وعندما اعتقل رجال السافاك الإمام الخميني وأودعوه السجن، قام الإمام موسى على الصعيد العالمي بنشاطات إعلامية عديدة بغية فضح مخطط الشاه في تغييب الإمام وإسكاته، وقد قام بعد ذلك بلقاء وزير خارجية دولة الفاتيكان، حيث أوصل إليه صوت الشعب الإيراني المظلوم.
ولكي نتعرّف أكثر فأكثر على شخصية الإمام موسى الصدر، سنذكر بعض ما قال عنه زعماء العرب والعالم وكذلك الشخصيات الدّينية والاجتماعية.
الإمام الخميني
السيد الصدر رجل أستطيع أن أقول أنّني ربّيته وهو بمنزلة ولد من أولادي الأعزّاء... ولقد اطلعنا على فضائله وخدماته بعد ذهابه إلى لبنان، ونعلم أنّ الشعب اللبناني اليوم بأمسّ الحاجة إليه، نسأل الله أن يعود إلى محلّه سالماً معافىً؛ ليستفيد منه المسلمون.
الإمام الخامنئي
جزء من الخدمات والعطاءات التي قدّمها هذا العالم المبدع والنشيط، خلال ما يقرب من العشرين سنة للشيعة وللبنان في المجال الاجتماعي والسياسي هو توحيده لشيعة لبنان وإعطاؤهم هويتهم وإيجاد جوّ التعايش المشترك والاحترام المتبادل بين أتباع المذاهب الدّينيّة والسياسية في ذلك البلد، هذا من جهة، أمّا من جهة ثانية فقد قام بتعريف النظام الصهيوني الغاصب، بأنّه شرّ مطلق وتحريم التعاون مع هذا النظام... ومن ثم احترامه ومحبّته الحميمة لقائد الثورة ومؤسّس الجمهورية الإسلامية الإيرانية (الإمام الخميني) سواء في المجال الثقافي أو في كتاباته أو في مساعدته وتعاونه مع المناضلين الإيرانيين.
الأستاذ الشهيد الشيخ مرتضى المطهّري
لو كان السيّد موسى موجوداً بيننا الآن، لكان أحد المستشارين الكبار للإمام الخميني، وفي كلّ الموضوعات؛ وذلك لعمق معرفته في ما يجري في هذا العالم... كان السيد موسى يشخّص ما كنّا نحتاج إليه على أرض الواقع، له باع في معرفة ما يمكن أن يعترض مسيرة العمل من مشاكل وعقبات، وليس هناك موضوعاً إلّا وكان له فيه رأي فقهي... فلم يكن اعتباطاً عندما غيّبوه عنّا.
الشيخ هاشمي رفسنجاني
امتدّت معرفتي به منذ عام 1949م، حينما كنت في الرابعة عشر من عمري. كان واضح البيان وبهيّ الطلعة، وهو بالنسبة لنا من الشخصيات المهمّة، وكنت أنظر إليه كمفكر إسلامي كبير حينها، لذا كنت أشارك في دروسه المطوّلة.
الشهيد الدكتور مصطفى شمران
استطاع هذا الرجل العظيم أن يؤسّس حركة في أصعب الظروف، بعد 1400 سنة من الاضطهاد الذي حاصر الشيعة في لبنان، فاستنهضهم وهزّ بهم كيان السلطة الحاكمة، وقذف الرعب في نفوس حكّام إسرائيل... فهو الوحيد الذي سلك درب الاستقامة، واتّخذ موقفاً واحداً منذ بداية الحرب حتى اليوم، وكانت تقديراته وآراؤه متطابقة مع الحقيقة.
فؤاد شهاب (رئيس الجمهورية اللبنانية السابق)
لو كان هذا الرجل مسيحيّاً لقدّسه المسيحيون، يجب دعم هكذا رجال بكلّ ما نملك من قوّة.
جمال عبد الناصر (رئيس جمهورية مصر السابق)
ليت جامعة الأزهر تملك رئيساً كالسيد موسى الصدر.
الأمير عبد الله (ملك المملكة العربيّة السعودية السابق):
طوال سنين حياتي لم أر شخصيّة بهذا الذكاء وسعة الاطّلاع وحسن الخلق والمحبوبيّة، مثل شخصية الإمام موسى الصدر.
السيد حسن نصر الله
لم يكن الإمام موسى مؤسّساً للمقاومة اللبنانية وحسب، بل كان مؤسّساً، لكل المبادرات والمشاريع والوسائل الكثيرة التي إذا ما غفلنا عنها فسنجد أنفسنا آخر القافلة... مزج الإمام الدين بالسياسة والسياسة بالدين، وهذا أمر وإن كان في زماننا قد أصبح شيئاً طبيعياً، ولكنه في ذلك الزمان كان من الأمور التي أقلّ ما يُتّهم بسببها صاحبها، الإلحاد والارتداد والفسوق والمروق عن الدين!
لقد علّمنا الإمام أنّه لا يمكن لأرض مغصوبة أن تسترد عن طريق السلم والصلح، علّمنا أنّ الأرض المغصوبة، يمكن تحريرها واستردادها فقط عن طريق الجهاد والشهادة..
ولم يكن دوره محدوداً بجانب معين، بل كان محسوباً على كلّ لبنان كرمز وقائد.
المصدر : كتاب الامام موسى الصدر . تأليف عبدالرحيم ابا ذري