اسمه وكنيته ونسبه
الشيخ أبو محمّد تقي، علي ابن الحاج أسد الله بن حسن الغروي التبريزي.
ولادته
ولد عام 1349ﻫ بمدينة تبريز في إيران.
دراسته
توجّه(قدس سره) نحو طلب العلم في مسقط رأسه وهو لم يتمّ السنة السادسة من عمره، وبعد أن أنهى دراسة المقدّمات وجزءاً من مرحلة السطوح العالية في مدينة تبريز، سافر إلى قم المقدّسة لمواصلة دراسته الحوزوية، وعندما بلغ عمره ستّة عشر عاماً أخذ يحضر دروس البحث الخارج، وبقي مواظباً على ذلك مدّة خمس سنوات، ثمّ سافر إلى النجف الأشرف لمواصلة دراسة البحث الخارج.
من أساتذته
السيّد محمّد الحجّة الكوهكمري، السيّد أبو القاسم الخوئي، السيّد أحمد الخونساري، الشيخ حسين الحلّي، الشيخ عباس علي الشاهرودي، الشيخ باقر الزنجاني.
من تلامذته
السيّد محمّد رضا الطباطبائي التبريزي، السيّد علاء الدين الغريفي، السيّد كمال الحيدري، الشيخ محمّد أمين المامقاني، الشيخ عبد الحسين آل صادق.
مكانته العلمية
بدأت علامات النبوغ عنده منذ الصغر، فقد كان من مقرّري درس أُستاذه السيّد الحجّة الكوهكمري، وعمره لم يتجاوز العشرين عاماً، وفي بداية العقد الثالث من عمره أي في عام 1379ﻫ، شرع بإلقاء دروسه في البحث الخارج، وكان مجلسه عامراً بالفضلاء والنخبة الواعية من طلّاب العلوم الدينية.
وكان يعتمد على العبارات السلسة في إيصال المادّة إلى الطلّاب، لذلك كان ينتفع بدرسه طالب الحوزة الذي دخل البحث الخارج توّاً، كما ينتفع منه السابقون، وكان يدعو إلى التجديد في طريقة تدريس علمَي الفقه والأُصول بالابتعاد عن البحوث المتشعّبة التي لا نفع فيها، حتّى تثبت الأفكار الأساسية في عقول الطلّاب بدون لبس وتشويش.
من صفاته وأخلاقه
كان(قدس سره) داعياً إلى سيرة الأئمّة المعصومين(عليهم السلام) بالصمت، كما دعا الإمام الصادق(عليه السلام)، والدعوة الصامتة التي قصدها هي التطبيق العملي لسيرة أهل البيت(عليهم السلام)، كما كان دقيقاً في صرف الأموال الشرعية حتّى أنّ أُستاذه السيّد الحجّة قال في إحدى المرّات: «أتمنّى لو جمعت الحقوق الشرعية في بيت وجعلت مفاتيحه في يد الشيخ الغروي».
وبالإضافة إلى ذلك كان الشيخ شديد الالتزام بالعبادات المستحبّة، جاهداً على ترك المكروهات، موطّناً نفسه على إقامة شعائر الله تعالى، وكان على رأسها زيارة الإمام الحسين(عليه السلام) في كلّ ليلة جمعة، وقراءة زيارة عاشوراء كلّ يوم في مرقد الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام).
من أقوال العلماء فيه
1ـ قال السيّد أبو القاسم الخوئي(قدس سره): «بلغ الشيخ الغروي بحمد الله الدرجة العالية في كلّ ما حضره من أبحاثنا في الفقه والأُصول والتفسير، وأنعش آمالي ببقاء نبراس العلم في مستقبل الأيّام، فلم تذهب أتعابي، بل أثمرت تلك الجهود بوجود أمثاله من العلماء، فلِلَّه درُّه فيما كتب ودقّق وحقّق، وأسأله جلّ شأنه أن يأخذ بيده ليكون قدوة الأفاضل الكرام وأحد المراجع في الأحكام».
2ـ قال السيّد محمّد الحجّة الكوهكمري(قدس سره) في بيان مقامه العلمي: «لا أعلم أيّهما أطوع للشيخ، الألفاظ أم الخاتم الذي يديره في إصبعه كيف يشاء».
من مؤلّفاته
التنقيح في شرح المكاسب (تقرير درس أُستاذه السيّد الخوئي في الفقه) (حوالي 15مجلّداً)، الفتاوى المستنبطة (رسالته العملية)، مناسك الحج.
شهادته
استُشهد(قدس سره) ليلة الجمعة في الثالث والعشرين من صفر 1419ﻫ على يد أزلام النظام العراقي البائد في الطريق بين مدينتي النجف الأشرف وكربلاء المقدّسة، بعد رجوعه من زيارة الإمام الحسين(عليه السلام)، وصلّى على جثمانه السيّد علي الحسيني البغدادي، ودُفن بمقبرة وادي السلام في النجف الأشرف، وقبره معروف يُزار.