اتهام ترامب لباكستان بإحتضان الإرهابيين
قبل أشهر، كتب الرئيس الأميركي ترامب في تغريدة، إن "الولايات المتحدة قدمت بغباء لباكستان أكثر من 33 مليار دولار على شكل مساعدات على مدى السنوات الـ15 الماضية، وهم لم يعطونا سوى الأكاذيب والخداع، ظنا منهم أن قادتنا حمقى" حسب تعبيره.
وأضاف: "هم يوفرون ملاذا آمناً للإرهابيين الذين نلاحقهم في أفغانستان".
هذه التغريدة كانت كافية لبدء توتر العلاقات بين الجانبين الأميركي و الباكستاني ودخولها "الغيبوبة" وسرعان ما استدعت الخارجية الباكستانية، السفير الأميركي في إسلام آباد، ديفيد هيل، لتسليمه مذكرة احتجاج على التصريحات الاتهامية التي غرد بها ترامب. وأعلنت إثر ذلك كل من إسلام أباد وواشنطن، أن يقتصر التواصل الدبلوماسي بينهما على تغريدات بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” فقط، وذلك في ظل تفاقم التوتر بين البلدين.
باكستان تبعد عن أميركا و تفكر في بدائل
منذ أن بدأت بوادر التغيير في سياسات أميركا إزاء باكستان، وتحديداً في الفترة الأخيرة، أضحت الحكومة الباكستانية تفكر في بدائل عن تركيز علاقاتها بالحليف الأميركي الاستراتيجي لها منذ عقود. وأوحت زيارات المسؤولين الباكستانيين المتكررة إلى طهران و زيارة محمد جواد ظريف وزير خارجية إيران الى باكستان كأول وزير خارجية يزور إسلام أباد في عهد عمران خان، وتصريحات الأخيرة في أيام الإنتخابات بأن الحكومة القادمة التي سيقودها ستطور علاقاتها مع ايران وتأكيده تنفيذ مشروع خط انبوب الغاز (بين ايران وباكستان)، والتدريبات العسكرية مع الروس، وآخرها في سبتمبر/أيلول الماضي، أوحت أن إسلام آباد تسعى للبحث عن شركاء جدد. وكان التركيز الأساسي على العلاقات مع الصين والشراكة الاستراتيجية معها، وذلك مع بعض التحسن في العلاقات مع الروس.
عمران خان: من الآن باكستان ليست عميلة لأميركا
وخضم المعركة الدبلوماسية بين باكستان وأميركا، قال رئيس الوزراء الباكستاني الجديد عمران خان أنّه آن الأوان لأن تجعل الولايات المتحدة من باكستان صديقاً لا عميلاً، لأنها بحاجة إلى شريك للسلام للخروج من أفغانستان.
وتابع قائلا "سنكون حلفاء فقط في السلام.. لن نكون حلفاء في الحرب.. مات خمسون ألف باكستاني وأدخل التطرف إلى هذا البلد، ونحن أقل أمانا أكثر من أي وقت مضى".
إلغاء واشنطن مساعدات بقيمة 300 مليون دولار لباكستان
انتقمت واشنطن من باكستان و سياساتها المستقلة و بسبب مواقف إسلام آباد الاخيرة، حيث تحمل باكستان الولايات المتحدة مسؤولية الحرب في أفغانستان وتعارض خطوة زيادة عدد الجنود الأمريكيين في أفغانستان.
واعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنها اتخذت قرارا نهائيا بإلغاء مساعدات بقيمة 300 مليون دولار لباكستان، وذلك في ضربة جديدة للعلاقات المتدهورة بين الجانبين.
وفي سياق متصل، توقعت مجلة «تايم» الأميركية في تقرير لها ألا يؤثر تجميد المساعدات على باكستان، وذكرت أن إدارة الرئيس أوباما جمدت من قبل مساعدات بقيمة 800 مليون دولار أميركي في 2011 و300 مليون في 2016، بينما أوقف الكونغرس بيع طائرات حربية من طراز «إف - 16» إلى باكستان في العام نفسه، والسبب هو ذاته: تساهل باكستان في مواجهة متشددي جماعة «حقاني» التي أسسها جلال الدين حقاني العسكري السابق ضد السوفيات، والمتمركزة بمنطقة وزيرستان، حسب المجلة.
باكستان تعارض استراتيجية أميركا في جنوب آسيا
وهذه الأموال جزء من مساعدات أكبر لباكستان كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن تعليقها بداية هذا العام قائلا إن المسؤولين الباكستانيين "لم يمنحونا سوى الأكاذيب والخداع" ردا على مساعدات أمريكية على مدى 15 عاما.
وقال مسؤول أمريكي لرويترز إن وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس على وجه الخصوص كانت أمامه فرصة لتخصيص المساعدات بقيمة 300 مليون دولار إلى باكستان خلال هذا الصيف إذا وجد من حكومتها إجراءات ملموسة لملاحقة المسلحين لكنه اختار ألا يفعل ذلك.
وقال كون فوكنر المتحدث باسم البنتاجون "بسبب عدم اتخاذ إجراءات حاسمة من جانب باكستان لدعم استراتيجية جنوب آسيا جرى تحويل المبلغ المتبقي وهو 300 مليون دولار لصالح برامج أخرى".
وأضاف أن البنتاجون يريد إنفاق هذا المبلغ "على أولويات عاجلة أخرى" في حالة موافقة الكونجرس على ذلك.
وأوضح أن الكونجرس كان قد ألغى تخصيص مساعدات أخرى إلى باكستان هذا العام بقيمة 500 مليون دولار مما يجعل إجمالي المبلغ الذي أعيد تخصيصه 800 مليون دولار.