
4 ـ آية الله السيد محمد تقي الخوانساري.
5- الشيخ محمد بن علي اكبر المجاهدي التبريزي ( توفي ۱۳۸۰هـ ق) درس الميرزا، كفاية الأصول عنده
اساتذة البحث الخارج
6 ـ آية الله العظمى السيد محمد حجت كوه كمري.(ایران)حتى قال عنه هذا الأستاذ: لا أدري أيّهما أطوع للشيخ، الألفاظ أم الخاتم الذي يديره في إصبعه كيف يشاء. وقال استاذه السيد الكوهكمري في إحدى المرّات: أتمنى لو جمعت الحقوق الشرعية في بيت وجعلت مفاتيحه في يد الشيخ الغروي.
7ـ سماحة آية الله العظمى السيّد حسين البروجردي (ره) (ایران) المتوفى سنة 1380 هـ ، وكان من أكابر فقهاء الطائفة المتأخّرين ، وقد حضر شيخنا ـ مد ظله ـ عنده بحثيه في الفقه والأصول .
8 – سماحة آية الله العظمى السّيد أحمد الخونساري (ره) وكان من أساطين الفــقاهة والأصول ، وكان حضور شيخنا عنده في الفقه والأصول .
9- آية الله الشيخ حسين الحلي بن علي النجفي(النجف)(۱۳۰۹-۱۳۹۴هـ ق) درس الميرزا عند الشيخ الحلي دورة كاملة من الأصول و قليل من الفقه. من تأليفاته:
أخذ الاجرة علی الواجبات.
معاملة الدینار بازیدمنه.
الحاق الولد بالشبهة بالزواج الدائم.
تقریرات الفقه و الأصول.
11- آية الله الشيخ عباسعلي بن قدير الشاهرودي (ره)(ایران) ( ۱۳۲۰-۱۳۸۳هـ ق) وكان قدوة في الفضل والتّقى والورع، وقد حضر شيخنا دام ظلّه عنده بحث الأصول
12 – آية الله الميرزا محمد باقر بن محمد مهدي الزنجاني (النجف) (۱۳۱۴-۱۳۹۴هـ ق) درس شيخنا دام ظلّه عنده دورة أصولية كاملة ومقداراً من كتاب الصّلاة .
13 ـ آية الله العظمى السيد أبوالقاسم الخوئي.(النجف) ( توفي ۱۴۱۳هـ ق) وقد لازمه شيخنا ملازمة شديدة حتّى صار في عداد تلامذته البارزين ، وكان دام ظلّه موضع اعتزاز وتقدير المرجع الرّاحل (ره) ..
ولا يخفى أنّ شيخنا هو أوّل من كتب تقريرات أبحاث الســيّد الخوئي (ره) الفقهية التنقيح في شرح العروة الوثقى وبث آراءه بين طلاب العلم وروّاده في حوزات العلم ..
تدريسه
كان يدرس الشهيد الشيخ الغروي السطوح العالية في النجف في مدرسة دارالحكمة التي تم بناءها بيد المرحوم آية الله حكيم، وكذلك في مسجد الشيخ الأنصاري.
كان في دروسه يعتمد على العبارات السلسة في إيصال المادّة إلى الطلّاب، لذلك كان ينتفع بدرسه طالب الحوزة الذي دخل البحث الخارج توّاً، كما ينتفع منه السابقون، وكان يدعو إلى التجديد في طريقة تدريس علمَي الفقه والأُصول بالابتعاد عن البحوث المتشعّبة التي لا نفع فيها، حتّى تثبت الأفكار الأساسية في عقول الطلّاب بدون لبس وتشويش.
تلامذته
۱ ـ السید کمال الحیدری. درس عنده خارج المكاسب
۲ ـ عبدالحسین صادق العاملی. إمام وخطيب مدينة النبطية بجنوب لبنان
۳ ـ السید علي الحسینی البغدادي (مقرر درس المکاسب للشهید الغروي)
۴ ـ الشيخ عبدالله دندن.
۵ ـ الشيخ جواد دندن.
۶ ـ الشيخ محمد امین بن محسن المامقاني.
۷ ـ محمد الحافظي.
۸ ـ علي مروجي القزویني.
۹ ـ مصطفی طراد العاملي.
۱۰ ـ طالب خلیل العاملی.
۱۱ ـ یوسف دعموش (من علماء بیروت)
۱۲ ـ علی آل محسن القطیفی ( مؤلف کتاب کشف الحقائق)
۱۳ ـ مهدی المعلی ( مؤلف كتب : الاصول النقیة، و رسالة فی قاعدة غسل الوجه)
۱۴ ـ محمد جشی القطیفي.
۱۵ ـ السید صالح بن سید محمد مهدی الخرسان.
۱۶ ـ السید صادق بن السید محمدرضا الخرسان.
۱۷ ـ نجاح البغدادي.
۱۸ ـ علي آل السمیسم.
۱۹ ـ حسین الظالمي (مؤلف کتاب: قالوا فی الإسلام)
۲۰ ـ صالح الصالحي.
۲۱ ـ السید محمد حسین بن سید موسی بحرالعلوم.
۲۲ ـ السید محمد رضا بن السید موسی بحرالعلوم.
۲۳ ـ السید احمد مددی البیرجندي.
۲۴ ـ الشيخ میثم خنیزي القطیفي.
۲۵ ـ الشيخ عباس کاشف الغطاء.
۲۶ ـ اسعد کاشف العطاء.
۲۷ ـ الشيخ صالح الطائي (مؤلف کتاب: شرح الصحیفة السجادیة)
۲۸ ـ الشيخ محمد الزبیبة.
۲۹ ـ الشيخ حسین ابو سعیدة ( المعروف في علم الأنساب)
۳۰ ـ الشيخ زاهد المالکي.
۳۱ ـ السید علاء الغریفي البحراني.
۳۲ ـ الشيخ محمد سعید توني البحراني.
۳۳ ـ الشيخ مهدی البحراني.
۳۴ ـ الشيخ عبدالامیر ابوطابوق النجفي.
۳۵ ـ السید علاء الدین بحرالعلوم.
۳۶ـ السید علی اکبر ابوترابی
أولاد الشهيد الغروي
للشيهد الغروي ثلاثة ابناء وخمس بنات
الشيخ محمد تقي الغروي
الشيخ محمد جواد الغروي
ومحمد رضا الغروي
مؤلفاته :
لهذا العالم المجاهد آثار عديدة بعضها ما يزال مخطوطاً نشير الى بعضها:
لقد نجح في تدوين تقريرات أُستاذه السيّد الخوئي في الفقه تحت عنوان «التنقيح»، والتي بلغت حوالي (15) مجلّداً، الرسالة العملية.
الف ـ آثاره المطبوعة:
1ـ التنقيح في شرح العروة الوثقى ، و هو أوّل تقرير فقهي لأستاذه السيّد الخوئي (ره) ويقع في عدة مجلدات طبع منها مجلد واحد في الإجتهاد والتقليد وعشرة مجلّدات في الطهارة ومجلد واحد في الصّلاة ، ولايزال بعض مجلّداته مخطوطاً ويُعدّ هذا الكتاب مؤشّراً قويّاً لفقاهة استاذ الفقهاء السيد الخوئي (ره)، وقد قرّظه أستاذه له بتقريظ نفيس .
2ـ الفتاوى المستنبطة ، رسالة في العبادات والمعاملات لعمل المقلّدين .
3ـ موجز الفتاوى المستنبطة، وهو موجز رسالته العلمية .
4 ـ مناسك الحج.
ب ـ آثاره المخطوطة :
5 ـ دورة كاملة في الاُصول. وهي تقريرات اُستاذه آية الله العظمى الحاج الشيخ حسين الحلّي.
6 ـ دوره كاملة في الاُصول. وهي تقريرات اُستاذه آية الله الميرزا محمدباقر الزنجاني.
7 ـ شرح استدلالي على المكاسب.
8 ـ حاشيته على كفاية الاُصول. للمرحوم الآخوند الخراساني.
9 ـ رسالة في قاعدة الطهارة.
10ـ رسالة في قاعدة اليد.
11ـ رسالة في الرضاع.
12ـ رسالة في المكاسب المحرّمة.
13ـ البيع.
14ـ الزيارات.
15ـ رسالة في قاعده التجاوز.
16ـ الخیارات.
17 – الخيارات .
18 -خمس دورات في علم الأصول .
19ـ تسنيد الفتاوى المستنبطة، وهو بيان لمستـنـــد فتاواه في رسالته العملية مبسوطاً حتى قيل : إن هذا الكتاب يزيد على ثمانين مجلّداً . لكنه استشهد ولم ينشر الا ثلاثة مجلدات من ابواب الديات، وبقى الباقي على شكل المسودة.
نشاطه وصفاته الخُلقية :
لهذا العالم الكبير رسالة عملية ، وله مقلّدون في العراق وسوريا والحجاز ودول الخليج العربية وإيران.
كان الشهيد والعالم الكبير يولي أهمية فائقة للتدريس والتأليف والتحقيق، وكان يؤمّ المصلّين في المرقد الطاهر لأميرالمؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)ثلاث مرات يومياً.
عُرف عنه التزامه بصلاة الليل وزيارة عاشوراء بعد صلاة الصبح، وكان مداوماً على زيارة مرقد الإمام الحسين(عليه السلام) في ليالي الجمعة، ولهذا كان يسافر اُسبوعياً الى كربلاء المقدسة.
كما عُرف عن العالم الشهيد حرصه على كيان الحوزة العلمية العريقة التي يمتدّ عمرها الى ألف عام. ولهذا كان يبذل قصارى جهده في المحافظة على هذا الكيان العريق.
وأشتهر عن الشيخ الغروي انه كان يقضي عشرين ساعة يوميا بين الدّرس والمطالعة والتّأليف والتّحقيق .
و في التزامه بدرسه وتحقيقه قدوة وأسوة عظيمتين ، فإنّه يشغل من اليوم ما يقارب العشرين ساعة يقضيها بين الدّرس والمطالعة والتّأليف والتّحقيق . وأما في مجال الورع فهو آية في الورع والتّقى والإلتزام بالمستحبات والسنن ..
ومن ذلك مداومته المستمرة على زيارة سيّد الشّهداء (ع) في كل ليلة جمعة ، فضلاً عن الإلتزام بزيارة عاشوراء في كل يوم في الحرم العلوي المطهّر بعد أن يؤم المصلّين في صلاة الصّبح وبعد زيارة سيدنا ومولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصّلاة والسلام .
ولقد عرّفه العلاّمة المحقّق السيّد عبد الرزاق الموسوي المقرّم (ره) فيمن عرّفه بكلام ينمّ عن معرفة بالغة بشيخنا الغروي دام ظلّه منذ زمن بعيد ضمن تقديمه على كتاب الاجتهاد والتقليد حيث قال في حقه :
العلم الفرد ، والمجتهد الأوحد ، حجّة الله الواضحة ، وبيّنته اللامعة ، المحقق الميرزا على الغروي التبريزي ..
وقال أيضاً : فكان موئل روّاد العلم بين مستوضح منه ما لم تصل إليه فاكرته ، وبين من ينسخ ما جمعه من ثمرات بحوث أساتذته ، فإلى الباري عزّوجلّ أبتهل بإدامة عنايته بهذه الشخصية اللامعة ليرتوي طلاب المعارف من نمير آرائه ويستضيء روّاد الحقائق بثاقب أفكاره .
وقد عبّر عنه أستاذه السيّد الخوئي (ره) قبل ثلاثة عقود بعبائر التّجليل والتّقدير ما يُغني عن شهادات الفطاحل حيث قال (ره) : جناب الفاضل العلامة المحقق ركن الإسلام قرة عيني العزيز الميرزا علي التبريزي أدام الله فضله و وصف تقريراته له وصف المعجب بها .. قائلا أنّها: في غاية الضّبط والإتقان وقد أعجبني أحاطته بدقائقها واستيعابه لحقائقها، ببيان بليغ رائع واستقصاء جميل نافع .
فلا غرو فإنه ممن أصاب ظني في مقدرته العلمية وكفاءته الفكرية ، وقد بلغ بحمد الله الدرجة العالية في كل ما حضره من أبحاثنا في الفقه والأصول والتفسير وأنعش آمالي ببقاء نبراس العلم في مستقبل الأيّام ، فلم تذهب أتعابي على تقويم الحوزة العلمية سدى ..
بل أثمرت تلك الجهود بوجود أمثاله من العلماء العظام وأينعت وأتت أكلها كل حين ، فللّه تعالى درّه فيما كتب ودقّق وحقّق وأسأله جل شأنه أن يأخذ بيده ، ليكون قدوة الأفاضل الكرام وأحد المراجع في الأحكام ويوفقه للجد في عمله والإستمرار في نشاطه لينتفع بجوده زملاؤه من طلاّب العلم المحصّلين . وقد صدق تفرّس السيّد الرّاحل (ره) في ما يؤول إليه حال شيخنا المعظّم (ره) فقد دلّت سوابقه على ذلك ، حتّى صار مرجعاً في الأحكام ، وتصدّى لذلك من عاصمة العلم والولاية النّجف الأشرف ، فأرجعت له في التّقليد طائفة من أعيان العلماء والفضلاء في شتّى البقاع والبلاد ..
أقوال العلماء فيه :
قال فيه آية الله العظمى السيد الخوئي : بلغ الشيخ الغروي بحمد الله الدرجة العالية في كل ما حضره من أبحاثنا في الفقه والأصول والتفسير، وأنعش آمالي ببقاء نبراس العلم في مستقبل الأيام، فلم تذهب أتعابي، بل أثمرت تلك الجهود بوجود أمثاله من العلماء، فللّه درّه فيما كتب ودقق وحقق.
وقال فيه آية الله العظمى السيد الكوهكمري: لا أعلم أيّهما أطوع للشيخ!؟ الألفاظ أم الخاتم الذي يديره في إصبعه كيف يشاء !
مكانته العلمية قدس سره :
بدأت علامات النبوغ عنده منذ الصغر ، فقد كان من مقرري درس استاذه السيد الكوهكمري وعمره لم يتجاوز العشرين عاماً .
وفي بداية العقد الثالث من عمره أي في عام ( 1379 هـ ) شرع بإلقاء دروسه في البحث الخارج ،وكان مجلسه عامراً بالفضلاء والنخبة الواعية من طلاب العلوم الدينية .
أمّا عن أسلوبه في التدريس، فإنه كان يعتمد على العبارات السلسة في إيصال المادة إلى الطلاب ،لذلك كان ينتفع بدرسه طالب الحوزة الذي دخل البحث الخارج تواً كما ينتفع منه السابقون .
وكان ( رحمه الله ) يدعو إلى التجديد في طريقة تدريس علمي الفقه والأصول بالابتعاد عن البحوث المتشعبة التي لا نفع فيها ،حتى تثبت الأفكار الأساسية في عقول الطلاب بدون لبس وتشويش .
سيرته قدس سره :
كان الشيخ الغروي داعياً إلى سيرة الأئمة المعصومين عليهم السلام بالصمت كما دعا الإمام الصادق عليه السلام، والدعوة الصامتة التي قصدها هي التطبيق العملي لسيرة أهل البيت عليهم السلام.
كما كان دقيقاً في صرف الأموال الشرعية حتى أن استاذه السيد الكوهكمري قال في إحدى المرّات : أتمنى لو جمعت الحقوق الشرعية في بيت وجعلت مفاتيحه في يد الشيخ الغروي .
وبالاضافة إلى ذلك كان الشيخ داعياً إلى سيرة الأئمة المعصومين عليهم السلام ,ومطبقا تطبيقا عملي لهذا المنهج والسيرة العطرة . شديد الالتزام بالعبادات والمستحبة والسنن ,فكان آية في الورع والتّقى والإلتزام . وفي كل يوم في الحرم العلوي المطهّر يؤم المصلّين في صلاة الصّبح ,وقد حضرنا(7)للصلاة خلفه عشرات المرات ,وفي كل مرة نحضر كان يقرأ في الركعة الاولى بعد الحمد سورة النصر ,
وبعد انتهى الصلاة ينشغل بالاوراد ,وارى امامه ورقة طويلة مكتوب فيها بالحبر ,وموقع صلاته كان مقابل ضريح أمير المؤمنين الامام علي (عليه السلام) في جهة الباب الثاني للدخول . وكان (قدس سره ) مواظبا في كل ليلة جمعة على زيارة سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام) .
اجازاته في الإجتهاد
حصل آية الله الشيخ الميرزا علي الغروي اجازة الإجتهاد من آية الله الشيخ محمد حسين كاشف الغطا (۱۲۹۴-۱۳۷۳هـ ق) . وبخصوص اجازته من السيد الخوئي رحمه الله ، كان سماحة السيد الخوئي يعطي الإجازة المكتوبة لمن يهاجر إلى المناطق الأخرى لنشر الفقه والمعارف الإسلامية ، ولم يكن يعطي لتلامذته الذين يبقون في النجف. لكن تقريظ السيد الخوئي على كتاب ” التنقيح ” يعبر عن مكانة العلمية والمرجعية للميرزا علي الغروي.
تقريظ السيد الخوئي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد وعترته الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين الى يوم الدين
وبعد فقد لاحظت هذه الابحاث التي ضبطها جناب الفاضل العلامة المحقق ركن الاسلام قرة عيني العزيز الميرزا علي التبريزي الغروي ادام الله فضله من دروسنا الفقهية التي القيناها على طلاب الحوزة العلمية الفضلاء شرحا وافيا للعروة الوثقى فوجدتها في غاية الضبط والاتقان وقد اعجبني احاطته بدقائقها واستيعابه لحقايقها ببيان رائع واستقصاء جميل نافع. فلا غرو فإنه ممن اصاب ظني في مقدرته العلمية وكفائته الفكرية.
وقد بلغ بحمد الله الدرجة العالية في كل ما حضره من ابحاثنا في الفقه والاصول والتفسير وانعش آمالي ببقاء نبراس العلم في مستقبل الايام. فلم تذهب اتعابي على تقويم الحوزة العلمية سدى بل اثمرت تلك الجهود بوجود امثاله من العلماء العظام واينعت وآتت اكلها كل حين.
فلله تعالى درّه فيما كتب ودقّق وحقّق وأسأله جلّ شأنه أن يأخذ بيده ليكون قدوة الافاضل الكرام وأحد المراجع في الاحكام ويوفقه للجدّ في عمله والاستمرار في نشاطه لينتفع بجهوده زملاؤه من طلاب العلم المحصلين. انه الموفق للصواب والحمد لله اولا وآخرا.
في 15 شهر ذي الحجة الحرام 1377 هـ
ابو القاسم الموسوي الخوئي
استشهاده :
كان للشيخ الشهيد الميرزا الغروي دور رئيس في الحفاظ على الحوزة بعد الانتفاضة الشعبانية وما جرى فيها من تصفية للعلماء و تدميرللمدارس والمساجد والمكتبات.
وبعد رحيل أستاذه الخوئي (قدس سره) تصدى للمرجعية وطبع رسالته العملية باسم الفتاوى المستنبطة. وقد اصدر بعض الفتاوى الشفهية لتأديب الذين يخترقون الحوزة العلمية من جواسيس صدام المقبور وحكومته . فعمل النظام البائد سلسلة من الجرائم والاعتداءات على المراجع العظام في النجف الاشرف وقام البعثيون باجهزتهم القمعية بتصفية واغتيال العلماء الاعلام.
فكانت اول محاولة اغتيال وضع قناني غاز معبئة بمادة ال تي ان تي في الطرق القريبة من منازل العلماء, فاصيب المرجع الشيخ مرتضى البروجردي البالغ من العمر 70 عام والمرجع الشيخ الغروي باصابات بسيطة حيث انفجرت قنينة واحدة,ولم تفجرالبقية. وقيل أنه بعد هذا الحادث اجتمع الشيخان (قدس سرهما) واحدهم يقول للاخر أننا لم نوفق للشهادة هناك ذنوب حالت بيننا وبين شرف الشهادة. وبعد أشهر من عام 1998تم استهداف الشيخ البروجردي بتاريخ 21|4|1998.
وبعد شهرين تقريبا بتاريخ 18|6|1998 استهدف الشيخ علي الغروي عندما كان عائدا من زيارة الامام الحسين (عليه السلام) وفي الطريق الى النجف الاشرف اعترضت سيارة الشيخ الغروي مجموعة من السيارات تعود الى الاجهزة الامنية التابعة لصدام المقبور وامطرت سيارة الشيخ الغروي بنيران كثيفة استشهد خلالها المرجع المعظم وقد أصيب في راسه ووجهه وصدره وبطنه وقطعت يده اليسرى.
وكان معه زوج ابنته الشيخ محمد علي محمد علي الفقيه وهو لبناني الجنسية وكذلك سائق سيارته (فرج وافي علوان كاظم الميالي) وخادم الشيخ الغروي (ابراهيم طاهر عبد السادة البرمكي) وقد استشهدوا جميعا .
المصدر: الاجتهاد